Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2019

الملك في بغداد.. التوقيت والرسالة؟ - محمد سلامة

الراي - زيارة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبداالله الثاني حفظه االله إلى بغداد ولقائه الرئيس وكبار المسؤولين فيها يؤكد أهمية التعاون الثنائي بين البلدين والدور المحوري في هذا التوقيت والظرف السياسي الذي يمر به الإقليم العربي ككل، وهنا نؤشر على الاتي: _ العلاقات الثنائية بين عمان وبغداد لم تتوقف نهائيا وان فترات الصعود فيها تعود بالأساس إلى الرغبة الأردنية _ العراقية في تطويرها خلال السنوات الماضية، فالتعاون الثنائي يتعمق وهناك مصالح مشتركة وتأكيد أردني على تفعيلها اقتصاديا وسياسيا وبما يعود على الشعبين الشقيقين بالمنفعة المتبادلة.

- جلالة الملك أول زعيم عربي يزور بغداد هذا العام وقبيل القمة العربية المقررة نهاية آذار المقبل وما بعد سيزورها الرئيس الإيراني حسن روحاني (اي في شهر نيسان) وبما يعني أن حدثا سياسيا أو أمنيا سيحدث بالإقليم بعد القمة العربية فالتوقيت السياسي والظرف الإقليمي مهمان في تحديد مساراتهما، وجلالته يؤسس لعلاقات بينية ثنائية في جوار العراق، وكان أول من فتح أبواب عاصمته لاستقبال اللاجئين العرب فترة المحنة والشدة، وما يزال على موقفه السياسي بضرورة أن يأخذ العراق مكانه الطبيعي ودوره في المنطقة وفي إطار العمل العربي المشترك.
- التوقيت السياسي للزيارة الملكية يأتي في ظل حراك إقليمي ودولي محوره الأساس تشكيل كتلة عربية ويتزامن مع جولة لوزير الخارجية الأميركي ماك بومبيو في عدة عواصم بالمنطقة، ويلاحظ هنا أن جلالته أراد أن يضع الأوراق العربية بقوة على الساحة الدولية، فالحضور العراقي والمشاركة في إطار العلاقات العربية - العربية يعد ركيزة أساسية لنجاح اي مشروع إقليمي، وهذا معناه ان الحراك الأردني- العراقي يتوافق والمصالح القومية للأمة العربية تجاه العديد من القضايا المصيرية وفي مقدمتها ما يخص سورية وفلسطين واليمن والتدخلات الإقليمية وخاصة تركيا وإيران.
- الرسالة السياسية للزيارة الملكية محورها العلاقات العربية - العربية وأهمية أن تكون بغداد حاضرة فيها بقوة، فما يجري بين عواصم القرار العربي والحراك السياسي والأمني الأميركي بما فيها الانسحاب من سورية خلال الفترة القادمة وتفاعلات قضية فلسطين وتداعيات ذلك على مجمل الجوار العربي وخاصة إيران وما يعنيه التحشيد الأميركي ضد إيران، وواضح أن ما يجري يمهد لخطوات سياسية في الإقليم، فتركيا تتحرك لمصالحها الجيوسياسية في سورية، وهناك مناطق اشتباك متعددة أخذت روسيا ما تريد، فيما الطرف العربي وحده يدفع ثمن تفككه وضعف جبهاته وتراجعه، ولهذا فإن جلالته أراد أن يضع الجميع أمام مسؤولياته التاريخية في ضرورة التصدي للاخطار القادمة والحد من التدخلات الإقليمية والدولية وبما يعيد اللحمة إلى البيت العربي.
- زيارة جلالة الملك إلى بغداد تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالتوقيت والظرف السياسي يحددان مسارات العمل العربي خلال الشهور القليلة المقبلة لمواجهة الأخطار الحقيقية التي تهدد الجميع، وهناك توجه عربي لإعادة سورية إلى الجامعة العربية وبما يعنيه من إعادة دمشق لدورها السياسي الإقليمي، وهذا يقودنا إلى القول إن بقاء الفوضى بالإقليم تهدد الجميع، وان الخيار أمام قادة وزعماء الأمة العربية هو التوحد لمواجهة الإرهاب والفوضى وإنقاذ شعوبهم واوطانهم من المؤامرات الخارجية، وضرورة العودة إلى العمل العربي المشترك والاتفاق على خطوات لاجتثاث الإرهاب ووقف الحروب في المنطقة وإعادة الاستقرار إلى جميع البلاد العربية.