Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Aug-2017

النظام السوري وشروط الاستمرار - رومان حداد
 
الراي - يرى كثيرون أن المشهد السوري آخذ بالسير باتجاه بقاء النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد، حيث يبدو للدول الكبرى أن كلفة بقاء النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد أقل بكثير من كلفة تغييره، وهذا الانطباع تتحمل مسؤوليتها المعارضة السورية التي لم تستطع طيلة الفترة الماضية إنتاج قيادات سياسية وازنة عابرة للمحاصصات وبعيدة عن صخب السلاح ورائحة الدماء.
 
ولكن علينا اليوم أمام ما يبدو حقائق جديدة على خريطة الصراع السوري أن نقف ونسأل عدة أسئلة ستقودنا بإجاباتها إلى ما إذا كان سيناريو الأسد هو السيناريو الذي سيتم تطبيقه أم أن هناك سيناريوهات أخرى مخفية قد تظهر على السطح فجأة وتعيد ترسيم المشهد من جديد.
 
أول هذه الأسئلة يتعلق بمستقبل الكرد في سورية، حيث لا يمكن لأي كان أن ينكر دور قوات سورية الديمقراطية على الأرض ودورها في محاربة (داعش)، وتحالفها المركزي مع الولايات المتحدة الأمريكية في حربها على داعش، وقدرتها على دحر (داعش) من كوباني.
 
كما أن كرد سورية استطاعوا أن يديروا مناطقهم منذ بداية الصراع في سورية بعيداً عن الحكومة المركزية السورية أو أية حكومة أخرى، فبدا الاستقلال الذاتي عبر الحكم خلال السنوات الخمسة الماضية بصورة واضحة.
 
والسؤال هو هل يستطيع النظام السوري تغيير الدستور للسماح بحكم ذاتي للكرد، وما هي المناطق التي ستكون ضمن الحكم الذاتي الكردي، وهل سيسمح للكرد مستقبلاً بإنشاء دولتهم، رغم الرفض الإقليمي الذي يبرز في تركيا وإيران؟
 
والسؤال على الجانب الآخر هل يمكن للولايات المتحدة خيانة أحد حلافئها، وهم في هذه الحالة كرد سورية، والتنازل عن الالتزامات الأميركية تجاه القضية الكردية، بما تحمله هذه الخيانة من ارتدادات نوعية على شكل علاقة الولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها الآخرين في المنطقة.
 
الملف الآخر الذي يجب على النظام السوري التعاطي معه في حال بقائه هو الدور الإيراني في سورية، ومدى تأثير التواجد الإيراني على القرار السوري السياسي الداخلي والإقليمي والدولي، فالتواجد الإيراني اليوم على الأرض السورية تواجد فعال ومؤثر، ليس على المستوى العملياتي فقط بل على المستوى السياسي أيضاً، فارتفاع صوت المعركة وإنهاك الجيش السوري، وتراجع عديده وقلة عتاده، كل ذلك أعطى تأثيراً مضاعفاً للتواجد الإيراني على الأرض السورية.
 
وبطبيعة الحال فالموقف من التواجد الإيراني في سورية لن يكون حصراً على النظام السوري بل هو تداخل عميق في الرؤى والمصالح بين الروس والسوريين والإيرانيين، كما أن لدول إقليمية تأثيرها أيضاً في شكل التجواد الإيراني في سورية، سواء الدول السنية أو إسرائيل، بالإضافة إلى مدى التزام الولايات المتحدة الأميركية باعتبار وصول إيران إلى مياه المتوسط إخلال استراتيجي بتوازن القوى في المنطقة.
 
أما الملف الثالث فهو مدى التزام النظام السوري غير المعلن بتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، خصوصاً وأن الخطوط العريضة والكثير من التفاصيل تم التوافق عليها سابقاً، وتبدو الفرصة الوم متاحة للنظام السوري تبرير ذاهبه باتجاه السلام مع إسرائيل، دون أن يفقد رنة خطابه المقاوم، وفي ذات الوقت دون أن يضيع فرصة تاريخية قد لا تعاد مرة أخرى.
 
هذه الملفات الشائكة ومدى قدرة النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد هي التي ستحدد مدى قدرة النظام على الاستمرار، وما زالت هناك سيناريوهات مخفية، وما زال أمام المعارضة السورية فرصة لتطبخ قيادات سورية وطنية على نار هادئة لمدة عامين، ولكن ذلك لا يعني أن النظام السوري قد استكان، ولكنه اليوم أكثر استرخاء للتفكر بالبدائل.