Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Sep-2017

الصفدي: الهدنة بالجنوب السوري هي الأنجح وتمثل جزءا من الحل الشامل

 الأردن وروسيا يدعوان لإيجاد أفق سياسي لحل سلمي للقضية الفلسطينية.. وتوافقات حول الأزمة السورية

 
زايد الدخيل        
عمان - الغد- وصف وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الهدنة بين الأطراف المتصارعة في الجنوب السوري برعاية الأردن وروسيا وأميركا، بأنها "الأنجح مقارنة مع اتفاقات سابقة"، مشيرا إلى أن "الأردن ينظر إليها كجزء من الحل الشامل في جميع أنحاء سورية".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك للصفدي ونظيره الروسي سيرجي لافروف في عمان أمس، والذي أكد فيه الطرفان استحالة الحل العسكري للأزمة السورية، مشددين على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي يقبله السوريون.
كما أكد الوزيران مواصلة المحادثات الثلاثية مع الجانب الأميركي للوصول إلى إنشاء مناطق "خفض التصعيد" في الجنوب السوري.  
وأكدا حرص البلدين على تطوير العلاقات الثنائية المتنامية بشكل مستمر بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 
وشدد الوزيران، خلال اجتماع عقداه في مبنى وزارة الخارجية قبيل المؤتمر الصحفي، على استمرار التعاون في الجهود المستهدفة حل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن واستقرار الإقليمين. 
وتناولت المباحثات جهود إيجاد أفق سياسي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمحادثات الأردنية الروسية الأميركية التي تستضيفها عمان لإقامة منطقة خفض للتصعيد في الجنوب السوري خطوة على طريق تحقيق وقف شامل للقتال في سورية والتوصل لحل سياسي للأزمة، بالإضافة إلى الحرب على الإرهاب والأوضاع في ليبيا واليمن.
وقال الصفدي إن "الأردن يتعامل مع الملف السوري بما يضمن مصالحه، وأهمها أن تكون حدودنا آمنة"، مبينا، ردا على سؤال حول امكانية اعادة فتح الحدود الاردنية السورية، أن الأردن "يدرس المتغيرات على الأرض، وإذا كانت التطورات تسمح ببدء نقاش مع الأطراف السورية لفتح الحدود مع ضمان استقرار الأردن فبالإمكان تحقيق ذلك".
وأوضح في السياق "نحن نتعامل مع الموضوع السوري بما يحقق مصلحتنا الوطنية الأردنية، وإذا كانت الظروف تتيح البدء بهذا النقاش وبما يضمن المصلحة الوطنية الأردنية وبما يساعد الشعب السوري الشقيق، فنحن موقفنا مستند إلى رؤيتنا الواضحة التي تريد الأمن والاستقرار وتريد كل ما يسهم في حماية أمننا واستقرارنا كمملكة أردنية هاشمية وبما يسهم أيضا في إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية".
وشدد على رفض الأردن "لوجود أي مليشيات طائفية أو مذهبية مثل "داعش" أو "النصرة" أو غيرهما على حدوده"، معبرا عن دعم الأردن لكل جهد يرمي إلى وقف إطلاق النار في سورية ووقف نزيف الدم.
وأكد أن المملكة تريد حلا سياسيا في سورية "يضمن تماسك البلاد ووحدتها الترابية واستقلال قرارها، وخلوها من المنظمات الإرهابية والمليشيات المذهبية والطائفية".
وردا على سؤال، قال الصفدي إن المملكة تقارب الوضع في سورية بما يحقق "مصالحنا الوطنية الاردنية بتعرفيها الشامل، والمصلحة الوطنية الاردنية تقتضي مجموعة أمور اولها ان تكون حدودنا أمنة، وهذا يعني أن لا يكون هناك وجود لداعش والنصرة أو أي مليشيات أخرى أو طائفية على هذه الحدود. نحن نريد لكل القوات الطائفية أن تخرج من سورية، نريد لسورية ان تعود دولة آمنة مستقرة مستقلة تملك السيادة وتملك قرار نفسها وتحقق الأمن والأمان لشعب السوري الشقيق".
وأكد أهمية المباحثات الأردنية الروسية حول الأزمة السورية، لكونها "أنتجت اتفاقا لوقف إطلاق النار خاصة في جنوب سورية"، مشيرا إلى أن "خفض التصعيد سيكون قريباً، في ضوء المباحثات الثلاثية الأردنية الروسية الأميركية".
واعتبر الصفدي وقف القتال على جميع الأراضي السورية "أولوية يجب بذل كل جهد ممكن لتحقيقها كخطوة نحو إيجاد الحل السياسي المرتكز إلى مخرجات "جنيف 1" وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 والذي يؤدي إلى واقع سياسي يقبله الشعب السوري الشقيق". 
وأشار الصفدي إلى أهمية محادثات أستانا التي تشارك فيها المملكة بصفة مراقب، للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار يمهد لتحقيق الزخم المطلوب، يليه إيجاد اتفاق سياسي في إطار مفاوضات جنيف.
وزاد "أننا نرى الى الاستانة جهدا يستهدف تحقيق وقف لاطلاق النار وايجاد بيئة مناسبة تاخدنا إلى حل سياسي على اساس قرار جنيف 1 وقرار 2254 لأن الحل يجب أن يكون سياسيا ويجب أن يستند إلى ما توافقنا عليه كمجتمع دولي ويجب أن يحقق أولا وآخرا قبول الشعب السوري الشقيق".
وأكد أن التوصل إلى حل سياسي "يتطلب انخراطا وتنسيقا أميركيا روسيا ينتج خطوات عملية وفاعلة نحو تحقيق هذا الحل". 
