Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Aug-2017

ملكٌ راحل كان بارّاً بأمته - يوسف عبدالله محمود
 
الراي - جلالة الملك الباني الحسين بن طلال – طيب الله ثراه–كان على الدوام باراً بأمته العربية والاسلامية. فوق الخلافات العربية/العربية كان. اذا اختلفت وجهة نظره مع زعيم عربي، لا يحمل له حقداً، بل يحاول قدر المستطاع ان يحل الخلاف بالتي هي احسن.
 
في ندوة تلفزيونية سابقة بثها التلفزيون الأردني يروي د. حازم نسيبة الذي كان قريباً جداً من الراحل الكبير حكاية يقول عنها «انها غير معروفة إلا للقليلين». انها حكاية تدل على شهامة ووطنية هذا الملك الهاشمي – رحمه الله–وهي ذات دلالة على التقاليد الهاشمية المباركة التي تم توارثها كابراً عن كابر.
 
تقول الحكاية إن هذا الهاشمي الكبير وأثناء العدوان على مصر عم 1956 إثر تأميم قناة السويس جهز فيلقاً اردنياً لدخول المعركة الى جانب الاشقاء المصريين في تصديهم للعدوان الامبريالي الصهيوني الغاشم. غير ان القيادة المصرية والسورية آنذاك طلبت الى جلالته – رحمه الله- عدم التدخل لان العدوان ليس اسرائيلياً فحسب بل تقوده دولتان عظيمتان هما بريطانيا وفرنسا!
 
وفي حرب 1967، ألم يضع هذا الزعيم العربي الراحل كل امكانات الاردن الى جانب أشقائه العرب رغم يقينه ان دخول هذه الحرب كان مجازفة غير محسوبة العواقب؟ ألم يستقلّ طائرته الخاصة متوجهاً الى القاهرة ذات مرة ويلتقي الزعيم الراحل عبد الناصر للتباحث بحال الأمة العربية رغم توتر الاجواء الاردنية/ المصرية في الستينات؟ فعل ذلك انطلاقاً من قيم هاشمية نبيلة تُقصي الخلافات الشخصية جانباً في سبيل المصلحة القومية العليا.
 
هذا هو الحسين – رحمه الله- لا يحقد او يبغض، متسامح. الحسين بن طلال-رحمه الله- كان كبيراً في اخلاقه وسلوكه، نذر نفسه لخدمة وطنه وامته العربية والاسلامية، يسمو فوق الخلافات، يدرك ان الأزمات التي تمر بها امته تقتضي منه المزيد من الروية والعقلانية. لا تحجب العاطفة عنه رؤية العقل. ومع ذلك كان مستعداً على الدوام للتضحية اذا ما دعاه الواجب القومي الى ذلك. فعل ذلك اكثر من مرة.
 
رحم الله الحسين بن طلال، فريداً كان في اخلاصة لمبادىء الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه. وعلى هدي خطاه سار جده الملك المؤسس عبدالله بن الحسين –رحمه الله-. وها هو الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يترسم هذه الخُطى الهاشمية وفياً لقيم الآباء والأجداد يستمد منها العزيمة.