Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Nov-2018

«تمبلتون» تتويج لجهد ملكي بتحقيق الوئام لاستئصال الأحقاد - هشام عزيزات

الراي - لمنح جلالة الملك جائزة تمبلتون العالمية للوئام دلالات اثيرية عدة فرضتها جملة من المعطيات والوقائع منها تاريخية الجائزة التي تعود لعام ١٩٧٤ وكون الاحتفال سيكون مفعما بالابهة والفخامة والرفعة، على كل المستويات ومن كل الجوانب وبشمولية كل المضامين.

فالمكان له قيمة تاريخية معاصرة ودينية لافتة ووطنية متميزة الذي ستحتويه كاتدرائية» تمبلتون» واسمها الأصلي كاتدرائية واشنطن الوطنية فيما اسمها الكنسي كاتدرائية القديس بولس وبطرس وهى بنيت على الطراز القوطي الانجليزي من عام ١٩٠٧ وانتهى البناء عام ١٩٩٠لتكون سادس كاتدرائية في العالم ورابع أكبر مبنى في العاصمة» واشنطن «دي سي ويزورها سنويا ٤٠٠ ألف سائح وفي الكاتدرائية ذاتها رفات كبار الشخصيات الأمريكية العابرة للتاريخ والتي خلفت منها/و لها بصمات دامغة لا تنمحي لا بفعل التقادم ولا النسيان ولا الطمس البشري.
كما يكتسب احتفال الفوز الملكي بالجائزة العالمية النادرة بأهمية متميزة بحضوره المتميز الذي يقارب من نحو ٦٠٠ شخصية سياسية واعلامية وفكرية ودينية عالمية ومنحت سابقا ل ٤٧ شخصية... تتوج جميعها جهود الملك منذ تسلم سلطاته الدستورية في سعيه لتحقيق الوئام داخل وبين اتباع الديانات السماوية من خلال التصدي لمخاطر الكراهية والتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى ايضا توجت ملكيا ووطنيا وإقليميا برسالة عمان التسامحية (2004 (وتعمدت بتعميم الاحتفال في الأردن والعالم باسبوع الوئام كل عام وعلى كل المستويات الذي طرحه الملك في الدورة ال ٥٦ للجمعية العام للأمم المتحدة وتبنته كل الدول الاعضاء.
إذن وبعيدا عن التسحيج الذي أصبح تهمة حين يشيد المراقب والمتابعة والمحلل بانجاز ما لشخصية وطنية عالمية من طراز الملك فهناك اعتراف عالمي بدوره ودوره بتعزيز وتأكيد وتمكين لدوره في توطيد أركان العلاقات السلمية التبادلية التكاملية بين الأديان والحوار البيني والجمعي بين المؤمنين من اتباع الرسالات السماوية وباهميةرسالة الأردن، كونه دولة رسالة عبر التاريخ في الاقليم وفي العالم اجمع..
وبالتاكيد لم يكن اختيار الملك للفوز بهذه الجائزة الا تثمينا راقيا لفكرة الوئام التى أطلقها من على أعرق منبر عالمي (2010 ( ليكون موعده في الأسبوع الأول من شهر شباط من كل عام الا ارتكازا على العمل الرائد لمبادرة كلمة سواء(2006 (وركائزها» حب االله وحب الجار وحب الخير» دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة ياي عقيدة روحية على سطح هذا الكون.
ويأتي تسلم الملك عبد االله الثاني جائزة تمبلتون انسجاما ومصداقية لقولنا المأثور الذي يقطع الشك باليقين «وكما قطعت جهينة قول كل خطيب».. فصاحب الجائزة سليل الدوحة الهاشمية ومن سبط الرسول العربي الكريم في خلقه ورسالته وحامل إرث روحي لا ينازعه إرث وفي زمن ابتليت المنطقة وابتلى الدين الحنيف والأديان الاخرى بالخوارج والمشعوذين و الدجالين ومروجي خطاب الحقد والكراهية والبغضاء داخل العقيدة الروحية الواحدة وبين جميع العقائد والذين يترجمو ن أحقادهم ذبحا وتفجيرا يطال الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.
وللأسف.. أن يكون مجتمع الكراهية صناعة المنطقة وصناعة انسان المنطقة وربما إذا دققنا في مقدمات نشوء هذا المجتمع قد تعود بمجملها لمبررات وجيهة في مقدمتها غياب العدل الاجتماعي الحقوقي مثلما من حسن حظ المنطقة وشعوبها أن يكون زعيما وقائدا من قادتها من يدعو وبجدية لافتة وعمل ميداني إلى احقاق العدل وإعادة الحقوق لأصحابها والى سيادة الحوار بين الثقافات والأديان بدلا من الاحتراب والدمار والخراب والى إعمار طاولة الحوار والمفاوضات دائما بين الأديان والثقافات والأطراف المتنازعة تحقيقا للسلام العادل والشامل وسيادة الوئام تعايشا وسلوكا ومفاهيما وصناعة سياسات جمعية لمكافحة الفقر والبطالة والعوز والاتجار بالبشر والجسد وتمسكة بحرية العبادة وعدم التمييز.
وبالتالي أن تكون جائزة « تمبلتون» للوئام من نصيب الملك الأردني الهاشمي الذي يمت بصلة حميمة دموية لآل البيت ويحمل رسالة الإسلام للهداية والمحبة والسلام وسط محاولات لئيمة للإساءة لهذه الرسالة السماوية وإلصاق تهم الإرهاب والعنف بها وهى تهم باطلة لطالما حاول الملك دحضها بإعطاء صور وسلوكيات حضارية نابذة للمشاهد التي صنعها الخوارج عن الإسلام السمح العادل والمحب للبشر بغض النظر عن الجنس واللون والمعتقد وروحية المعتقد.
هنيئا للاردن بفوز جلالة الملك بجائزة تمبلتون للوئام وهنيئا للاردنيين أن يكون ملكهم وباعتراف عالمي.. صانع وئام روحي من أجل/ وبين البشر ووطنهم ضامن لحرية العبادة والايمان الروحي منذ أن كانت العهدة العمرية اول وثيقة للوئام في التاريخ ومنذ أن كان الهاشميون عبر التاريخ الجلي والمعاصر حماة المقدسات الإسلامية والمسيحية وملاذا للمضطهدين والمقهورين..
hishamezazat@gmail.com