آلاء مظهر

 

عمان- الغد- كشفت نتائج الاختبار التقييمي لطلبة الصف الثالث الأساسي، الذي أجرته وزارة التربية والتعليم في أيار (مايو) الماضي، عن تفوق واضح للإناث على الذكور.

واستهدف الاختبار، الذي اعلنت نتائجه الخميس، المدارس الحكومية في 45 مديرية للتربية والتعليم في المملكة، والمدارس الخاصة، ومدارس الثقافة العسكرية، ووكالة الغوث، وشمل مبحثي اللغة العربية والرياضيات من خلال  25 سؤالا من نوع اختيار من متعدد غطت جميع المحاور ونتاجات التعليم للصفوف. 

وأظهرت النتائج التي أعلنها وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة، خلال لقاء صحفي عقد الخميس الماضي أن متوسط اداء الطلبة في المملكة في اللغة العربية، 

بلغ 64 % و63 % في الرياضيات.

وقال محافظة ان النتائج تشير الى امتلاك الطلبة لمعظم المعارف والمهارات المطلوبة، وتحقيق النتاجات التعليمية في كلا المبحثين، "اي ان طلبتنا يقرؤون ويحسبون". 

وأضاف أن نتائج الامتحان "تؤكد ان التعليم الاساسي والثانوي والعالي لا يعاني من الانهيار، وان الوضع في النظام التعليمي مطمئن". 

وأكد محافظة أن الامتحان "تشخيصي هدفه تلافي اي ضعف في أداء الطلبة"، وأن أهميته لا تقل عن امتحان الثانوية العامة، مشيرا الى انه يقيس مدى تمكن الطلبة من المهارات القرائية والحسابية في نهاية المرحلة التعليمية الدنيا، والوقوف على نواحي القوة وفرص التحسين في حال ظهور أي خلل. 

وبين محافظة أن النتائج أظهرت أن هناك بعض المناطق الأقل حظا كالأغوار الشمالية والجنوبية "شهدت تحسنا ملحوظا في أداء طلبتا في القراءة والحساب، ولكنها في نفس الوقت، حملت مؤشرات تثير الانتباه وتتطلب من الوزارة العمل على هذه المناطق لمعالجة المشاكل التربوية لديها، وجذب المعلمين للمناطق الاقل حظا".

وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى دلالة 0.05 % بين متوسط اداء الطلبة الذكور في مبحثي الرياضيات والعربي، وبين متوسط أداء الإناث، حيث يميل الفرق لصالح الإناث. 

وأشار إلى أن دائرة الامتحانات في الوزارة "سترسل تقريرا مفصلا يتضمن نتائج الطلبة بهذا الاختبار التقييمي على مستوى مديريات التربية والتعليم والمدارس الى المديريات التربية كافة ليتسنى لها وضع الاجراءات المناسبة، وفق هذه النتائج، وسيتابع مشرفو المديريات وادارة الاختبار تلك الاجراءات".

وفي العرض التفصيلي لنتائج الاختبار، الذي قدمه المسؤول بادارة الامتحانات في الوزارة محمد كنانه، اوضح أن 147131 طالبا وطالبة شاركوا في الامتحان، منهم 73674 طالبا في امتحان اللغة العربية و73457 في الرياضيات. 

وركز اختبار اللغة العربية على قراءة نص قراءة سليمة، وفهم معاني مفرداته، ومحاكاة الاساليب والانماط اللغوية المقررة وكتابة القضايا الاملائية كتابة صحيحة، فيما ركز اختبار الرياضيات على تمثيل الاعداد وكتابتها وقراءتها ومقارنة الاعداد وتقريبها،  واجراء العمليات الحسابية على الاعداد واكمال النمط وتحديد وحدات القياس المختلفة وتمييز الاشكال الهندسية والمجسمات وجمع البيانات وتسجيلها وتنظيمها بجدول الاشارات والصور. 

وأظهرت نتائج اختبار اللغة العربية، بحسب كنانه، ان متوسط اداء الذكور كان اقل من الاناث، حيث كانت نسبة الاناث 65 % لمتوسط الاداء، فيما جاءت نسبة الاداء المتوسط للذكور 62 % في حين بلغ متوسط اداء الذكور بالرياضيات 62 % والاناث 64%. 

 وأوضح كنانه أن النسب تقع ضمن المستوى الثاني، الذي يشمل الطلبة الذين حصلوا على متوسط اداء من 50 بالمئة الى 75 بالمئة، ما يشير الى امتلاك الطلبة لمعظم المهارات والمعارف المطلوبة، وتحقيق النتاجات التعليمية، في حين تبين النتائج أيضا فاعلية البرامج والمشاريع التي تنفذها الوزارة لتحسين نوعية التعليم في الصفوف الأساسية الأولى. 

كما أظهر العرض التفصيلي حول متوسط الاداء على مستوى السلطة المشرفة (المدارس) تفوق التعليم الخاص والثقافة العسكرية ووكالة الغوث على المدارس الحكومية في مبحث اللغة العربية، حيث بلغت نسب أداء الطلبة بالمدارس الحكومية 60 %، وفي التعليم الخاص 78%، ومدارس الثقافة العسكرية 62 % ووكالة الغوث 67 %. 

وفي مبحث الرياضيات، جاءت نتائج اداء الطلبة حسب الاختبار بواقع 60 % في المدارس الحكومية، 76 % في التعليم الخاص، و58 % في الثقافة العسكرية، و66 % في مدارس وكالة الغوث. 

وتصدر إقليميا الوسط والشمال قائمة النتائج للإقاليم في مبحث اللغة العربية، بنسبة 64 %، فيما حقق إقليم الجنوب 58%، في حين تصدر إقليم الشمال نتائج الدراسة في مبحث الرياضيات بنسبة 64 %، تلاه الوسط بنسبة 63 % والجنوب 58%. 

 وحققت 32 مديرية للتربية والتعليم على مستوى المملكة اداء فوق المتوسط، منها 18 مديرية في الرياضيات و14 مديرية في اللغة العربية. 

وبين كنانه ان دراسة هذه النتائج اظهرت ان هناك فارقا بين اداء الذكور والاناث من طلبة الصف الثالث الاساسي وهذا مؤشر على ان الفجوة الجندرية بين الذكور والاناث موجودة منذ الصفوف المبكرة، وتتعمق هذه الفجوة في السنوات الدراسية اللاحقة، ويكمن ذلك جليا في نتائج الطلبة بالاختبارات الوطنية والدولية، وهذه الظاهرة تتطلب اجراء دراسات مكثفة للوقوف على اسبابها ومعالجتها.

واكد كنانه أن الوزارة تعتزم اجراء دراسة للوقوف على اسباب ارتفاع نسبة تحصيل الاناث عن الذكور، في ظل وجود فجوة واضحة ضمن الدلالات الاحصائية بين اداء الذكور والإناث.

كما اظهرت النتائج ايضا وفق كنانه عدم وجود فروقات رقمية كبيرة بين متوسطات الاداء في مبحثي اللغة العربية والرياضيات حسب السلطة المشرفة، ما يدل على فعالية البرامج والمشاريع التي نفذتها الوزارة بهدف تحسين تعلم الطلبة في الصفوف الدنيا بكافة مناطق المملكة، وعدالة توزيع هذه البرامج ضمن خطط الوزارة.

كما توصلت الدراسة الى عدم وجود فروقات رقمية كبيرة بين متوسطات الاداء في مبحثي اللغة العربية والرياضيات حسب الاقاليم، "ما يدل على العدالة في توزيع البرامج".