Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2017

معسكر السلام الذي أفل - محمد الشواهين
 
الغد- في بداية التسعينيات وبعد مؤتمر مدريد للسلام، راح ما يسمى بمعسكر السلام الاسرائيلي، يتنامى شيئا فشيئا، وأصبحت له احزاب سياسية، ومنظمات مجتمع مدني، ونواب في (الكنيست الاسرائيلي)، وبدأ يقوم بنشاطات على المستويين الرسمي والشعبي، وحاولت جماعاته المتنوعة جاهدة، اقامة علاقات تعاون وصداقة، مع مؤسسات وجمعيات عربية في الداخل الفلسطيني، وفي الضفة الغربية وغزة، ثم امتد هذا النشاط ليصل مصر والأردن. 
من هذه المنظمات، ميرتس، مركز بيرس للسلام، بيت سيلم، وردة الجليل للسلام، نفي شالوم ، جينوسار، مركز ايغال الون للسلام، لكن اكثرها نشاطا وفاعلية، حركة السلام الآن، التي بذلت جهودا كبيرة في محاربة الاستيطان وكشف المخططات الاستيطانية على الملأ، ثم اخذت تقوّي علاقاتها مع منظمات وجمعيات فلسطينية في الضفة والقطاع، وتعاونت معها في مجال حقوق الانسان، وخصصت محامين للدفاع عن الاسرى الفلسطينيين، كما شاركت في المظاهرات والمسيرات التي كان يقوم بها فلسطينيون مطالبين بحقوقهم الوطنية في الحرية والاستقلال، ومنع الاستيطان ومصادرة الأراضي، بل كانت تقوم بإحصاء اعداد المنازل التي يتم هدمها، بحجة عدم الترخيص، ونشرها في وسائل الاعلام، لإطلاع الرأي العام المحلي والدولي.
قيام انتفاضة الاقصى العام 2000، وعندما تعسكرت، كانت هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير، ما اعطى رئيس وزراء اسرائيل الأسبق أرائيل شارون، الذريعة باجتياح الضفة الغربية من شمالها لجنوبها، بالدبابات والمجنزرات والمدفعية، ضاربا عرض الحائط بجميع الاتفاقيات والتفاهمات التي تم التوصل اليها بين السلطة الفلسطينية، والحكومات الاسرائيلية، حتى المقاطعة، مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات لم تسلم من بطشهم، فقاموا بهدمها حجرا حجرا، باستثناء غرفة نوم عرفات ومكتبه!
من هنا بدأ معسكر السلام الاسرائيلي بالتراجع خطوات للخلف، في نفس الوقت، راح المجتمع الاسرائيلي يجنح نحو اليمينية والتطرف، وصبّوا جام غضبهم على الأحزاب والمنظمات والجمعيات التي تتعاطف مع الفلسطينيين، وتعرض اعضاؤها  للضرب والسحل، شأنهم شأن الفلسطينيين، بمجرد ان يتم القبض عليهم مشاركين في اي مسيرة او مظاهرة يقوم بها الفلسطينيون. 
كلنا يذكر الناشطة (راشيل) وهي يهودية اميركية، وقفت امام الجرافة الاسرائيلية، كي تمنع هدم منزل فلسطيني، فسحقتها الجرافة بدم بارد.
حدثنا اليهودي العراقي لطيف دوري، وهو من ابرز ناشطي معسكر السلام الاسرائيلي، وكان يرتبط بعلاقات حسنة جدا مع الرئيس عرفات وقادة النضال الفلسطيني، فذكر انه بلغ الرابعة عشرة من عمره، حيث كان في حضن اسرته المقيمة في بغداد كمواطنين عراقيين، وكانوا يتمتعون بعيشة رغيدة، ويمارسون حقوقهم كاملة، الى ان استطاع الموساد الاسرائيلي  تفجير كنيس لليهود في بغداد، فاضطر عدد غير قليل من يهود العراق للهجرة الى اسرائيل، فاسكنوهم الخيام. وأضاف أنه من ضمن المهاجرين يهود جاءوا من اقطار اوروبية، ما كانوا يمكثون في الخيام اكثر من اسبوع او عشرة ايام على اكبر تقدير، ثم يأخذونهم الى مساكن تليق بهم، بينما اليهود الشرقيون يمكثون في الخيام اشهرا، على هذا الحال من السوء والتهميش، بعكس اليهود الغربيين (الاشكناز) الذين كانوا يحظون بمعاملة تفضيلية عن يهود (السفرديم) الشرقيين.
ختاما اود ان اشير بجملة مختصرة، الى المراهنين على معسكر السلام الاسرائيلي، في هذه الظروف، إن رهانهم خاسر لا محالة.