Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Aug-2019

وحدة الجاما نايف في مستشفى الأردنية ..*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور-قبل أيام؛ أجابني الأستاذ الدكتور الطبيب عبدالكريم القضاة، رئيس الجامعة الأردنية، عن بعض الاستفسارات حول وحدة علاج الأمراض العصبية بالأشعة، المعروفة ب «جاما نايف»، وهي التي سبق وأن كتبت عنها أكثر من مقالة في هذه الزاوية وقدمت حولها حلقات اذاعية، باعتبارها ستكون الوحيدة في المنطقة، والتي سيتم من خلالها اجراء عمليات كبيرة لعلاج مرضى الأعصاب لا سيما الجلطات الدماغية، وهو نوع مكلف جدا من العمليات الطبية، قد يبلغ ثمن الجلسة الواحدة التي تستغرق ساعتين الى ثلاث ساعات حوالي 8 آلاف دينار..

لا يتواجد هذا النوع من العلاج في مستشفيات القطاع العام في الأردن ولا في غيرها من الدول العربية، ويصفه الدكتور القضاة بأنه مشروع طبي وطني على درجة كبيرة من الأهمية، لا يمكن للجامعة الأردنية ومستشفاها التراجع عنه، وهو حسب اعتقادي تصريح يكفي بعد أن برعت جهات خاصة في احتكاره منذ زمن، وعملت كل ما في وسعها كي لا يتواجد مثله في القطاع العام، وبعد أن عانى ما عانى من مراوحات ومماطلات، حيث قامت مؤخرا بعض الجهات بإثارته ومحاولة إبطائه وقتل فكرته في مهدها، علما أن مجلس الوزراء قرر ووجه بضرورة إقامة هذه الوحدة، وما زال يتابعه مع الجامعة الأردنية بشكل حثيث..
يقول الدكتور عبدالكريم القضاة، كان الموقع المقترح لإنشاء هذه الوحدة غير مناسب، من ناحية الخدمات الطبية اللوجستية، إضافة أنه يتطلب الوصل التقني مع وحدة الرنين المغناطيسي، وضرورة أن لا يكون بعيدا عن مبنى المستشفى لما في ذلك من خطر على المريض أثناء نقله بين الوحدة والمستشفى، ولقد تم اختيار مكان جديد ملاصق للمستشفى، ومخدوم لوجستيا بشكل مثالي، وسوف يتم قريبا طرح عطاء بناء هذه الوحدة، على الشكل الذي يراعي أهميتها، ويمكنها من التشارك مع المرافق الطبية الضرورية في مبنى المستشفى، وقد أكد لي الدكتور القضاة بأن العطاء سيتم طرحه في غضون شهر أو شهرين على أقصى تقدير.
جدير بالذكر هنا أن الجامعة الأردنية ومنذ سنوات قد فقدت فرصة كبيرة على هذا الصعيد، حيث كتبنا عنها في وقتها، حين نجحت جهات بتفويت فرصة إنشاء مركز طبي أكاديمي دولي في الجامعة الأردنية متخصص في العلاج بالجاما نايف، وهو مشروع مدعوم بالكامل من قبل جهات طبية دولية وصناعية، حيث قاومت فكرته بعض الجهات المستفيدة في القطاع الخاص، وأضاعت هذه الفرصة الكبيرة على الأردن وعلى الجامعة الأردنية ومستشفاها التعليمي العريق، وانتقل المركز وفكرته الى عاصمة عربية أخرى، علما أنه المركز الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط..ولعل هذا الموقف ألقى بظلاله على المهتمين والمختصين في الحكومة وفي وزارة الصحة وفي الجامعة الأردنية، فتم اتخاذ قرار بناء وحدة «جاما نايف» ضمن مستشفى الجامعة، تقدم خدمة علاجية نادرة في الشرق الأوسط، وتشكل إضافة نوعية على خبرات مستشفى الجامعة وكلية الطب فيها.
وقد سبق أن التقيت بالطبيب الباشا عبدالعزيز الزيادات مدير مستشفى الجامعة، وعبر عن حماسه الكبير لإنشاء هذه الوحدة العلاجية المهمة، واعتبرها من أهم الانجازات التي يقدمها المستشفى في الفترة الأخيرة، وهو انجاز ينسجم مع تاريخ هذا المستشفى التعليمي الكبير الذي يعاني بدوره من مديونية ومن عدم استيفاء ديونه، الأمر الذي ينعكس على الخدمة وعلى التوسعة واستقطاب المشاريع الكبيرة المدعومة بالكامل او جزئيا من الجهات الدولية.
الذي أردت قوله من خلال هذه المقالة متعلق بموقف الجامعة الأردنية رئيسا ومستشفى من مشروع الجاما نايف، وأن الجامعة الأردنية لم تتراجع عن المشروع كما تشيع بعض وسائل الإعلام من خلال تساؤلاتها عن مصير المشروع، والتشكيك في نوايا الجامعة الأردنية بأنها تنصاع لإملاءات أو لضغوط بعض الجهات الطبية واللوجستية الخاصة، التي سبق لها وأن أجهضت مشروع المركز الريادي التعليمي المذكور آنفا.
«حطوا في بطنكو بطيخة صيفي» عبارة تقال لمن في بطنه أو على لسانه كلام تشكيكي او وهم أو همّ، حول جديّة الجامعة الأردنية ورئيسها ومستشفاها ومديره وكادرها الطبي في إقامة هذه الوحدة العلاجية ذات التقنية العالية والنوعية.