من جهته، قال لافروف فيما يتلعق بالملف السوري إن لروسيا والأردن "مواقف مشتركة لضرورة وضع حد فوري لسفك الدم وايجاد حلول للقضايا الانسانية وقبل كل شيء إطلاق العملية الحقيقية للتسوية وفقا لقرارات الأمم المتحدة".
وأضاف لافروف أنه "لدينا موقف مشترك أيضا من ضرورة تنفيذ مطالب مجلس الأمن حول احترام السيادة وسلامة الاراضي السورية ومنح السوريين بانفسهم الفرصة لتحديد مصير بلادهم".  
واعتبر لافروف ان "أطرافا في المعارضة السورية تحاول حماية تنظيم "النصرة"، وهذا أمر مرفوض من قبلنا، وإن الولايات المتحدة كانت تحاول حمايته لنقص المعلومات لديها عنه"، لافتاً إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب السوري الذي صمد لغاية الآن برعاية روسيا والأردن والولايات المتحدة، والذي دخل حيز التنفيذ في تموز (يوليو) الماضي هو الأنجح بين الاتفاقات التي نفذت في السابق".
وشدد لافروف على أن موسكو "لا تتعاون في سورية إلا مع السلطة الشرعية فيها وهي النظام السوري برئاسة الرئيس السوري بشار الأسد"، معتبراً  أن "قضية الشرق الأوسط هي الأزمة الأقدم في المنطقة والعالم التي يستفيد منها البعض في تقويض أمن المنطقة".
وقال إن "عمل بلاده في سورية يأتي بالتعاون مع السلطة الشرعية فيها، وبأن أميركا كانت تنقصها القدرة على التنسيق بين "النصرة" والمعارضة، وهناك غموض تجاه "النصرة"". 
وفي الشأن الفلسطيني حذر الصفدي ولافروف من "الجمود السياسي" الذي قالا إنه "يهدد المنطقة برمتها"، مشيرين إلى أن المنطقة "ستبقى رهينة للتوتر، وإذا أردنا محاربة الإرهاب فيجب حل كل مشاكل المنطقة، بما فيها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سلميا".
وشدد الصفدي على ضرورة أن توقف إسرائيل إجراءاتها الأحادية التي تقوض حل الدولتين، وكذلك وقف الإجراءات التي تهدد الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات في القدس المحتلة.
وأشار الصفدي الى ان المحادثات مع لافروف شملت أيضا عددا من القضايا الإقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية التي "نعتقد نحن في الاردن بأنها القضية المركزية". وأوضح "اعتقد أن الأردن وروسيا متفقان على ضروره التقدم نحو ايجاد حل سلمي لهذه القضيه على اساس حل الدولتين."
وأكد الوزيران ضرورة إيجاد أفق سياسي للتقدم نحو حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، والذي يضمن الحرية والدولة للفلسطينيين، والأمن لإسرائيل. 
وشدد الصفدي على أن الاردن "حذّر ويحذّر من تبعات استمرار الجمود السياسي، لان تكرّس بيئة اليأس و غياب الافق السياسي لايخدم الا التطرف و لن يؤدي الا الى المزيد من التوتر الذي يهدد المنطقة وامنها".
وأكد على أهمية إيجاد الظروف الكفيلة باطلاق جهد سياسي حقيقي لتحقيق حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام جنبا إلى جنب دولة إسرائيل. وحذر أنه "بغير ذلك ستبقى المنطقة رهينة للتوتر، وستبقى رهينة لتفجّر العنف، وهذه حال تهددنا جميعا. وإذا ما أردنا ان ننتصر في حربنا على الارهاب يجب ان نتمكن من حل جميع أزمات المنطقة."
وذكّر الصفدي أن جلالة الملك يتحدث دائما عن منهج شمولي للتعامل مع الإرهاب، "شمولي بالمعنى الجغرافي، أي أن نحارب الإرهاب أينما كان في العراق وسورية وفي ليبيا وفي غير ذلك من المناطق التي يحاول أن يتمركز فيها، ومحاربته ايضا على الجبهات الفكرية والثقافية، واساس في ذلك هو إنهاء الازمات وجذور التوتر التي يعتاش عليها الارهاب ومحاربة اليأس الذي يعتاش عليه الارهابيون." 
فيما قال لافروف، في هذا السياق، ان روسيا قلقة من المأزق الذي يواجه العملية السلمية في الشرق الأوسط. ولفت إلى أن غياب آفاق الحل لأقدم أزمة في المنطقة يفيد أولئك الذين يريدون تقويض الإستقرار في هذه المنطقة الهامة. وأضاف "اتفقنا على استمرار جهود استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وفقا للقرارات الأممية والمبادرة العربية للسلام التي دعمها كل المجتمع الدولي".
وثمن لافروف الدور الذي تقوم به المملكة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام ومحاربة الإرهاب، والذي اتفق الوزيران على أهمية تكاتف جميع الجهود من أجل القضاء عليه، بوصفه خطرا مشتركا على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وبخصوص ملف اللجوء السوري، قال الصفدي إنه "يشكل ضغطا علينا بسبب وجود 1.3 مليون سوري لاجئ في المملكة"، مضيفاً "أننا نريد لسورية أن تستعيد استقرارها، مع تأكيدنا على حق الشعب السوري أن يعيش آمنا على أرضه".
وحول حجم التبادل التجاري، عبر لافروف عن أسفه من تقلصه، آملا أن يزداد في الفترة المقبلة.
كما ثمن لافروف للأردن عنايته الخاصة والتسهيلات المقدمة للحجاج الروس إلى الأراضي المقدسة والآثار المسيحية في الأردن.
zayed.aldakheel@alghad.jo