Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Feb-2019

الملك في الطفيلة.. خسروا الرهان وكسب الوطن*د. راتب السعود

 الراي

أمس تشرف أبناء محافظة الطفيلة الهاشمية باستقبال جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله حفطه الله ورعاه. إن ما دفعني للكتابة عن هذه الزيارة ليس توجيه الشكر لجلالة الملك على شموخ أفعاله وكبرياء سلوكه ودماثة تعامله فحسب، بل لأن تلك الزيارة الملكية كانت بالنسبة لي ولأهلي في الطفيلة ربما أول زيارة ملكية لفتت انتباهنا، في أكثر من جانب.
 
أما الجانب الأول فهو سقوط نظرية المؤامرة التي روج لها بعض الجهلة في طبيعة الشخصية الاردنية بعامة، ومنهم أهل الطفيلة. لقد بالغ بعض قصيري النظر في تقديرهم لدرجة حرارة مشاعر الناس تجاه مليكهم، وجاء الرد فعلاً لا قولاً بأن رمز الوطن لم يكن يوما ولن يكون موضع خلاف.
 
إن دعوة قادة ما بات يُعرف بالحراك الشعبي لهذا اللقاء الملكي الهام، واستماع جلالة الملك لهم مباشرة ما هو إلا دليل أن لا شيء يعلو فوق هم المواطن في سلم أولويات الملك، ودليل مباشر على أن المتربصين قد خسروا الرهان وكسب الوطن بحكمة جلالته. إن الكلمات التي ألقاها بعض الشباب الحراكي الطفيلي قد أثبتت أن هم هؤلاء الشباب هو الوطن، وان خوفهم على القيادة لا منها، وأنه لو تم الاستماع لهؤلاء الشباب لما كنا وصلنا الى تلك الحالة التي لم تسر يوما أياً منا. لقد أثبتت تلك الحالة أن ادارة الازمة ما كانت موفقة، وان التعامل مع تلك الحالة لم يكن ذكياً، وأن أولئك الشباب ما زالوا على العهد تجاه وطنهم وقيادتهم. 
 
لقد لفت انتباهي كما الحال مع باقي الحضور من اهل الطفيلة طول الوقت الذي امضاه جلالة الملك في زيارته للطفيلة، وتحديدا في لقائه مع أبنائه، والاستماع بشغف الى المتحدثين، وخاصة ممن كانوا خارج البرنامج الرسمي من أصحاب المواقع الرسمية المنتخبين. ولم نلحظ منه اي تذمر او اي انزعاج من العدد الكبير الذي اندفع للحديث بين يدي جلالته. ولعمري لو أن مسؤولينا اقتدوا بهذه الاخلاق السمحة، وتحلوا بالصبر والحوار وسماع الرأي الآخر والايمان ان لدى المواطن رأيا قد يحتمل الصواب فيما يعيشه الوطن من أزمات، لقضينا على مساحات كبيرة من حالات الاحتقان التي يعيشها بعض الناس، والتي للأسف قد وصلت عند بعض الناس الى نقطة اللاعودة. لقد خسر الرهان على جفاء أهل الطفيلة، وعلى خشونة تعامل أبنائها، وكسب الوطن وانجلت الحقيقة التي حاولنا منذ عقد أن نشرحها للمسؤولين بأن لا حل لمشكلاتنا الا بالحوار مع اصحاب وجهات النظر المغايرة، ولا علاج لمعضلاتنا الا بالاستماع للرأي الآخر، وان الجدال بالمنطق وبالتي هي أحسن أقصر الطرق للتفاهم.