Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-May-2017

الإعلام القطري يؤكد ما ينفيه نظامه.. تغطية هجوم المنيا نموذجًا

الماكينة الإعلامية القطرية عممت 4 رسائل تقول إن الإرهاب في مصر عملية متبادلة بين النظام ومعارضيه

 
إرم نيوز - متابعات - 
في الوقت الذي تواصل قطر نفي القناعات والشواهد حول رعايتها للإرهاب إعلاميًا وماليًا، جاء الحادث الإرهابي الذي استهدف حافلة الأطفال الأقباط عند “دير الأنبا صموئيل” في محافظة المنيا بجنوب مصر، يوم الجمعة، لينقض الدعاوى السياسية القطرية، وليؤكد أن الرعاية الإعلامية التي تكرسها الدوحة للإخوان المسلمين وللنهج الإرهابي، هي وظيفة كيانية يستخدمها  النظام القطري لإدامة تمرير رسائل اختراقية للدول والمجتمعات العربية.
 
وعممت ماكينة الإعلام القطري، التي تضم 25 منبرًا إعلاميًا، ما بين قنوات فضائية ومواقع إخبارية، مجموعة رسائل سياسية ونفسية رئيسية في تغطيتها الكثيفة للحادث الإرهابي، الذي ردت عليه القاهرة بغارة سريعة على مواقع إرهابية رئيسية في درنة الليبية القريبة من الحدود المصرية.
 
وصف الحادث الإرهابي بأنه عنف مضاد لعنف النظام
 
الرسالة الأولى التي جرى تمريرها ضمن الخبر الرئيسي المتحرك، والروابط الإخبارية المصاحبة له، هي محاولة تعميم الانطباع بأن حادث المنيا يندرج في سياقات الإرهاب المتبادل بين ما يصفه الإعلام القطري بأنه النظام الانقلابي، وبين تنظيمات ترد على عنف النظام بعنف مقابل.
 
يعطي انطباعًا بأن للنظام المصري مصلحة في إرعاب الأقباط
 
رسالة أخرى جرى تمريرها من خلال برنامجين إخباريين تولتهما “الجزيرة مباشر” واستنطقت فيهما قيادات من الإخوان المسلمين، إلى جانب محللين آخرين، بدعوى الرأي والرأي الآخر، ففي الشريطين اللذين جرى رفعهما على موقع “يوتيوب”، مررت “الجزيرة” رسالة سبق واستخدمها الإخوان المسلمون في معظم منابرهم الإعلامية تقول: إن النظام المصري حريص على أخذ الأقباط “رهينة مرعوبة” لدعمه، وإنه يستخدم هذه العمليات الدامية من أجل إدامة “المناكفات السياسية” وإلهاء الشعب المصري عن مشاكله المعيشية والاقتصادية.
 
وثمة رسالة أخرى حاولت ماكينة الإعلام القطرية تعميمها، وهي أن النظام المصري الذي وصفته بأنه “يستقوي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبنتائج قمم الرياض”، فشل في التعامل مع حادث المنيا، كما كان عشوائيًا في ضرباته الجوية لخلية درنة الإرهابية في شرق ليبيا.
 
كما ألحقت ذلك بتشييع تحليل يقول إن تنظيم داعش أصبح على مشارف إقامة ولاية له في صعيد مصر إضافة لولاية سيناء.
 
يصف مصر بأنها أرض محروقة
 
كان لافتًا في تغطيات قناة “الجزيرة”، للخبر المتحرك عن جريمة استهداف شاحنة الأطفال المسيحيين، حجم التقارير الإخبارية المصاحبة للخبر على الموقع الإلكتروني والتي تفرض نفسها على القارئ، وفيها  تستحضر “الجزيرة ” تقارير سابقة  لها تصف مصر بأنها “أرض محروقة”، وكذلك تستذكر أن النائب العام المصري أحال يوم 16 مايو/ أيار الجاري، 16 شخصًا إلى محكمة الجنايات بتهمة تشكيل خلية إرهابية تسمى ولاية الصعيد.
 
