Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-May-2017

إنجازات فلسطينية في الزمن الرديء ! - صالح القلاب
 
الراي - إذا كان فعلاً ومؤكداً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيلتقي الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لدى زيارته إلى هذه المنطقة فإنه سيكون الرئيس الثاني لدولة رئيسية كبرى الذي يزور الضفة الغربية، التي اعترفت بها الأمم المتحدة دولة تحت الإحتلال، خلال شهر واحد فقد سبقه إلى مثل هذه الزيارة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينمار الذي تعتبر دولته، ألمانيا، من أكثر الدول الأوروبية الفاعلة والمؤثرة دعماً للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وهذا ما أدى إلى توتر وإلى إشكالات كثيرة مع إسرائيل ومع المنظمات الصهيونية وبخاصة في الولايات المتحدة الأميركية .
 
والغريب، وهذا يجب أن يقال، أن بعض وسائل الإعلام المقربة من الإخوان المسليمن ومن حركة «حماس»، التي لمراعاة أنصارها ومؤيديها من الفلسطينيين ومن المجموعات «الإخوانية» الكونية دأبت على إيضاح «وثيقتها» التي هي نسخة كربونية عن برنامج منظمة التحرير الذي كانت أقرته في عام 1988 بصورة مواربة وحمالة أوجه، قد نشرت ما قاله (أبو مازن) عن استعداده للقاء بنيامين نتنياهو مجزوءاً فهو قال: «إنه على استعداد للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي برعاية دونالد ترمب لكن الإعلام المصاب بداء الإنحياز الأعمى قد نشر هذا الخبر بطريقة مجزوءة: «عباس مستعد للقاء نتنياهو»!!.
 
في كل الأحوال... إن مثل هذا «الحول» السياسي والإعلامي المقصود غير غريب عن الساحة الفلسطينية التي بقيت تعاني من الإختراقات الخارجية العربية وغير العربية وأبشع هذه الإختراقات هو الإختراق الإيراني فالمفترض أن هناك، وبخاصة الذين اشتعلت رؤوسهم بالشيب، من لا يزال يتذكر أن «دبابير» الرفض العدمي الموجهة من بعض دول «المزايدات» العربية قد اعتبرت إعتلاء (أبو عمار)، رحمه الله، لمنصة الأمم المتحدة في عام 1974 خيانة وطنية وأن هناك من لم يتورع عن الأخذ عليه أنه قد ارتقى هذا المنبر الدولي بدون مسدسه الذي لم يكن يفارقه لا في حله ولا في ترحاله.. وحقيقة أن هذه كانت مناكفات ومزايدات رخيصة.
 
لقد حققت القضية الفلسطينية رغم توقف «عملية السلام» كل هذه السنوات الطويلة انجازات فعلية أكثر أهمية من كل مزايدات المزايدين، من بينها اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين دولة تحت الإحتلال وانضمام السلطة الوطنية بشكل رئيسي إلى العديد من الهيئات والمنظمات الدولية كـ»الـيونيسكو» وكـ»محكمة الجنايات الدولية».. وهذا حضور في غاية الأهمية والدليل أنه أثار ولا يزال يثير غضب إسرائيل التي دأبت على اعتبار منظمة التحرير منظمة إرهابية!!.
 
ربما أن المصابين بداء الرفض العدمي الذين يلصقون بالرئيس محمود عباس العديد من التهم الكاذبة والباطلة والذين يطالبونه بالتنحي وحل السلطة الوطنية وحل منظمة التحرير لا يعرفون معنى أن يخاطب رئيس أهم دولة في العالم، دونالد ترمب، (أبو مازن) بـ «السيد الرئيس» ومعنى أن يلتقيه في الضفة الغربية، في بيت لحم، التي من المفترض أنْ تكون الدولة الفلسطينية المستقلة وعلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
 
حتى عندما انطلقت «فتح» في عام 1965 فإن قيادتها التاريخية، التي كان محمود عباس يشغل موقعاً رئيسياً فيها.. ومنذ البدايات... منذ اللحظة الأولى، كانت تدرك وتعرف أن «التحرير» الذي تنشده سيكون على المدى الطويل وسيكون بمثابة تراكم إنجازات صغيرة وكبيرة.. ولذلك فإن اعتلاء (أبو عمار) منصة الأمم المتحدة في عام 1974 كان ضرورياً ومُهِّماً وكذلك عضوية منظمة دول عدم الإنحياز والعضوية بصفة مراقب في الأمم المتحدة واعتراف دول الغرب بل دول العالم كلها بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياًّ وحيداً للشعب الفلسطيني... وأيضاً والعودة من المنافي إلى فلسطين وإقامة السلطة الوطنية وإجراء إنتخابات رئيسية وبرلمانية.. وايضاً مخاطبة دونالد ترمب لـ «أبو مازن» بـ «السيد الرئيس».