Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Oct-2019

الأزمة تمرين حي على مهارة الحوار الديمقراطي*مجيد عصفور

 الراي-ما بين الأزمة وحل الأزمة وقت ضاع على الطلبة دون أي مبرر، ما دام بالامكان الوصول إلى حل حتى لو كان مُكلفاً، الوقت المهدور يدل على إشكالية في التقييم لدى احد طرفي الخلاف وهذا الطرف يتحمل المسؤولية عن شهر التأخير في السير بالمنهاج الدراسي للطلبة.

 
وبالرغم من قتامة المشهد الذي مر، إلا اننا نستطيع ان نلحظ بوضوح صحة حالة ديمقراطية عاشها الأردن على مدى أسابيع الأزمة، فقد مورست الديمقراطية ممارسة كاملة دون أي مصادرة أو انكار، وكفل الدستور والقانون للمعلمين حق التعبير بحرية عن رأيهم وحق التمسك بالمطالب دون خوف على أمنهم الشخصي او الوظيفي بما في ذلك اللجوء الى الاضراب.
 
ان هذه الصورة يمكن اعتبارها اضافة ايجابية ترتقي بمستوى الحريات العامة لبلدنا كجزء من عالم يعتبر حق المواطن في التعبير عن رأيه مُقدساً لا يُمس.
 
كنا نتمنى ان لا تطول مدة مفاوضات المطالبة بالحقوق النقابية، وممارسة المماطلة، اسابيع اربعة سيكون لها ابعادها السلبية على نفسيات الطلبة الذين ربما شعر بعضهم بالفرق الطبقي وهم يشاهدون ابناء ذات الوطن طلبة الخاصة متوجهين الى مدارسهم غير متأثرين بالازمة ولا تعنيهم رواتب معلميهم او رواتب ودخول اولياء امورهم.
 
وكنا نتمنى على الحكومة التي اثبتت في نهاية مارثون التفاوض ان الحل بيدها عندما استجابت لمطالب النقابة، لو جاءت استجابتها مبكرة واراحت الناس من معاناة استمرت شهراً كاملاً خوفاً على مصير ابنائهم، وبنفس الوقت أكدت حرصها على مصالح العامة كونها صاحبة الولاية بحكم الدستور.
 
اما وقد حدث ما حدث وارتاح الوطن من تعب الوقوف على رجل واحدة فان التركيز الآن يجب ان ينصب على مسألتين هامتين لا اظن ان الحكومة والنقابة غافلتين عنهما، المسألة الاولى، البدء فوراً بوضع خطة دراسية جديدة لتعويض الطلبة عن مدة التعطل، والثانية تشكيل خلية بحث محايدة لمراجعة كل الحيثيات والتفاصيل التي رافقت الازمة منذ اليوم الاول وحتى اليوم الاخير وتدقيق المواقف والتصريحات سواء داخل الغرف المغلقة او امام كاميرات وميكروفونات الاعلام وهذه المراجعة بالطبع تشمل طرفي الازمة بما في ذلك الخطابات التي ارسلها كل طرف سعياً منه لاقناع الشعب بصوابية وجهة نظره.
 
ان مثل هذه المراجعة ضرورية لانها تعتبر تمريناً حياً بحكم خبرة في معرفة ادارة الازمات وخصوصاً اذا ما تم التعرف على الاخطاء ونقاط النجاح والفشل لتجنبها تكون بمثابة دروس مفيدة في مواجهة اية حالة مشابهة او مغايرة للازمة التي حدثت، فالجهود يجب ان تذهب الان الى استخلاص الدروس والعِبر وليس الى التلاوم والقاء التهم.
 
لقد مر الوطن بازمة اثرت على معظم البيوت والاسر التي تكابد ضيقاً في الحال جراء ازمات اخرى غير خافية على احد، لكن هذا الحمى الذي اعتاد ركوب الصِعاب وقهرها لم ينهزم يوماً او يتقهقر بفضل ثبات ابنائه وتصميمهم على التمسك لوطنهم واعلاء رايته مهما تعاظمت الخطوب.