Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Sep-2017

انقسام كردي حول الاستفتاء ومبادرة عراقية للحوار

 مصادر كردية لـ "الغد": هناك قلق من تدخل تركي وشيك في شمال العراق

 
 صادق العراقي
بغداد- ايام تفصلنا عن الموعد المقرر لإجراء استفتاء إقليم كردستان للانفصال عن بلده الأم العراق وسط ضغوطات تمارس على رئيس الاقليم  مسعود البرزاني  للتراجع عن قراره.
وكشفت مصادر كردية لـ "الغد" أن "القوى الكردية المؤيدة  للاستفتاء انقسمت الى طرفين بعد الضغوطات الدولية والإقليمية، الطرف الاول يؤيد المضي باجراء الاستفتاء دون الالتفات الى الضغوطات والتهديدات، فيما يرى الطرف الثاني بضرورة  اجراء الحوار والتعامل بجدية مع الضمانات الدولية والاستفادة منها للحصول على مكاسب جديدة  مقابل التخلي عن الاستفتاء".
وكشف محمد حاجي القيادي في الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه مسعود البرزاني، ان "رئيس التحالف الدولي بريت ماكورك وسفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ورئيس بعثة الامم المتحدة في العراق أبلغوا حكومة الاقليم بتحمل كافة التبعات والنتائج التي ستسفر في حال إجراء الاستفتاء".
وأوضحت مصادر أخرى في حركة التغيير الكردية المعارضة للبرزاني ان "الاطراف الدولية تلمح بتهديداتها الى انها ستترك الحرية الى انقرة  وربما ايران في حرية التصرف إزاء انفصال الاقليم، كما انها ستتوقف عن دعم الاقليم وخصوصا قوات البشمركة"، وتزامنا مع تهديد الدول الكبرى بالتخلي عن الاقليم شنت تركيا هجوما قاسيا على رئيس الاقليم محذرة من اجراء الاستفتاء.
واعربت تلك المصادر عن قلقها من "تدخل تركي وشيك في شمال العراق واتخاذ موضوع الاستفتاء حجة لبقاء قوات تركية في الاراضي العراقية" .
بدوره، رفض رئيس اقليم كردستان العراق خطة الامم المتحدة والدول الكبرى باجراء حوار جاد مع العراق مع تعهد تلك الدول لحل  المشاكل العالقة بين بغداد والمركز مقابل التراجع ان الاستفتاء.
ووصف البرزاني خلال لقائه مع ممثلين عن مكونات سهل نينوى، المقترح المقدم له بانه "كلام انشاء، وتسطير من كلام ، لذلك لن يُؤجل الاستفتاء " الا انه استدرك قائلا ان "مصير الاقليم يحدده شعب كردستان"
الى ذلك ، الغى الرئيس العراقي فؤاد معصوم مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة  وكلف رئيس الوزراء  حيدر العبادي بالقاء كلمة  العراق، مشيرا الى اطلاق مبادرة للحوار بين الزعماء السياسيين للتوصل إلى حلول ملموسة وعاجلة تكفل تجاوز الأزمة.
 وقال بيان صدر عن الرئيس العراقي مساء السبت، ان " بلادنا العزيزة تواجه أزمة سياسية تنذر بتفاقم قد يضع العملية السياسية والمصلحة الوطنية العليا أمام أخطار وتهديدات جسيمة لا تسمح لنا مسؤوليتنا الدستورية تركها على الغارب، وهو ما يستدعي دعوتنا لجميع الأطراف المعنية ولاسيما المتمثلة في السلطتين التشريعية و التنفيذية على مستويي إقليم كردستان والسلطة الاتحادية إلى لزوم التصدي الفوري لمعالجتها، كأولوية قصوى، مهما اقتضى ذلك من جهود استثنائية، على أن تصب في ضمان الوصول بنجاح لحلول سلمية ديمقراطية تقوم على مبدأ الشراكة وتفهم طموحات أبناء كردستان وكافة المواطنين الآخرين، ورفض المواقف الاستفزازية والمتطرفة، وتمضي قدما في زرع الثقة اللازمة بين الجانبيين والتوجه معا لبناء دولة المواطنة والحقوق التي نطمح إليها جميعا".
وأضاف معصوم أنه "بناء لمقتضيات المصلحة العامة قررنا إطلاق مبادرة للحوار ونبدأها بدعوة قادة وزعماء القوى السياسية لعقد اجتماعات مكثفة للتوصل إلى حلول ملموسة وعاجلة تكفل تجاوز هذه الأزمة والتوجه للعمل معا على تحقيق الأهداف المشتركة ومعالجة النواقص والأخطاء مهما كانت شدة الاختلافات في وجهات النظر والمواقف".
واضاف الرئيس العراقي "ولغرض المباشرة الفورية بوضع هذه المبادرة موضع التنفيذ، قررنا إلغاء سفرنا إلى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة وتكليف رئيس الوزراء بإلقاء كلمة العراق فيها".
