Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jan-2019

جحر الفئران السیاسي - ابراھام دیسكن
اسرائیل ھیوم
 
الغد- قبل عقدین تقریبا قمت بنشر كراسة صغیرة تصف حیاة تجمع في إیران خلال الأسبوع الأخیر
من حیاتھ. في ھذا الوقت تذكرت مرة اخرى تلك الحبكة.
ھذه كانت كلمات المقدمة لكتاب ”في السفینة الغارقة“: ”في زاویة الجحر حدثت ضجة كبیرة.
من خلف الأصوات الزاعقة ظھر صوت ضعیف لأنین احتضار. فأر بلون أسود (القائد) الذي شاب وجھھ وذیلھ، كانت تتملكھ ارتعاشات أخیرة. عدد كبیر من الفئران السوداء مع الفرو اللامع والذیل الطویل والجمیل، اجتمعوا في الزاویة الاخرى في القاعة الكبیرة. وقد أجروا نقاشا متحمسا مع فأرة شابة مع شعر رمادي، التي بدأت كلامھا مرة تلو الاخرى بكلمات ”ھناك ثلاثة اسباب“.
لقد منعت من تجاوز أكثر من ھذه الكلمات في الحدیث. الأصوات العالیة التي احاطت بھا فرضت علیھا المرة تلو الاخرى العودة إلى بدایة الكلمات الحكیمة حسب رأیھا. احیانا كانت تسمع في البدایة صرخة صغیرة وغیر مھذبة. لقد حاولت ابتلاعھا بقدر الامكان، لكن الألم الناتج عن العض المتواصل لذیلھا، منعھا للأسف الشدید من التصرف بطریقة أفضل“.
الفصل الأول ینتھي بالكلمات التالیة: ”شمس ربیعیة دفأت الممر الصغیر قرب مدخل الجحر. قط كبیر، شعره احمر ولھ أنیاب طویلة بیضاء، تمدد بسعادة وتمتم باستمتاع وغنى. الصراخ الضعیف الذي انطلق من الفتحة أمتعھ. من تجربتھ الغنیة التي تبرز جیدا من بطنھ المستدیرة، عرف أن طعم قصر النظر، الانانیة والقبلیة – سواء الرمادیة أو السوداء – أحلى من اللبن مع العسل.
لقد حظیت بتقدیم الكراسة المذكورة ھدیة لسیاسي كبیر بعد بضع سنوات على كتابتھا. وقد تفحص باھتمام الصفحات الاولى. فجأة انفجر بضحكة كبیرة لم تتوقف. وعندما ھدأ تفوه بكلمتین. ”كنت ھناك“، قال. ھل حقا الحدیث یدور عن روایة خیالیة؟ 12 رئیس حكومة كان لإسرائیل حتى الآن: دافید بن غوریون، موشیھ شریت، لیفي اشكول، غولدا مئیر، یتسحاق رابین، مناحیم بیغین، یتسحاق شمیر، شمعون بیرس، إیھود باراك، اریئیل شارون، إیھود اولمرت وبنیامین نتنیاھو.
رئیس حكومة واحد قتل، آخر مات بتفطر القلب، الآخرون أنھوا حیاتھم السیاسیة باستیاء، بنیامین نتنیاھو لم ینھ ولایتھ بعد، وحسب الاستطلاعات ھناك احتمال كبیر بأن یشكل حكومتھ الخامسة بعد الانتخابات. في ھذه الاثناء یبدو أن نتنیاھو یؤدي عملھ بتصمیم في كل الساحات، لكن لا شك أن اصدقاءه واعداءه یغرسون اسنانھم الحادة في جسده.
السیاسي الذي تحدثت عنھ آنفا ھو عضو من حزب العمل. وبعد اعترافھ بأنھ ”كان ھناك“ أضاف قائلا ”أیضا افضل الناس یتحولون إلى حیوانات مفترسة من اللحظة التي تطأ فیھا اقدامھم جحر الفئران السیاسي“. أنا اذكر جیدا ھذه الاقوال عند انتخاب أي زعیم جدید لحزب العمل. بن غوریون الذي أسس مباي في 1930 كان ھو الوحید من بین اعضاء الكنیست من مباي واغودات ھعفودا ورافي، الذي لا یعتبر من مؤسسي حزب العمل في 1968 .التغییرات في قیادة الحزب منذ ذلك الحین وحتى الآن ھي مدھشة في تواترھا. الآن یتم غرس السكین في ظھر آفي غباي.
قصة جحر الفئران تنتھي بالضیاع الشامل. یا لیت لو أن مصیر إسرائیل المقسمة والمتصارعة فیما بینھا یكون مختلفا.