Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Jun-2017

منارة الحدباء في الموصل: معلم تاريخي كان مصدر فخر للعراقيين

 

الموصل- كانت منارة الحدباء التي فجرها تنظيم داعش الأربعاء، واحدة من المعالم التاريخية التي تشكل مصدر فخر للعراقيين، رأوا فيها برجي بيزا وإيفل في آن.بنيت منارة الحدباء في القرن الثاني عشر كمئذنة لجامع النوري القديم. وكانت حتى يوم تفجير هذين المعلمين، آخر ما تبقى من ذلك الصرح.
وقيل إن تنظيم داعش أقدم على تفخيخ المنارة منذ فترة طويلة.
اتهم التنظيم المتطرف الطيران الأميركي بتدمير الجامع والمنارة، لكن مسؤولين عراقيين ومن التحالف الدولي أكدوا أن هذه الكارثة التراثية من فعل التنظيم نفسه.
كان مسجد النوري يعد من أكبر مساجد المدينة القديمة، وسمي تيمنا بنور الدين الزنكي الذي حكم الموصل وحلب لفترة، وأمر ببنائه في العام 1172. وكان سلف صلاح الدين يمثل مفهوم مقاومة الحروب الصليبية.
كانت المنارة مزينة بحجارة ذات أشكال هندسية، متوجة بقبة بيضاء.
فعلى ارتفاع 45 مترا، ومع ميلها المرئي عن بعد كيلومترات، هيمنت الحدباء لقرون عدة على أفق ثاني أكبر مدن العراق، حتى تفجيرها عند الساعة التاسعة والنصف مساء الأربعاء.
كانت المنارة رمزا للمدينة، إذ طبعت على العملة الورقية العراقية من فئة عشرة آلاف دينار، ويصفها البعض ببرج بيزا العراقي، نسبة إلى البرج الإيطالي المائل. وظهرت أيضا في علامات تجارية محلية وإعلانات عدة، وأعطت اسمها لعدد لا يحصى من المطاعم والشركات والنوادي الرياضية.
التراث الشعبي المحلي غني بالروايات عن الحدباء، تتضمن شروحا لأسباب ميلانها.
يقول أحدهم إن المنارة تقوست عند مرور النبي محمد بها، وبقيت على حالها، فيما يشير آخرون إلى أنها انحنت ترحيبا بالسيدة العذراء.
وكلتا النظريتين تعكسان المكانة الخاصة التي كانت تحظى بها المنارة في الثقافة المحلية. ورأى تنظيم داعش في هذا التبجيل الشعبي انتهاكا لشريعته، إذ يعتبر تمجيد الآثار بدعة.
بعد سيطرته على المدينة الشمالية في حزيران/يونيو 2014، هدد التنظيم المتطرف بتدمير منارة الحدباء، إلا أن السكان تمكنوا من إحباط ذلك بعدما شكلوا درعا بشرية حولها.
واستيقظ العراقيون الخميس على وقع الخبر الصادم. وأعرب بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن حزنهم، قائلين إنه يمكن مقارنة الأمر بفقدان فرنسا لبرج إيفل.
وقالت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) إيرينا بوكوفا الخميس أن "هذا التدمير الجديد يعمق جروح مجتمع يعاني أصلا من مأساة إنسانية غير مسبوقة".
وفيما سعى معظم المسؤولين العراقيين إلى الالتفاف على دعاية تنظيم داعش والتأكيد على يأس الأخير وقرب هزيمته، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى إعادة بناء المنارة، لكنه لم يوضح ما إذا كانت ستبنى مائلة أم عامودية. (أ ف ب)