Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2017

معركة الكرامة تاريخ عابق بالبطولات والانتصارات الخالدة - جمال عزات احمرو
 
قال تعالى» ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاَ بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون « صدق الله العظيم.
 
الراي - يحتفل الأردنيون في الحادي والعشرين من آذار من كل بذكرى معركة الكرامة الخالدة،كرامة العز والفخر التي سطر خلالها نشامى الجيش العربي,أجمل البطولات,وأروع الانتصارات على ثرى الأردن الطهور,حيث تحوم أرواح الشهداء في فضاءات الأردن, فوق سهوله وهضابه وغوره وجباله, وتسلم على المرابطين فوق ثراه الطهور, ويتفتح الدحنون والقيصوم والشيح والزعتر غور الكرامة على نجيع دمهم الزكية وتسري في العروق رعشة الفرح بالنصر ونشوة الافتخار بهذا الجيش العربي الهاشمي, وتطمئن القلوب بذكر الله وهي تقرأ قول الحق على روح قائد معركة الكرامة الملك الحسين- رحمه الله- وشهداء الكرامة واللطرون وباب الواد والأقصى والجولان, حيث يختلط دم الخلف بدماء السلف في يرموك العز, أجنادين وحطين وعين جالوت ومؤتة وفحل وميسلون والكرامة, فيسمو الوطن بقدسية أرضه وحرية إنسانه وكرامة أمته وأصالة رسالته التي توارثها قادة هذا الوطن من آل هاشم، حتى آل نصر الكرامة إلى بناء وأعمار وعطاء,وتعاون وتكافل بين أبناء الأسرة الواحدة التي تحتفل كل عام في مثل هذا اليوم بما أنجزت وحققت وبما جادت فيه النفوس في سبيل أن يبقى بيرق هذا الحمى العربي الأصيل, يخفق بين أرواح الشهداء عالياً كما هي هامات أبناء وطنه وجيشه,لا تنحني إلا لله الواحد الأحد. وسيبقى الأردن بقيادته الهاشمية المظفرة المكان الآمن بإذن الله والموئل العزيز للأحرار ومشعلاً للحرية والعدل والمساواة وبوابة الفتح والنصر والكرامة وسيبقى الجيش العربي الذي صنع نصر الكرامة عنواناً للأمن والسلام عز وفخر تبشر بمستقبل مشرق وأمل كبير وعطاء بلا حدود.
 
وإن النصر الذي حققه جيش الهاشميين الأبطال في يوم الكرامة،سيبقى مرسوما في انصع صفحات المجد والنصر والعزة ،وذكرى خالدة في نفوس الأردنيين ومعهم جميع العرب ،وناقوسا يقرع دوما ليذكر كل طامع بثرى الأردن ، وان الراحل الملك الحسين بن طلال_ طيب الله ثراه_ كان يتابع مجريات المعركة أولا بأول،ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي تطلب إسرائيل وقف إطلاق النار إلا أن الملك حسين بن طلال – طيب الله ثراه–،رفض الطلب طالما أن هناك جندياً إسرائيلياً واحداً شرقي النهر، وكان درسا وعبرة لكل من يحاول المساس بهذا الحمى الأردني الهاشمي. وان صمود الجيش العربي في معركة الكرامة كان بمثابة نقلة نوعية في تنامي الروح المعنوية العالية،والقدرة القتالية النادرة التي يتمتع بها الجندي الأردني ، وهذا الصمود والنصر كانا منعطفا هاما في حياة الأمة العربية تحطمت خلاله أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأبرزت للعالم أن في هذا الوطن جيشا يأبى الضيم ويدحر العدوان ويذود عن حماه بالمهج والأرواح ويدافع عنه بكل ما أوتي من قوة.
 
وستبقى الكرامة في زمانها ومكانها ومعناها في ذاكرة الأردنيين،ليس لأنها المعركة التي حقق فيها الأردن نصرا مبيناً فحسب ،بل لأنها جعلت من وحدة الدماء التي سالت على ارض فلسطين،وعلى ارض الأردن رمزا لطهر الشهادة في سبيل القضية التي حمل الهاشميون أمانة الدفاع عنها،مقدمين أروع الأمثلة في التضحية والفداء.
 
وبهذه الذكرى الغالية نرفع الأكف تضرعاً لله العلي القدير أن يتغمد الحسين بواسع رحمته وأن يمنح جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين العزم والقوة ليمضي بالأردن قدمًا نحو معارج الرقي والتقدم والازدهار.