Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2017

من الجرف الصامد حتى اتفاق القاهرة ضوء في نهاية النفق - بارون لندن
 
يديعوت أحرونوت
 
الغد- (الاستنتاج هو أن تعزيز وحدة القيادة الفلسطينية سيجدي إسرائيل التي تتطلع إلى السلام بينما إسرائيل التي لا تتطلع إلى ذلك لن تستمد منفعة من التحول في أوساط خصومها)
يشكك الخبراء في الشؤون العربية في قدرة فتح وحماس على إقامة حكم فلسطيني مشترك. فمحاولات المصالحة السابقة فشلت والخبراء يعتقدون بأن الظروف التي هيأت الاتفاق الذي وقع في القاهرة لا يمكنها أن تطفئ العداء العميق الذي بين زعماء الطرفين. فالفوارق الكبيرة في الظروف وفي التقاليد على جانبي الفاصل الجغرافي تشكل هي أيضا عبئا ثقيلا على الحمل. والكل يشير إلى أن الاتفاق يتجاوز المسألة الحاسمة – السلاح. واضح أنه لا حكما ناجعا بلا سيطرة حصرية على القوات المسلحة، وطالما لم ينزع سلاح حماس فلن تبقى الحكومة الموحدة إلا إذا أرادها قادة الذراع العسكري.
إن التجربة طويلة السنين تعزز الشكوك. منذ بدأت تتبلور الهوية الوطنية الفلسطينية، شوشت المصالح العائلية والاقليمية عملية ترجمة الفكرة الفلسطينية إلى سياسة عملية. فالانقسام، المرض العضال للمجتمع الفلسطيني، منح الحاضرة العبرية والدولة التي ورثتها قدرة مناورة زادت بالتدريج فارق القوة بينها وبين اعدائها. من ناحية إسرائيل كان هذا فوز عظيم، ولكن في انقسام الفلسطينيين تكمن أيضا نقيصة بارزة: غياب زعامة فلسطينية موحدة، تسيطر بيد قوية على الأرض الإقليمية التي تحت حكمها، يبعد فرصة السلام. طالما كان يخيل بأنه طرأ تقارب ما بين مواقف الطرفين أحبطته منظمات المعارضة الفلسطينية بالنار والدم. وعرض هذه الحقيقة التاريخية لا ينظف الحاضرة العبرية ودولة إسرائيل من دورها في المسؤولية على استمرار المواجهة. 
ان الادعاء أن "لا يوجد مع من يمكن الحديث" ليس صحيحا، ولكن صحيح الادعاء بان كثيرة الاحتمالات الا يكون محادثونا هم من سيسيطرون في المستقبل القريب. هذا تخوف لا يمن الاستخفاف به بمجرد إهماله وبالتالي محظور تنفيذ اتفاقات حل وسط اقليمية بلا فترة اختبار طويلة جدا. أما الفلسطينيون، بالمقابل، فيخطئون اذا ما وافقوا على مفاوضات لا نهاية لها، بلا هدف محدد وفي ظل التسليم بان يفعل الإسرائيليون في هذه الاثناء كل ما يروق لهم في المناطق المحتلة.  الاستنتاج هو أن تعزيز وحدة القيادة الفلسطينية سيجدي إسرائيل  التي تتطلع إلى السلام بينما إسرائيل التي لا تتطلع إلى ذلك لن تستمد منفعة من التحول في اوساط خصومها. فهذا التحول سيضعها امام خصم أقوى بقليل في الساحة الدبلوماسية، ولكن فوارق  القوة العسكرية والتنظيمية عظيمة لدرجة انه ليس في ذلك خطر جدي. الفضل يكمن في زيادة الاحتمال في أنه بالذات مع خصم متبلور سيكون ممكن الوصول إلى اتفاق قابل للدوام. هذا صحيح حتى اذا سيطرت حماس على السلطة الفلسطينية، وذلك لانه سواء في المسيرة السلمية ام في الحرب من الاسهل الوقوف امام جسم متماسك من الوقوف أمام جسم مطاط. في هذا لا فرق بين حكومة إسرائيلية متساومة وبين حكومة إسرائيلية متصلبة.
اذا كنت محقا، فينبغي إذن انتعاش التقديرات بشأن منفعة حملة "الجرف الصامد". لا شك أننا فتحنا معركة دون أن تتحدد اهدافها ودون أن يفكر القادة بأهمية كامل المعلومات الاستخبارية التي كانت تحت تصرفهم. لا شك أن هذا لم يكن نجاحا عسكريا. ورغم ذلك فالدمار الذي زرعناه في القطاع، الحصار الاقتصادي الذي فرضناه عليه، بخل دول الخليج وشراكتنا المصلحية مع مصر أجبرت زعماء حماس باعادة النظر في المسار. يحتمل الا تكون صدفة ان استبدلت قيادة المنظمة ومن يقف على رأسها الان هو الارهابي الصلب يحيى السنوار. شخص كهذا فقط يمكنه أن يحظى بما يكفي من الثقة ويعترف بان الطريق مسدود وان معاناة السكان خطيرة لدرجة الخطر على النظام في القطاع، وان ابو مازن المكروه بالذات يمكن ان ينقذه. في هذا، مهما كان الامر غريبا، تعلل رأي الصقور في إسرائيل. القوة الوحشية بالذات والتي استخدمناها قربتنا قليلا من التوافقات مع الفلسطينيين.