Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Feb-2017

التهجم على الوزراء - د. صفوت حدادين
 
الراي - تكررت حوادث التجاوزات اللفظية و الكلامية من قبل نواب في البرلمان على وزراء، فقد أصبح بعض النواب يستغلون احجام الوزراء عن التعامل مع الاساءات الصادرة بحقهم و تجنب الخوض في المشاكسات الكلامية أسوأ استغلال.
 
حادثة لم يمض عليها وقت طويل تعرض فيها وزير في مكتبه في رئاسة الوزراء لتجاوزات نائب اقتحم الباب على الوزير الذي اعتذر عن مقابلته و تهجم عليه لفظياً فما كان من الوزير إلا أن ترك مكتبه و خرج فيما بقي النائب داخل المكتب ليرسل برسالة فيها الكثير من البطش و التعدي على هيبة الدولة. 
 
أول من أمس أيضاً، تجاوز نائب على وزير الأوقاف خلال جلسة لمجلس النواب و بطريقة فيها ذات التعدي و الاستضعاف، و كم أكبرت بالوزير ردّه المهذب على النائب رغم كل جرأة النائب المذكور و تعديه اللفظي الجارح.
 
علاقة النواب بالوزراء تمر بمرحلة تحول عنوانها الاستضعاف و تراجع الاحترام و السبب فيه عدم وجود منظومة رادعة توقف التجاوزات و التعديات اللفظية و مظاهر الاساءة.
 
مدونة السلوك النيابية لا تُحترم و لا يُحسب لها أيّة حساب، و الظاهرة الجديدة الآن هي الاستهداف المباشر للوزراء من قبل النواب دون أن يوضع لهم حد.
 
مفهوم أن المشادات تنشأ نتيجة عدم استجابة الوزراء لطلبات النواب و ضغوطاتهم التي لا تنتهي، لكن على النائب أن يتعلّم أن حقّه من الوزير يتحصل دستورياً و ضمن النظام الداخلي في مجلس النواب لا بالتهويش و الاساءة.
 
النائب الذي تجاوز على وزير الأوقاف يجب أن يحاسب و يحول إلى لجنة السلوك النيابية فوراً، ليس وحده بل بصحبة النائب الذي ترأس جلسة مجلس النواب و ساهم في التصعيد ضد الوزير.
 
طالما انتقدنا الحكومة و الوزراء و لن نتوقف عندما يحدث الخطأ لكن لا نرضى باستضعاف الحكومة والتهجم على وزرائها فعندما يُفقد الاحترام، تتحول الحياة السياسية إلى مستنقع لتصفية الحسابات بعيداً عن ضوابط الاخلاق والاحترام.
 
حتى علاقة النواب ببعضهم البعض اعترتها حوادث تعكس تراجع ضوابط الاخلاق التي عادة تكون مصاحبة لأول اختلاف سياسي لا يلبث أن يتحول إلى شتائم و اساءة.
 
أتذكر بألم وخيبة الحادثة التي تجاوز فيها رئيس مجلس نواب سابق على زميله خلال برنامج تلفزيوني يبث مباشرة و بدأ بشتمه ووصفه بالفاشل و تهديده بأن يلقى عقاباً وخيماً إن جاء للمجلس في الجلسة القادمة.
 
هذه الحادثة لم تكن منفردة و ربما جميعكم يذكر التهجم بالأيدي الذي مارسه تكراراً نائب بعينه عدا عن البنادق التي دخلت تحت القبة في لحظة غفلة يندى لها الجبين.
 
مزعج السلوك السياسي المنحرف الذي يمارسه البعض، و حان الوقت أن يوقف بكل صرامة من خلال النظام و القانون.
 
ربما تحتاج الحكومة أن تنظر في حاجة تواجدها الدائم في كل جلسات مجلس النواب، الذي لا يجلب النفع بقدر ما يجلب الضرر الذي لا يتوقف عند اشغال الوزراء و ابعادهم عن اعمالهم لفترات زمنية طويلة بل يعرّض الوزراء مباشرة لشطحات نواب يعتقدون أن وجود الوزير تحت القبة يجعل منه فريسة سهلة لنائب ربما يبحث عن شهرة على وسائل التواصل الاجتماعي يقودها متعطشون للاساءة اللفظية و الكلامية للحكومة و وزرائها ممن يتداولون فيديو الاساءة و التهجم و يكيلون المديح للنائب المسيء.
 
كفى استهتاراً...
 
sufwat.haddadin@gmail.com