Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2017

عناق دب نووي - أسرة التحرير
 
هآرتس
الغد- رغم حقيقة أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أعلن أنه "من الناحية الفنية" إيران لم تخرق الاتفاق النووي، أعلن الرئيس ترامب يوم الجمعة بان إيران خرقت الاتفاق عدة مرات، وانه لا يعتزم التوقيع على المصادقة عليه من جديد. مثل بنيامين نتنياهو، يؤمن ترامب بأن الاتفاق سيئ و"يسمح لإيران بمواصلة اجزاء معينة من برنامجها النووي"، ومثل نتنياهو، يخشى من أنه "بعد بضع سنوات... سيتمكنون من تسريع تطوير السلاح النووي".
باستثناء إسرائيل والسعودية، اللتين اعربتا عن تأييدهما لترامب، في العالم عبروا عن التحفظات والمخاوف. فقد أنهى ترامب خطابه بتحذير بانه اذا "لم تتوصل الإدارة إلى حل مع الكونغرس ومع حلفائها، فإن الاتفاق سينتهي". أما وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني، فقد ذكرته بأنه "لا يمكن لأي دولة أن تنهي الاتفاق مع إيران". وأفادت روسيا بأن إيران تنفذ التزاماتها. وادعت بريطانيا والمانيا وفرنسا بأن الحفاظ على الاتفاق هو مصلحة مشتركة، وطلبت من الولايات المتحدة النظر في الآثار التي يمكن أن تكون لخرقه على أمن الولايات المتحدة وحلفائهم.
الصراع ضد الاتفاق النووي قائم على رأس سلم أولويات نتنياهو منذ سنين. ويبدو أن ترامب يوشك على ان يفعل ما طلبه نتنياهو منه ومن العالم في عدد لا يحصى من المناسبات ومن على منصة الأمم المتحدة الشهر الماضي: تغيير الاتفاق، أو الغاؤه. وملتزما بهدفه، كان نتنياهو مستعدا لان يعرض للخطر نفسه وإسرائيل في نشاط دبلوماسي حثيث، من شأنه في نظر الكثيرين، في حالة الاشتعال العسكري أن يفسر كنشيط للغاية.
يدور الحديث عن رهان خطير في ضوء الواقع غير المسبوق في واشنطن. فالسناتور الجمهوري بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، كشف النقاب في الأسبوع الماضي، عن أن تيلرسون والجنرالين جون كيري وجميز ماتس منشغلون معظم الوقت في لجم الرئيس الذي من شأنه سلوكه أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، وأن شيوخا جمهوريين كثيرين يفكرون مثله، ولكنهم يخافون التعبير عن رأيهم. لا هم، ولا زعماء العالم ولا نتنياهو بوسعهم أن يتوقعوا كيف سيتصرف ترامب في حالة الصدام مع الإيرانيين. وفي خطابه شدد ترامب على ان إسرائيل والولايات المتحدة هما موضع الكراهية والتهديد من جانب إيران.
ان العناق الأميركي الذي يفرح نتنياهو وحكومته من شأنه ان يتبين كعناق دب. فحين يجر ترامب إسرائيل إلى هذه الدائرة فانه يعرضها للخطر أيضا. لقد كان الانجاز الأكبر لإسرائيل في مساهمتها في تجنيد ائتلاف دولي ضد إيران، فحقق الاخير الاتفاق. اما الآن فتعتبر إسرائيل كمن يفكك الائتلاف ومن شأنها أن تقف أمام سند متهالك، حين تسعى مرة اخرى إلى عون الأسرة الدولية.