Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jun-2017

استئناف المحادثات السورية في جنيف الشهر المقبل

 أزمة الخليج تحرج المعارضة

 
 عواصم- أعلن مبعوث الامم المتحدة الخاص الى ستافان دي ميستورا  أمس السبت ان الجولة السابعة من محادثات السلام السورية التي تجري في جنيف تحت رعاية الامم المتحدة ستبدأ في 10 تموز (يوليو).
وجاء في البيان ان "المبعوث الخاص يريد ان يعلن انه سيدعو الى الجولة السابعة من المفاوضات السورية، وان وصول الوفود مقرر يوم 9 تموز (يوليو) على ان تنطلق المفاوضات في العاشر منه".
كما أعلن دي ميستورا ان جولتين اخريين ستجريان في اب (اغسطس) وايلول (سبتمبر).
وتابع ان اجتماعات الخبراء المكلفين الشؤون القضائية والدستورية ستتواصل في موازاة محادثات السلام.
ودعا دي ميستورا في هذا الاطار "الجهات المشاركة الى الاستعداد جديا لهذه الجولة".
وكانت الجولة السادسة التي استمرت اربعة ايام اختتمت في 19 ايار(مايو) الماضي دون تحقيق تقدم فعلي وعلى خلفية توتر.
وكان التقدم الوحيد في الجولة الاخيرة هو عقد لقاءات بين موظفيين أمميين وبين ممثلين عن كل من الحكومة السورية والمعارضة لتناول "مسائل قضائية ودستورية".
وكان دي ميستورا أوضح في ختام الجولة السادسة ان الجانبين لم يتمكنا من التباحث في المواضيع الاربعة المدرجة على جدول الاعمال وهي مكافحة الارهاب والحوكمة وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات.
 الى ذلك وضعت الأزمة الخليجية فصائل المعارضة السورية في موقف محرج بعد أن أضعفها توتر العلاقات المتنامي بين السعودية وقطر، أبرز الدول الراعية لها، وابتعادهما تدريجيا عن النزاع الدائر في البلاد، وفق ما يرى محللون.
  وبرز الدعم الخليجي للمعارضة السورية والفصائل المقاتلة وخاصة الإسلامية منها خلال سنوات النزاع الاولى، الا انه وبعد ست سنوات من الحرب لم تعد تلك الدول تقوم بالدور ذاته.
ويقول الباحث الرئيسي في مركز كارنيغي للشرق الاوسط يزيد صايغ "وضعت القطيعة الحالية المعارضة في موقف محرج (سياسيا) لان لا أحد يريد ان يكون جزءا منها بشكل علني كما ان أحدا لا يتحمل التخلي عن اي من الطرفين" السعودي أو القطري.
وفي مؤشر الى ارتباك المعارضة الناتج عن هذه الأزمة الخليجية، رفضت فصائل معارضة عدة تواصلت معها وكالة فرانس برس التعليق على الموضوع بسبب "حساسيته".
واكتفى مسؤول في فصيل معارض في الغوطة الشرقية قرب دمشق بالقول "العديد  من الدول  داعمة لثورة الشعب السوري ووقفت مع معاناته منذ سنوات".
قطعت كل من السعودية والامارات ومصر في الخامس من الشهر الحالي علاقاتها مع قطر، واتهمتها بدعم "الارهاب" معددة الاخوان المسلمين وحركة حماس وتنظيم الدولة الاسلامية وتنظيم القاعدة.
واتخذت دول أخرى مواقف أقل حدة .
وبرغم حالة الارباك التي تعيشها الفصائل المعارضة، يرى صايغ انه سيكون للازمة الخليجية تأثير محدود على النزاع السوري حيث "تراجع التدخل القطري والسعودي عما كان في الماضي"، مشيرا الى ان الرياض "خفضت الى حد كبير تمويلها منذ العام 2015 بسبب تدخلها في اليمن".
كما لن يكون هناك على الارجح اي تأثير كبير على الصعيدين المالي والسياسي كون "الولايات المتحدة وتركيا عززتا من دعمهما للفصائل التي كانت سابقا مقربة من قطر أو من السعودية".
وفي شمال سورية، تعد الفصائل المدعومة من قطر وتركيا الأكثر نفوذا مثل حركة أحرار الشام الإسلامية، ويطغى على الغوطة الشرقية قرب دمشق فصيل جيش الإسلام المدعوم من السعوديين.
 وتعد هيئة تحرير الشام وهي تحالف مجموعات إسلامية بينها تنظيم القاعدة سابقا، إحدى الفصائل الأكثر نفوذا في مناطق سيطرة المعارضة، وتربطها علاقات مع قطر، وفق ما يقول محللون ومسؤولون من فصائل أخرى، الا ان الدوحة تنفي ذلك.
وقامت قطر بدور الوسيط في غالبية عمليات إطلاق سراح رهائن كان لجبهة النصرة يد فيها.
وبالاضافة الى الخسائر الميدانية التي منيت بها، بحيث لم تعد الفصائل المعارضة ومعها هيئة تحرير الشام تسيطر سوى على 11 في المئة من الأراضي السورية، فانها تشهد في ما بينها توترا متصاعدا أدى الى اندلاع عدة جولات من الاقتتال الداخلي.
وظهر التوتر القطري السعودي بشكل أساسي في الغوطة الشرقية التي شهدت اقتتالا داخليا اودى بحياة مئات المقاتلين بين فصائل مدعومة من السعودية وأخرى تدعمها قطر.
ويرى الباحث في جامعة اوكسفورد رفاييل لوفيفر ان تأثير التوتر القطري السعودي قد ينعكس أكثر على الغوطة الشرقية كونها "منطقة جغرافية صغيرة تتركز فيها فصائل معارضة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالدولتين الخليجيتين".
وبالنتيجة، قد يكون للازمة بين الدولتين "نتائج دموية أكثر خاصة أنهما تدعمان فصائل متنافسة في مناطق شهدت أصلا اقتتالا داخليا مثل الغوطة الشرقية".
الا ان االخبير في الشؤون السورية والأستاذ في جامعة إدنبره توما بييريه يقلل من أثر ذلك، اذ يرى أن "التحالفات (في الغوطة الشرقية) تحددها الموازين الداخلية أكثر من الجهات الراعية في الخارج".
اما في محافظة إدلب (شمال غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل المعارضة، فقد "تعاني حركة أحرار الشام من تغيير قطر لسياستها التمويلية"، وفق بييريه، الا ان الحركة ستبقى مهمة جدا بالنسبة لتركيا التي تقوم اليوم بدور الوسيط بين الدوحة والرياض.
تعرضت الفصائل المعارضة منذ العام 2015، عام التدخل الروسي في سورية، إلى نكسات متتالية كان أبرزها خسارة مدينة حلب في كانون الاول(ديسمبر).
وينعكس ذلك أيضا على المعارضة السياسية التي لم تتمكن طوال هذه السنوات من فرض أي تقدم لصالحها في المفاوضات السياسية.
ويخلص صايغ إلى القول إنه من غير المتوقع ان يكون للأزمة الخليجية أي تأثير "ما دامت المعارضة كلها تحولت الى لاعب ثانوي".- ( ا ف ب )