Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jul-2017

هجمات (السايبر) الالكترونية خطر عابر للحدود .. - فيصل ملكاوي
 
الراي - بعد قراصنة البر والبحر والجو يظهر في هذه الايام بقوة القراصنة الالكترونيين الذي ينفذون هجمات عبر الشبكة العنكبوتية غاية في الخطورة ، في عالم اصبح متعلقاً بكافة اوجه نشاطاته وجوانب حياته بادق التفاصيل واكبرها ، بشبكة النت ودوائر تشغيل ضخمة وواسعة النطاق من الحواسيب ، تشكل شريانات الحياة في الدولاً وللشعوب في كل مكان ، وفي كل مجال ، وكل ذلك بات للاسف تحت تهديد الهجمات التي باتت تعرف ب ( السايبر ) وهذه الهجمات بدات تتطور وتاخذ اشكالا عديدة وتحاول الوصول الى كافة الاهداف مهما كانت محصنة.
 
حروب وهجمات السايبر لم تعد حصرا على القراصنة ، وهم فئة محترفة في عالم الشبكة العنكبوتية لكنهم يطوعون هذا الاحتراف الى اقتراف الجرائم الالكترونية بكل اشكالها ، بل ان الاكثر خطورة هو الاشتباه الذي يسود في المجتمع الدولاًي ، خلال السنوات الاخيرة ، بان هناك دولاً كبرى على الساحة الدولاًية ، باتت تشارك في مثل هذه الهجمات ، على دولاً اخرى لتحقيق اهداف ومصالح ونتائج تتوافق مع سياساتها ، اذ لا زالت على سبيل المثال لا الحصر المعركة تدور على الساحة السياسية في الولايات المتحدة الاميركية والتحقيق في شبهات تذهب الى تورط روسيا في الانتخابات الرئاسية الاميركية التي افضت الى فوز الرئيس دونالد ترامب امام المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون العام الماضي.
 
كما لا يمكن اغفال خطورة الهجمات الالكترونية ، التي طالت طيفا واسعا من دولاً العالم خلال الاشهر الاخيرة ، بما عرف (بفيروس الفدية ) واستطاع اختطاف مضامين مئات الاف الحواسيب الحكومية وكذلك في القطاع الخاص والشركات الدولاًية الكبرى حول العالم وتعطليها الى حين دفع الفدية المالية مقابل اطلاق سراح (الرهائن الالكترونية )، او مواجهة السيناريو الاسوأ اذا لم يتم الانصياع بمسح كافة البيانات الموجودة على هذه الحواسيب وتحويلها الى مجرد ادوات صماء ، تشغل مساحة بلا اي قيمة.
 
وامام هذا الخطر الكبير ، لمثل هذه الهجمات والحررب التي تخلف آثاراً كارثية ، وهي في سياق تطور مستمر ، فان العالم يقف امام حالة تستدعي الكثير من الاجراءات على مستوى الدولاً بشكل منفرد ، وكذلك على مستوى التعاون الدولاًي ، لانه ربما تكون الحاجة باتت ملحة جدا ، لتشكيل ائتلاف او تحالف دولاًي لصد الهجمات والحروب
 
الالكترونية ، مثل الكثير من الاحلاف الدولاًية التي اتفق عليها العالم ومضي بها قدما لتعزيز التعاون والتصدي جماعيا لاخطار وتحديات مثلت تهديدات للسلم والامن الدولاًيين في مراحل وظروف مختلفة.
 
هجمات وحروب ( السايبر ) تقتضي في هذه المرحلة ، التي باتت فيها هذه الحروب والهجمات تهدد الدولاً ومصالحها ، وممكن ان تتحكم بحياتها لساعات او ايام او لفترات اطول وباساليب الكترونية اكثر فتكا وتاثيرا ، تقتضي اكثر من مجرد تجريم هذه السلوكات ومقترفيها عبر القوانين التي تواكب هذه الجرائم المستجدة ،
 
الى العمل الفوري والموصول الى اتخاذ اجراءات وقائية تفشل مثل هذه الهجمات حال وقوعها ، وهو ما يستدعي تطوير كل الاساليب والبرامج والادوات لهذه الغاية على مستوى الدولاً وعبر العالم ، وكذلك اهمية تبادل المعلومات حول هذه الهجمات والحروب والقائمين عليها ، فحرب وهجمات السايبر هي حروب بكل معنى الكلمة لها جبهات عديدة ان تغطى كلها بالحصانة من الاختراق فان كسب هذه الحرب يصبح اشبه بالمهمة المستقبلية وبالتالي مزيد من الاضرار والخسائر والاذى.
 
التعاون الدولاًي في مجال صد هجمات وحروب السايبر ، من شانه اضافة الى تجنب الاذى والاضرار الشاملة لهذه الهجمات والحروب ، ان يعزز الثقة ويعيدها ، في المجتمع الدولاًي ، الذي بات يعيش شكوكا هائلة ، بان التخريب يتوسع في هذا المجال ويؤثر سلبا على العلاقات الدولاًية ، ويدخلها في ازمات واجواء كبيرة من
 
عدم الثقة ، اذ ان من شان تبادل المعلومات وتعزيز التعاون في هذا المجال وايجاد اليات للمتابعة وتجريم هذه الاعمال سواء كانت فردية او جماعية او على مستوى الدولاً ان يحصر الثغرات في هذا السياق ويعزز اجواء الثقة ويجعل شن هذه الهجمات اكثر صعوية وصولا الى امكانية افشالها في الجانب الاهم وهو الردع بان يعرف مقترف هذه الجرائم ان هناك عواقب وخيمة جراء ذلك لن يفلت منها.