Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Jan-2019

مس بالمشاعر الثقافیة - أسرة التحریر
ھآرتس
الغد- تظاھر مئات المسیحیین یوم الجمعة أمام متحف حیفا للفن، بسبب لوحة تعرض فیھ منذ خمسة أشھر، وتسمى ”ماك- یسوع“، وتعرض یسوع المصلوب في صورة رونالد مكدونالد“. واصیب في المظاھرات ثلاثة من افراد الشرطة. وقبل لیلة من ذلك القیت زجاجة حارقة نحو المتحف.
امتنعت وزیرة الثقافة میري ریغیف حتى الآن عن الشجب العملي للعنف ضد المتحف، ولكنھا لم تفوت مرة اخرى الفرصة للرقابة. ففي یوم الخمیس بعثت برسالة إلى مدیر عام متاحف حیفا مطالبة بإزالة اللوحة. وكتبت إلى المدیر العام تقول مھددة بأنھا ستمس بالدعم الذي تقدمھ وزارتھا للمؤسسة انھ ”وصلت إلى علمي شكاوى عدیدة عن مس خطیر بمشاعر الجمھو المسیحي“.
وبدلا من الدفاع عن الثقافة في وجھ محاولات المس بھا، تنضم ریغیف إلى المھاجمین وتشوش مھامھا مع مھمة المرشدة السیاسیة التي مھمتھا الحفاظ على ”طھارة“ الثقافة، في ظل الخروج
الفظ عن صلاحیاتھا. فقد كتبت ریغیف في رسالتھا تقول ان ”التبخیس في الرموز المقدسة للأدیان وللعدید من المؤمنین في العالم كفعل احتجاج فني لیس شرعیا، ولا یمكنھ ان یشكل عملا ابداعیا في مؤسسة ثقافیة مدعومة من أموال الدولة“.
غیر أن من تبدي التبخیس ھي ریغیف، التي ترفض الاستیعاب أن الدولة الدیمقراطیة ملزمة بأن تسمح بالتعبیر عن الآراء المتنوعة، بما فیھا تلك التي تشذ عن ذوقھا السیاسي، تتحدى أجزاء من الجمھور او تكون صعبة على الھضم. اضافة إلى ذلك فإن ریغیف تلغي شرعیة الفن في المس بالرموز، في ظل التنكر للوظیفة التي اداھا الفن على مدى التاریخ.
لا یدور الحدیث عن تدنیس لرموز مقدسة في كنیسة. فاللوحة معروضة في متحف، في اطار معرض نقدي یعنى بثقافة الاستھلاك، وتتناول وفقا لادارة المتحف ”الاستخدام التھكمي من جانب الشركات الكبرى للرموز الدینیة“. وعلى حد قول الفنان الفنلندي یاني لینون، فإنھ ھو نفسھ مسیحي مؤمن، سعى لان ینتقد بالشكل الذي تحول فیھ رونالد مكدونالد إلى رمز الثقافة الشعبیة التي یذكر الموقف منھا بالسجود الدیني. فضلا عن ذلك، فإن ادارة المتحف أبدت حساسیة للاحتجاج، التقت مع رؤساء الكنیسة في حیفا وقررت معھم نصب الیافطة التي تؤشر إلى امكانیة وجود مادة تمس بالمشاعر عند الدخول إلى المعرض، كما ھو دارج في أوضاع من شأنھا أن تتضمن مس بالمشاعر.
لقد توجھت جمعیة حقوق المواطن إلى مساعدة المستشار القانوني للحكومة، دینا زیلبر بطلب أن
توضح لریغیف بان لیس من صلاحیتھا التدخل في مضامین الابداعات الفنیة. ”حتى الاسباب الاكثر غموضا في قانون اسس المیزانیة لا تتضمن المس بالمشاعر الدینیة“، كما اشاروا في الرسالة. خسارة انھ في وضع مشحون بھذا القدر، یحظى المتظاھرون عملیا بریح اسناد من وزیر الثقافة تؤید الرقابة. ینبغي السماح بعرض اللوحة في المتحف