Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jan-2018

نتنياهو راض عن خطاب عباس - دان مرغليت

 

هآرتس
 
الغد- هجوم محمود عباس على دونالد ترامب بكلمات "لتذهب إلى الجحيم" و"يخرب بيتك" يعيد إلى الاذهان مقولة آبا ايبان أن "الفلسطينيين لم يفوتوا أي فرصة لتفويت الفرص". صحيح أنه منذ سنوات وهذه المقولة لا تخص الفلسطينيين فقط، فإسرائيل أيضا هي ممن يفوتون الفرص.
البداية كانت في صيف 1970 عندما قالت غولدة مئير نعم، والتي تعني لا، لمبادرة موشيه ديان للانسحاب من قناة السويس- بموافقة أنور السادات، وتحملت المسؤولية السلبية عن حرب يوم الغفران. منذ ذلك الحين زادت الدلائل على أن إسرائيل أيضا تصد كل مبادرة سياسية جدية، لكن الفلسطينيين هم شركاء كاملين في هذا الوضع. هكذا، عندما عادوا في التسعينيات إلى الارهاب الذي أنهى اتفاقات اوسلو ورفع إلى الحكم بنيامين نتنياهو، وهكذا عندما ياسر عرفات ومحمود عباس رفضا استعداد اهود باراك للبحث بصورة متساهلة في مستقبل القدس، وعندما لم يردا مطلقا على الخريطة النهائية التي عرضها اهود اولمرت عليهم.
إن استعراض المفترقات التي خيبت الآمال منذ ذلك الحين يوصف بنموذج سلوك موحد: طالما أن العالم سلم بادعاء إسرائيل أن الفلسطينيين هم المسؤولون عن الجمود السياسي، وتوجد على ذلك براهين كثيرة، توقفت إسرائيل في مكانها ولم تطلب شيء أكثر. فقد ارادت أن يصادق الأميركيون على أنها تتصرف بشكل سليم، ولم يكن لها أي شأن في التقدم نحو اتفاق جدي (مناحيم بيغن كان شاذا بصورة ايجابية). ولم يكن أيضا لدى القيادة الفلسطينية ما يلح عليها.
ولكن عدم مبالاة الحكومات في العالم تلاشت مع اندلاع المواجهات بين الطرفين، سواء كان ذلك في حرب إسرائيل ضد الدول العربية أو ضد الانتفاضة. حقيقة أنه حتى ذلك الحين توصلت إسرائيل إلى تفاهمات مع حكومات صديقة بأنه لا حاجة إلى التقدم في المسار السياسي، فقدت أهميتها. فجأة الاشارات التي اعطاها هنري كيسنجر لغولدة مئير، الذي كان يستطيع فعل أي شيء، التي حلت محل ادارة مفاوضات جدية، تبدو غير ذات صلة. مرة واحدة تغير الواقع وكل شيء التهمته النار.
الواقع في العام 2018 مشابه. نتنياهو وصل إلى الهدف، بالتحديد في خطاب نفاد الصبر لعباس. لقد وجد له دليل حاسم على أن الفلسطينيين لا ينوون صنع السلام مع إسرائيل. لقد تم استكمال المهمة ونجح كل شيء. وحسب القناة الثانية أول من أمس فإن عباس حصل على معلومات تفيد بأن اقتراح الحل الأميركي فارغ من المضمون بالنسبة للفلسطينيين، وبدل المساومة قام بالقاء زجاجة حارقة في قلب الصراع، وحكومة إسرائيل سعيدة. كل شيء سيبقى متجمدا في مكانه.
في نفس تلك النشرة في القناة الثانية كشف عن أن نائب وزير الأمن ايلي بن دهان يعمل على تسوية وضع مستوطنات غير قانونية في يهودا والسامرة. لقد تم اختراق الحدود، وظهرت صورة وضع مسعور، أن يتم أخذ كل ما هو في متناول اليد، مثل العجوز في اسطورة السمكة الذهبية. إسرائيل تحت حكم نتنياهو فقدت كل الكوابح – هي فرحة برفض اجراء المفاوضات من قبل الفلسطينيين بدل علاج الطريق المسدود، والنتائج الخطيرة على المدى البعيد لغياب اتصالات سياسية.
ترامب هو شرك من العسل لإسرائيل. أميركا التي ستتبنى بشكل كامل موقف نتنياهو ستحبط أي مفاوضات. ورغم أن الحكومة راضية، فمن الحيوي وجود شخص مسؤول يوقف هذا الامر ويقول بإنجليزية سليمة "من المفضل أن تكون صادقا". ذات يوم، سواء بوجود ترامب أو عدمه، فإن الواقع العنيف سينفجر في وجه إسرائيل التي لم تحسن التصرف بصورة معتدلة ولم تعرض على الأميركيين العمل من اجلها بصورة حذرة أكثر وتواضع.
نتنياهو يقوم باستغلال الخطاب الحقير الي القاه عباس لأغراض سياسية من اجل تحقيق الفشل الذي يقوده هو نفسه. يجب علينا تذكر أن هذه الطريقة لم يخترعها نتنياهو. فغولدة مئير كانت هناك قبله. وهي أيضا كانت راضية عن فشلها، وجميعنا وصلنا إلى قناة السويس في اعقاب غبائها في سيارة كانت تحمل الاحتياط.