والدامخي قصة يجب أن تروى , هي قرية صغيرة موجودة على الطريق الصحراوي , وهي قريبة من عمان وقريبة من الكرك ..في ذات الوقت , وكلما سألت كركيا كان قادما أو مغادرا عمان أين أنت الان ؟يجيبك على الفور أنه على أطراف (الدامخي) ...والغريب أنه يكون بجانب (سيفوي السابع) , أو على طريق المطار .

كلمة الدامخي , تعطيك إشارة على قرب موعد الوصول ..فالذي ينتظرك في عمان , يظنك على مقربة من الوصول وحين تقول لأي واحد في الكرك أنا في (الدامخي) ..يظنك أيضا على مقربة من الوصول ...

حين كنت أهم بمغادرة الكرك , تهاتفني أمي قلقة ..وتسألني أين أنت ؟ انا حقيقة أكون في الكرك وقد صحوت للتو من غفوتي ..وعلى الفور أجيبها :- (هيني قريب الدامخي) فيطمئن بالها ...وحين أعود للكرك وينتظرني بعض أبناء العمومة على منسف , ويسألونني أين وصلت أجيبهم ...(في الدامخي) ..أيضا , فأسمع صوت أحدهم من بعيد يقول على الفور : (اطفو النار تحت المنسف) ..

منذ (35 (سنة , (والدامخي) حاضرة معي , فحين نصلها ..كأننا وصلنا العاصمة , وحين نغادر العاصمة ونمر عبرها ..فكأننا على مقربة من الشوق ..وأنا حقيقة ياما فكرت بدخول هذه القرية والتجول فيها ولكن مشاويري للجنوب غالبا ما تكون , على عجل ..وأعبر عنها خشية التأخر ...

ليس مهما أين تكون على الطريق الصحراوي , ولكن الغريب عند (الكركية) أن هذه القرية صارت وحدة القياس للوقت والمسافة فهم لايقولون لك تبقى نصف ساعة , ولا يخبرونك عن المسافة التي قطعوها (فالدامخي) بحد ذاتها إجابة وافية ...

..كلما يأتيني الصباح وأجلس , على طاولتي ..كي أكتب المقال ..أبدأ متحمسا ولكني أتوقف في اللحظة التي أصل فيها (الدامخي) وينتهي المقال ...الدامخي لم تعد وحدة القياس التي توصلنا للكرك صارت وحدة القياس التي توصلني لنهاية المقال ..وكأنني بعد الدامخي لا أستطيع العبور... لماذا تركتموني في (الدامخي) ؟