Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Nov-2019

يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني*حسن البراري

 الغد

أحيا الشعب الفلسطيني والكثير من أحرار العالم اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. طبعا لا نذيع سراً عندما نقول إنه لم يعانِ شعب في العالم من الظلم والمعاناة والمؤامرات كما عانى الشعب الفلسطيني، وحتى بعد مرور أكثر من سبعة قرون على نكبته الأولى، ما يزال يعاني من السياسات التوسعية لكيان كولونيالي وإحلالي واستيطاني من الطراز الرفيع. وتتجلى المفارقة بأبشع صورها عندما تقدم إسرائيل نفسها للعالم بأنها دولة ديمقراطية.
لكن، ما الفائدة المرجوة من إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني؟ فعلى مدار عقود سبقت، هناك الكثير من الوثائق والبيانات والإدانات والشجب لما تقوم به إسرائيل مع أن إسرائيل ماضية في مشروعها التوسعي ولا تدفع كلفة في علاقاتها مع المجتمع الدولي ولا مع الدول العربية. فمن دون أن تدرك إسرائيل بأن ما تقوم به من تنكر للحقوق الفلسطينية سيكون له ثمن باهظ، فإنه لا يمكن الاعتماد على “أخلاقيات الصهاينة” لتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم الوطنية المستقلة. بمعنى، تفقد كل هذه الإدانات قيمتها العملية ما دامت معادلة “الربح والخسارة” مغيبة في التعامل مع إسرائيل.
في الغرب، هناك مقولة مشهورة تقول إن القوة هي الحق وهي مقولة مكثفة تصف بدقة مسألة تفوق القوة على المسائل الأخلاقية، فالقول إن الشعب الفلسطيني عانى وله الحق في تقرير مصيره هو أمر ضروري، لكنه ليس كافيا لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته، فالعالم يعترف بالقويّ ويعترف بالأمر الواقع، وهما أمران يفهمهما جيدا العقل الصهيوني. طبعا، لا أقلل من أهمية إحياء يوم التضامن وقد يسعدنا دوما عندما نسمع عن التضامن العالمي مع الأشقاء الفلسطينيين، لكن ما نحتاجه هو إنهاء الاحتلال؛ أي الفعل وليس القول.
يقول أمين عام الأمم المتحدة بمناسبة هذا اليوم إنه يعارض الاستيطان، ونحن نعرف أن الاستيطان هو أداة صهيونية للسيطرة على الأرض، ومع ذلك يظهر علينا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ليقول لنا إن الاستيطان لا يخالف القانون الدولي! وهذا التصريح لمايك بومبيو يعني من جملة ما يعني منح الحكومات الإسرائيلية الضوء الأخضر لضم أراض مهمة من أراضي الضفة الغربية مثل غور الأردن. ومن دون شك، فإن البقعة الجغرافية التي من المفترض أن يقيم عليها الفلسطينيون دولتهم بدأت تتبخر على نيران الاستيطان، وبالتالي، فإنه قد لا يكون هناك ما يكفي من الأرض لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على أشلاء مما تبقى من الضفة الغربية.
وحتى لا ندس رؤوسنا بالرمال، نقول إن السبب الرئيسي لهذا التعنت الإسرائيلي واستمرار معاناة الفلسطينيين هو الموقف الأميركي المساند لليمين التوسعي في تل أبيب. وكان ينبغي على العرب التصدي لأميركا وليس التحالف معها، وعليه فإنه لا يكفي القول إن الولايات المتحدة تفقد مكانتها كوسيط نزيه، فهذا كلام لا يغير في واقع الأمر شيئا؛ إذ إن الاستيطان مستمر على قدم وساق وسيبقى الكلام والإدانات حبرا على ورق.
التضامن مع الشعب الفلسطيني ينبغي أن يخرج من إطار الاحتفاليات وكأن هذا بحد ذاته إنجاز، وينبغي أن يفكر المهتمون بحقوق الشعب الفلسطيني بوسائل وآليات عمل تدفع الدول الداعمة للتعنت الإسرائيلي إلى إعادة النظر في موقفهم من القضية الفلسطينية ومن الاحتلال الإسرائيلي.