كذلك كررت “الجزيرة” خبرًا يقول إن “السفارة الأمريكية طلبت من رعاياها، يوم الخميس، توخي الحذر، واتباع الممارسات الأمنية في تحذير السفر إلى مصر، وذلك لتعميق الانطباع بتقصير النظام المصري أو تواطؤه”.
 
كما أفاضت “الجزيرة” في نشر صور من حوادث سابقة لتعميم مشاعر الحزن البائس لدى المشاهدين، في حين تعلن أنها تغطية إخبارية حية عن حادث حافلة المنيا، واستقبال الأهالي للجثث والمصابين.
 
تروج تقارير قناة “مكملين ” الإخوانية
 
أرفقت “الجزيرة مباشر” في تغطيتها الخبرية فيديو عن قناة “مكملين” التي تدار من الإخوان المسلمين، يعرض ما يصفه بأنه شريط عن “الجيش المصري” وهو يصفي عددًا من شباب سيناء عقب اعتقالهم، وذلك من أجل ترسيخ الانطباع المصنّع الذي يستهدف القول بأن ما يحصل في مصر هو إرهاب متبادل بين النظام ومعارضين.
 
استنطاق وزير سابق في حكومة الإخوان
 
 هذا الانطباع نفسه الذي جرى تسريبه في التغطيات الخبرية المتحركة، جرى تمريره بوضوح في برنامج “ما وراء الخبر” المسائي بالجزيرة، على لسان وزير الشؤون القانونية (الإخواني) في حكومة محمد مرسي، الدكتور محمد محسوب، الموجود في باريس.
 
وقد منح البرنامج وقتًا مطولًا للوزير الإخواني، محمد محسوب، وهو يعرض ما أسماه “توحش النظام الانقلابي” في مصر، وما زعم أنه مصلحة للنظام المصري في أن يجد الأقباط أنفسهم “رهينة للنظام والأمن”، ليصل في النهاية إلى نظرية الإخوان القديمة التي تقول إن “النظام المصري يتستر على كل العمليات الدامية السبع التي استهدفت الأقباط لأنها تخدم النظام وله مصلحة بإدامتها”، حسب قوله.
 
طريقة متناقضة لتغطية قصف إرهابيي درنة
 
وفي تغطيتها لقصف مصر للقاعدة التي تشكل المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة في شرق ليبيا، وزعت ماكينة الإعلام القطري رسائلها ما بين الجزيرة والمواقع الإخبارية الممولة من الدوحة والتي تبث من لندن.
 
واستضافت قناة “الجزيرة” قادة “مجلس شورى مجاهدي درنة” مباشرة بعد الإعلان المصري عن قصفهم، ونقلت تصريحات مباشرة منسوبة للمتحدث الرسمي باسمهم، وفي ذلك استهدفت تسييل الموقف المصري وتبخيسه.
 
وقدمت “الجزيرة” تحقيقًا خاصًا عن كيفية سيطرة تنظيم داعش على مدينتي درنة وسرت الليبيتين، وفي الوقت نفسه كان موقع “عربي 21” الممول من الدوحة، ينشر تقريرًا بعنوان “مصدر ليبي يكشف حقيقة القصف المصري لدرنة”، وفيه يزعم أن القصف كان عشوائيًا، لم يسقط فيه ضحايا، وأن أحدًا في شرق ليبيا لم يشاهد الطائرات المصرية لأنها كانت تطير على علو مرتفع جدًا، وأنها كانت على عجلة من أمرها، حيث أسقطت الصواريخ في أرض فضاء.
 
وانتهى تقرير “عربي 21” القطرية  إلى ما يناقض ما عممته “الجزيرة” القطرية، حيث كان واضحًا أن كلًا منهما تتبع لإدارة مختلفة عن الأخرى، فقناة “الجزيرة” وثقت لسيطرة داعش على درنة بتقرير قالت إنه انفرادي، في حين قال الموقع الإخباري القطري من لندن: إن “مجلس شورى المجاهدين معادٍ لداعش وسبق له أن قاد عدة عمليات عسكرية ضدها”.