Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2017

تفجير قصر العدل بدمشق - د. محمود عبابنة
 
الراي - لنترك كل الانفجارات الانتحارية في سوريا سواء ما وقع منها بمقابر الباب الصغير بحي الشاغور، أو مطعم الربوة ونتوقف عند الانفجار الذي ضرب ردهة انتظار المراجعين وتجوال المحامين السوريين في قصر العدل في دمشق بواسطة انتحاري محسوب على الثورة السورية، وقد أسفر الانفجار عن أكثر من مئة قتيل وجريح. هذا التفجير يعبر ويكشف بالفم المليان للمترددين والمخمنين والمضللين عما يجري في سوريا عن جملة من الحقائق الأساسية التي أزال الانفجار الستار عنها وأوصلتنا الى قناعة ثابتة هذه المرة وحسمت حالة الغموض السائدة لدى غالبية المتابعين والمتفاعلين مع المشهد السوري وتلخصت هذه الحقائق بما يلي:
 
أولاً: ان تفخيخ ما يدعى بأحد الثوار لينغمس بين جمهور من المحامين والقضاة والموظفين والمدنيين المراجعين ليس من سمات الثورة ولا من شيم الثوار ولا علاقة لهذا الفعل الإجرامي المقزز بالجهاد، أو تكتيك حرب العصابات المشروعة وان من خطط ونفذ لهذا التفجير هم اما من الموجهين من الخارج أو من المرضى النفسيين الذين لا يهون بحياتهم سوى الحوريات والدم والتفجير وهم أقرب الى الوحوش من الآدميين.
 
ثانياً: تفجير قصر العدل ليس حالة استثنائية أو طارئة فقد سبق لهؤلاء الخارجين عن القانون والإنسانية وان تسموا بأسماء -جماعات وفرق وألوية وصقور وهيئات- مختلفة الا أنهم جميعاً أقدموا على فظائع وبشاعات موثقة بالصور، فبعضهم أكلوا أكباد الموتى وبعضهم ذبحوا بالسكين الطفل الفلسطيني في حلب على ظهر المركبة وتصوير المشهد بالفيديو وعلى مرأى الجمهور لمجرد أن والده يخدم في جيش التحرير الفلسطيني وفخخ أحدهم ابنته الطفلة وفجرها بأحد المراكز الأمنية السورية وبعضهم أباح جهاد النكاح، وبعضهم جند الأطفال ودربهم على قتل الأسرى.
 
ثالثاً: أن الاعلام العربي يعيش حالة من النفاق وازدواجية المعايير واستشراء شراء الذمم فلقد قامت الدنيا ولم تقعد عند قصف مستشفى يعالج المسلحين، ويطلقون القذائف من شرفاته في حلب، في حين أن التفجير في وضح النهار بمحكمة مدنية، لم يحرك ساكناً لدى المتشدقين والمتباكين على الثورة السورية، وربما أخذت بعضهم العزة بالإثم ليدعي أن التفجير في قصر العدل هو من صنع النظام حتى يصم الثورة ذات الأهداف الإنسانية السامية بالإرهاب وأن قطع المياه عن حلب ودمشق وعن جيش الدولة الموجود داخل هذه المدن هو من فعل النظام أيضاً ؟!.
 
رابعاً: من المفترض أن تفجير قصر العدل في دمشق يجب أن يضع حداً للعب على وتر المعارضة المعتدلة فالادعاء بأن بعضها لا يقبل تفخيخ الأطفال، ولكن يجيز قتل الروافض فقط حسب ادعائهم، والبعض الآخر مع إقامة دولة مدنية ديمقراطية ولكنه يقبل بنهب المنطقة الحرة على الحدود الأردنية، مرة تتهم المعارضة المعتدلة جماعة نور الدين الزنكي بالعمل الإرهابي ومرة أخرى يتهمون جبهة فتح الشام، ومرة أخرى داعش، ومرة أخرى هيئة تحرير الشام، ومرة أخرى، جماعة السلطان محمد الفاتح، ومرة أخرى جيش خالد بن الوليد، ومرة أخرى أحرار الغوطة... والسؤال المركزي الذي يطرح نفسه: من هو اذن الفصيل المعتدل البعيد عن اتهام الفصائل الأخرى؟!!!
 
خامساً وأخيراً: نحن لا ندافع لا عن النظام ولا عن عيون الرئيس، ولنا ما نقوله عن الدولة السورية وسوريا ليست دولة مثالية كما أنها ليست دولة شيطانية، كما أن هناك جماعات معارضة سلمية لديها مطالب مشروعة ولكننا فقط نعالج حالة التفخيخ والتفجير الأخيرة في قصر العدل بدمشق. ونقول ان الجهات التي خططت لها وتقوم بها (تحديداً تفجير قصر العدل والمطعم والمقابر) ليس لهم علاقة بالثورة ولا ما يحزنون، هم ليسوا أكثر من مجموعة من الأوباش الملطخة أيديهم بدماء إخوانهم والذين دمروا مكتسبات الشعب السوري وهدموا البنية التحتية لبلدهم وباعوا مصانع حلب وآثار الحضارات الإنسانية وأساءوا لمعنى الحياة وللعروبة ولصورة الإسلام الصحيح الذي نهى عن القتل والحرق والتفجير وتفخيخ الأطفال وجهاد النكاح.