Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jun-2018

قراءة في كتاب – نافذة على فلسفة العصر - د. عميش يوسف عميش

 الراي- الكتاب من تأليف زكي نجيب محمود نشر وزارة الثقافة (مكتبة الاسرة الاردنية)، (2017) ،(235 (صفحة. كتب المقدمة الدكتور محمد الرمحيي يقول: سألني صديق بأننا نحن العرب هل نأبه بقوة الافكار، سألته لماذا هذا السؤال. قال وجدت افكاراً كثيرة تكتب وتنشر لا تؤثر في الواقع وتحركه ولا حلول لمشاكلنا، واحسب ان صديقي خلط بين عدم وجود حلول لمشكلاتنا وبين تأثير الافكار. وباعتقادي ان الافكار في وطننا العربي كما هي في الاوطان الاخرى لها تأثيرها، لكن لا يكون سريعاً وينتج بالتراكم البطيء ويحرك الناس لاحقاً ولو لم تكن الافكار قوة لما تابعنا التأليف والنشر والافكار الصالحة تنتشر اذا كانت علميةومنطقية والمتلقون لها على درجة الوعي ، والافكار السلبية معتمة ومتلقيها اقرب للجهل. الكاتب زكي انطلق من مصادر مخزون التراث واعتمد على عمق تفكير الفلاسفة العرب كأبن سينا وغيره وهي اسس هامة نسير عليها لبناء نهضة جديدة. لقد عرفنا زكي في السبعينات في جامعة الكويت – قسم الفلسفة والاجتماع واهتمامه العلمي، وظل يكتب بمجلة (العربي) حتى تجمعت مادة غزيرةفقررنا اصدارها في هذا الكتاب تكريماً له. الكتاب ثلاثة فصول:(1 (قضايا فلسفية: يعرض لوحة للمصور الاسباني (فرانسيسكو بيكون) (1746 – 1828 (في كتابة(احلام العقل) يصور رجلاً منهوك القوى جلس على كرسيه ماداً ساقيه على الارض، ورأسه مستوراً بذراعيه وحوله كائنات مخيفة ستفترسه. يقول هل رقد هذا الرجل رقدة النعاس ام غفا غفوة السارح بأحلامه. لكن هناك تأويل نقاد الفن (1 (تأويل المؤمن بالعقل وقدرته، (2 :(تأويل المرتاب بقدرة العقل فيرى لزاماً ان يستند العقل الى ما يتمناه الانسان من حياة علمية وعملية. فقد حلم بيكون بيوم يغير فيه الانسان معنى (العلم) الى معناه التطبيقي الجديد وليس اللفظي القديم،كقوة لتغيير البيئة وينجو من الخرافة والجهالة. (2 (لمسات من روح العصر: حدثني صاحبي كيف تشك في مسايرتنا لروح عصرنا التي امتلأت بالأجهزة فأجبته ذلك كله قشرة على السطح تقلقنا ولن تمس منا اللباب. فذلك موقف فيه غموض بالرؤية او نفاق ثقافي لا نرضاه. (3 (الانسان- كيف يواجه الطبيعة.

