Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Nov-2017

الملك في كازاخستان: صوت الحكمة والسلام والحوار

 الراي - عكست زيارة العمل الرسمية التي يقوم بها جلالة الملك عبداالله الثاني لكازاخستان والمباحثات الموسعة والعميقة, التي اجراها مع الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف يوم امس, المكانة المرموقة التي يتمتع بها جلالة الملك في نظر زعماء العالم اجمع, والاحترام والتقدير العالميين اللذين تتمتع بهما الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالته بحكمة وبُعد نظر وقراءة دقيقة للمشهدين الاقليمي والدولي وبخاصة الجهود المخلصة والمباركة التي يبذلها جلالته على اكثر من صعيد لخدمة قضايا الامة والالتزام بالشرعية والقانون الدوليين ونبذ العنف والتطرف ومحاربة الارهاب بلا هوادة وتقديم منطق الحوار على منطق القوة والحروب واحتلال اراضي الغير بالقوة.

 
من هنا جاء تسلّم جلالته من الرئيس الكازاخستاني جائزة نزار باييف الدولية للمساهمة في الامن ونزع السلاح النووي اشارة واضحة ذات دلالات عميقة على المكانة التي يحتلها جلالته في قضايا السلم في العالم وايضاً في كون جلالته الزعيم الاول في العالم الذي يتسلم هذه الجائزة التي تمنح لأول مرة تقديراً لجهود جلالته ومساعيه المستمرة لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
 
ما ستخصص له هذه الجائزة يكتسب اهمية اضافية وهو ما لفت اليه جلالة الملك عندما اكد ان قيمتها ستخصص لدعم مدارس الملك عبداالله الثاني للتميز فضلاً عن كونها تعبيراً واضحاً عن القيم المشتركة التي تجمع بين البلدين الصديقين في العمل من اجل تحقيق السلام في العالم.
 
واذ جمعت الاردن وكازاخستان شراكة وصداقة مثمرة نتجت عن اللقاءات والقمم العديدة التي عقدها جلالته مع الرئيس الكازاخستاني فإن ما تمخض عن المباحثات الاردنية الكازاخستانية اشّر بوضوح الى حرص مشترك على الارتقاء بهذه العلاقات المتينة والعميقة الى مستويات اعلى افقياً وعامودياً وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين سواء في ما خص توسع آفاق التعاون الاقتصادي والعسكري بينهما ام في زيادة حجم التبادل التجاري خصوصاً في مجالات الزراعة والطاقة والنقل وصناعة الادوية وتكنولوجيا المعلومات.
 
ولئن حرص جلالة الملك على ابداء الامل بأن تتمكن البشرية من تجنب الدمار المروّع الذي تجلبه الحروب النووية, والتمكن من تحقيق أمن دائم في ظل سلام وازدهار عالميين, فإنما لاعادة التذكير بالمواقف الاردنية الواضحة والمعلنة في هذا المجال وبخاصة في أن بناء مستقبل مشترك ينعم فيه الجميع بالرفاهية, انما يتطلب جهوداً على عدة صعد كما ان الدعم المتبادل بات امراً حيوياً, اذ ليس بوسع أي دولة ان تدّعي ان الاسلحة النووية والارهاب العالمي أو ازمة اللاجئين في المنطقة هي مشكلات تخص دولة واحدة دون غيرها, وبخاصة ان الازمات الاقتصادية العالمية والتحديات البيئية, لا تتوقف عند حدود الدول, بل هي مسائل تعني الجميع ومن مصلحة الجميع القيام بمعالجتها فضلاً عن حق الجميع في دور فاعل لتحديد الاتجاه الذي يسلكه عالمنا.
 
لم تغب القضية الفلسطينية عن تصريحات وتأكيدات جلالة الملك في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الكازاخستاني, بما هي قضية الشرق الاوسط المحورية, فالجميع معنيون بحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي استناداً الى حل الدولتين, كشرط اساسي لتحقيق السلام في المنطقة والعالم وضرورة انهاء الصراع وفق هذه الرؤية, فضلاً عن اهميته القصوى لمحاربة المتطرفين وقطع الطريق أمام محاولاتهم واستغلال هذا الصراع في خدمة اجنداتهم الظلامية.
 
كذلك لفت جلالته وذكّر الجميع الى مسألة مهمة وهي أن مشاكل الارهاب والتطرف ليست مقتصرة على منطقتنا وحدها, بل إن غياب الحلول السياسية التي تشرك جميع الاطراف والمكونات لن يخدم الا المجموعات الارهابية التي تهدد الامن العالمي, في سياق الرؤية الملكية العميقة هذه, جاء تأكيد جلالته الى اهمية الحل السياسي في سوريا كأمر حيوي لضمان امن المنطقة واستقرارها واستمرار الاردن في دعم جميع جهود خفض التصعيد في الصراع السوري والتي من شأنها توفير ارضية صلبة لنجاح مسار جنيف, ويتصل بهذه الجهود كما هو معروف ما تبذله كازاخستان في استضافتها محادثات استانا.
 
زيارة العمل الرسمية لجلالة الملك لكازاحستان اضاءت على حجم وطبيعة الدور الحيوي والمحوري لجلالته والاردن في قضايا المنطقة والعالم