ايضا المملكة العربية السعودية تدخلت على خط الازمة بعد استقبال رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان في اربيل.
واكدت مصادر كردية في اربيل ان السعودية ترغب بالتدخل وحل الخلافات بيم بغداد واربيل، فيما وصف البرزاني العلاقة بين الاقليم والمملكة العربية السعودية  بـ"التاريخية".
وفي بغداد اكدت مصادر لـ (الغد) ان "وفدا كرديا من المؤمل ان يصل بغداد في غضون الساعات المقبلة لبحث مسألة الاستفتاء، فيما تستعد رئاسة الجمهورية لاستضافة قادة الكتل السياسية تزامنا مع وصول الوفد لاجراء مباحثات وحوار للخروج من الازمة الحالية".
وكانت الأمم المتحدة قدمت اقتراحا لبارزاني يقضي بالعدول عن الاستفتاء في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل حول مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات.
ورغم أن الزعيم الكردي أعاد التأكيد السبت، أن "لا إلغاء ولا تأجيل" للاستفتاء، الا انه ترك الباب مورابا أمام المفاوضات قائلا "إذا كان هناك بديل أفضل، فأهلا وسهلا".
 الى ذلك، حذر نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي امس لدى استقباله السفير الاميركي في بغداد من "قيام اسرائيل ثانية" في شمال العراق في اشارة الى الاستفتاء المرتقب على استقلال اقليم كردستان.
واكد المالكي في بيان بعيد اجتماعه بالسفير دوغلاس سليمان ضرورة "الغاء اجراء الاستفتاء لكونه غير دستوري ولا يصب في مصلحة الشعب العراقي عامة ولا لصالح الكرد خاصة".
وأضاف زعيم ائتلاف دولة القانون اكبر الكتل البرلمانية "لن نسمح بقيام إسرائيل ثانية في شمال العراق" محذرا "المطالبين بالاستفتاء من التداعيات الخطيرة التي سيخلفها هذا الاجراء على امن وسيادة ووحدة العراق".
ويشير المالكي بذلك إلى رفضه قيام دولة على أسس إثنية في الشرق الأوسط، على غرار قيام دولة إسرائيل في العام 1948 على أسس دينية.
وكانت إسرائيل، الدولة الوحيدة التي رحبت على لسان رئيس الوزراء بينامين نتانياهو بالاستفتاء الذي أثار ردود فعل إقليمية ودولية.
وخلال تجمع جماهيري في أربيل الجمعة الماضي، ظهر علم إسرائيلي رفعه أكراد مشاركون في الاحتفال الداعم للاستفتاء، حسبما لاحظ مصور من وكالة فرانس برس.
واذ دعا المالكي الى اجراء حوار بين الاطراف المعنية لحل المشاكل القائمة استنادا الى الدستور، طالب قادة الإقليم ب"احترام رغبة الشعب العراقي الرافض للاستفتاء وكذلك مواقف المجتمع الدولي التي جاءت منسجمة مع التطلعات الشعبية والوطنية".
وفي وقت لاحق امس، هددت ايران باغلاق حدودها مع اقليم كردستان العراق ووضع حد لكل الاتفاقات الامنية معه في حال اجرى الاستفتاء حول استقلاله عن السلطة المركزية في بغداد.
وصرح امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني للتلفزيون، قبل بضعة ايام من استفتاء مرتقب حول استقلال كردستان العراق، ان "انفصال المنطقة الكردية عن الدولة العراقية سيعني (بالنسبة الى ايران) اغلاق كل المعابر الحدودية" مع الكيان الجديد.
واكد ان "الاتفاقات في شان الحدود لا قيمة لها الا مع حكومة العراق المركزية"، مذكرا بان الكيان الوحيد الذي تعترف به ايران في العراق هو "الحكومة الموحدة والفدرالية" في بغداد.
واضاف شمخاني، احد ابرز المسؤولين في الجمهورية الاسلامية، ان "انفصال المنطقة الكردية عن العراق سيعني نهاية الاتفاقات الامنية والعسكرية بين ايران ومنطقة كردستان" التي تتمتع بحكم ذاتي.
واتاح التعاون بين طهران وكردستان العراق دعما عسكريا ولوجستيا كبيرا من جانب ايران لقوات البشمركة (المقاتلون الاكراد) ضد جهاديي تنظيم "داعش".
واعلنت ايران التي تضم اقلية كردية مهمة، مرارا رفضها ان يجري كردستان العراق استفتاء حول استقلاله في 25 ايلول/سبتمبر، لكنها اكتفت حتى الان بحض سلطات الاقليم على العدول عن المشروع. واعتبر شمخاني ان "الوقت لا يزال متاحا" للقيام بذلك.ولا يعني فوز معسكر الـ"نعم" في الاستفتاء اعلانا لاستقلال كردستان، لكنه يشكل وسيلة ضغط لانتزاع تنازلات من السلطة المركزية في بغداد حول ملفات عدة، بحسب السلطات الكردية.-(وكالات)