يقول: ماذا يكتب الكاتب العربي حيت تكون الثقافة القومية لها كيانها المتميز والمخالفة هي كيف تكون.
انها تلك هي المسايرة. ولا بد ان يجني الاختلاف بما يحفظ لثقافتنا العربية كيانها المتميز الفريد. كانت
المواجهة الاساسية العلاقة بين الانسان والطبيعة وظفرت بعناية فلاسفة الغرب في عصر النهضة الاوروبية.
اما الفيلسوف (ديكارت) فنذكر وقفته المشهورة (تميز بين الذات والطبيعة)– فالذات فكر خالص والطبيعة
امتداد خالص وكانت مقولته «انا افكر، اذن انا موجود» واراد (بالأنا) ان قوامها فكر وعقل. ثم جاء الفيلسوف
الانجليزي (جون لوك) (1632 – 1704 (عارض نظرية الحق الالهي والاختيار اساس المعرفة. ثم جاء الفيلسوف
الالماني (جورج ولهلمنهيقل)(1770 – 1831 (صاحب (المنطق الجدلي الهيقلي)ليجعل العالم معقولاً. اما علاقة
الانسان العربي بالطبيعة فهي مواجهته للطبيعة التي حوله وعلاقة الارادة بالعقل. اما الارادة فلها الاولوية
المطلقة والاخلاق هي محور المواجهة والعقل ودنياميتيةهو حجرالزاوية. (4 (منطق جديد لفكر جديد: لم
يكن تحليل الأشياء الى «ذرات» بالفكرة الجديدة فالفكرة قديمة قدم اليونانيون وفلاسفة العرب.والجديد فيما
استحدثه عصرنا هو «بناء الذرة كيف يكون» فالذرة في صورتها القديمة كانت (جوهراً) بلغة الفلاسفة وفي صورتها الجديدة (تاريخ) وبين هاتين الفكرتين يكمن الفرق العميق بين فكر قديم وجديد. وان كيان الشيء في تسلسل احداثه، وان دارس الفلسفة يعتبر المنطق استخراجا للصور الشكلية التي نظن ان تفكيرها العلمي يسير على نهجها. كان ارسطو (384 ق. م – 322 ق.م) اعظم فلاسفة اليونان واضع «المنطق» الذي ظل لعصور والجوهر اساس المنطق (الارسطي) ويقول: الا ان في عصرنا تفكيراً جديداً له منطق جديد فاما
قبلناهما بشجاعة او رضينا بالتخلف الفكري دون شكوى. (5 (تشابه الناس افة عصرنا: يتحدث عن عصر
الانسان الوسط (بروقرسطس) اي تشابه الحياة والثقافة، ثم تحول الثقافة المنقولة على الاجهزة: الاذاعة،
السينما، الطبعات الرخيصة، سلعة تباع وتشترى.
ثم الصراع المذهبي: التاريخ شهد رأيين اما ان ينتهي الصراع بخضوع احد الطرفين للأخر او ينتهي بتجميد الطرفين معاً. (الفصل الثاني): يتحدث عن فلاسفة معاصرون ذكرهم في كتابه (مقالات في العلم والفلسفة) وهم: (1 (الفيلسوف الانجليزي–الفردنورثهويتهد (1861 – 1947 (تربى تربية كلاسيكية (يونانية ولاتينية) والف اهم كتاب (العلم والعالم الحديث) درس في كمبردج وعين في جامعة لندن عميداً للعلوم عاش في حياته الفكرية مراحل ثلاث: (1 (الرياضة والمنطقالرياضي. (2 (فلسفة العلوم الطبيعية. (3 (انتقاله الى هارفرد استاذاً للفلسفة وهي مرحلة ميتافيزيقية جاوز
فيها العلم الى وراء حدوده من اصول فلسفية. (2 (الفيلسوف الالماني (ارنستكاسيرو)(1874 – 1945 (درس
القانون في برلين. ثم انصرف للفلسفة والادب. كتب 3 مجلدات في الفلسفة. ثم رحل لأمريكا والف مجلداً
رابعاً.
قال عنه الفلاسفة « انه بين فلاسفة عصرنا الذي ضمن للإنسان هذه الوصية المتكاملة بعد ان تجزأت
على ايدي سواه اشلاءً متناثرة. (3 (الفيلسوف الانجليزي بيرتراندراسل (1970 – 1984 (اهتم بالتحليل الفلسفي لكل مفاهيم الثقافة واهتم بمفاهيم الرياضة في كتابه (حول الرياضة).(4 (الفيلسوف الاميركي (تشارلز بيرس) (1839 – 1914 (اول فيلسوف جاءبفكر جديد يبلور فيه الحياة العقلية كما تمثلت في اميركا وهو الذي خلق الفلسفة البرجماتية (القاعدة المنطقية) –(الفلسفة العلمية التطبيقية) (Pragmatus) .(الفصل الثالث) اشكاليات تواجه الفكر العربي المعاصر ويتحدث هنا عن التوازن يكون بين مقومات متباينة في قوام الانسان
وعن ازمة العقل في حياتنا. يقول ان التصنيف الافلاطوني القديم لهذه المقومات ثلاثة: (شهوات البطن
وعواطف القلب وحكمة الراي). ثم يتحدث عن العقل في تراثنا العربي، ثم موقعنا في الفلسفة المعاصرة
ونحو ثقافة عربية معاصرة ودفاع عربي مشترك من فكر قديم الى فكر جديد. ويقول: اما ان الامة العربية لا
تكون عربية الا اذا لحقت بثقافتها بصفات تبرر هذه التسمية المميزة ولا تكون مبررة الا اذا كانت هناك حلقة
مفقودة بين العربي اليوم والامس.
يقول كان للعقل اعظم القيمة عند اسلافنا فذلك ما ينبغي ان يكون له بين المعاصرين ولنقل ان الامة العربية واحدة تاريخها الفكري موصول بين الاولين والاخرين. ويتحدث (نحو ثقافة عربية معاصرة) ويقارن هنا ثقافتنا العربية بالفرنسية والانجليزية ويقارن الفن الاسلامي بفنون سائر الامم.
ويختم بقوله:ايجوز بعد كل ذلك ما قلت ان يسمع سامع عن العصر الراهن انه منشغل بفكرة الحرية الانسانية وتحليلها وتحديدها فيقفز ليقول هذه فكرة وضعنا لها اصولها وفروعها منذ قرون من الزمان.
اني لأقولها صريحة واضحة: اما ان نعيش عصرنا بفكره ومشكلاته واما ان نرفضه وتوصد دونه الأبواب لنعيش تراثنا. نحن في ذلك احراراً لكننا لا نملك الحرية في ان نوحد بين الفكرين.