Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jan-2020

بغداد.. محتجون يطالبون بإبعاد العراق عن الصراع الأمريكي الإيراني

 بغداد  - ساد القلق وسط جموع المحتجين العراقيين في ساحة «التحرير» وسط العاصمة بغداد، الجمعة، إثر مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وسط مطالبات بإبعاد العراق عن الصراع الأمريكي الإيراني.

وقتل سليماني إلى جانب أبو مهدي المهندس القيادي البارز في فصائل «الحشد الشعبي» العراقي أحد أبرز المقربين من طهران، في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد بعد منتصف ليل الخميس.
وعلى مدى الأسابيع الماضية، ندد المحتجون العراقيون بنفوذ إيران المتصاعد في العراق ورعايتها للأحزاب العراقية المتهمة بالفساد والتي تحكم البلاد منذ إسقاط النظام السابق عام 2003.
وكان سليماني على رأس الأشخاص الذي هتف المتظاهرون العراقيون ضدهم، واعتبر الكثير من المحتجين بأنه هو من كان يحكم العراق عبر أحزاب نافذة يتحكم بقرارها.
وقال خلدون قصير، وهو ناشط في احتجاجات بغداد، للأناضول، إن «ما حصل اليوم كان نتيجة طبيعية لسياسة الأحزاب الحاكمة التي جعلت من العراق ساحة خلفية لإيران». وأضاف قصير أن «الاحتجاجات تنادي منذ ثلاثة أشهر بإخراج العراق من تحت أجنحة إيران وجعله بلداً مستقلاً ذات سيادة، لا يتحكم به الآخرون بل العراقيون يديرونه بأنفسهم».
وتابع بالقول، إن «على إيران وأمريكا التقاتل فيما بينهما خارج العراق. ونحن سنواصل الاحتجاج لحين استعادة قرار بلدنا».
ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضد الحكومة والنخبة السياسية الحاكمة، تخللتها أعمال عنف خلفت 499 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادًا إلى مصادر حقوقية رسمية وأخرى طبية وأمنية.
والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل «الحشد الشعبي» لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد. لكن «الحشد الشعبي» ينفي أي دور له في قتل المحتجين.
وقال محي الدين، وهو متظاهر آخر طلب نشر اسمه الأول فقط خشية استهدافه من قبل الفصائل الموالية لإيران، إن «مقتل سليماني أثار الارتياح بين صفوف المحتجين، لكن يخشون التعبير عن فرحتهم خوفاً من الفصائل الموالية لإيران».
وأضاف محي الدين، إن «سليماني هو المسؤول عن مقتل المئات من المحتجين العراقيين من خلال وكلائها من الفصائل العراقية الموالية لها».
وأردف بالقول، «الكل يعلم بأن سليماني كان يدير الوضع في العراق، وخاصة في مرحلة الاحتجاجات، حيث كان يجتمع مع قادة الأمن وقادة الفصائل ويعطيهم التعليمات كما نشر القناصة وفرق الاغتيال في أرجاء البلاد لترهيب الناشطين».
ويرى محي الدين، أن جعل العراق ساحة للنزاع بين الولايات المتحدة وإيران ستترك نتائج مدمرة على مستوى البلاد. من جانبه، قال زميله طارق المحيميد للأناضول، إن العراق لن يتحمل مزيداً من النزاعات، لذلك على الجميع التزام الهدوء وعدم التصعيد.
وتابع المحيميد بالقول، إن على واشنطن وطهران حل مشاكلهما بعيداً عن ساحة العراق.
وانتشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر العشرات من المحتجين يرقصون فرحاً بمقتل سليماني.
ويعتقد المتظاهر المحيميد أن المتظاهرين يخشون ردود فعل انتقامية من قبل الفصائل الموالية لإيران، حيث ينظرون للاحتجاجات على إنها «مؤامرة أمريكية - إسرائيلية». ويمثل مقتل سليماني والمهندس تصعيداً كبيراً بعد أعمال عنف رافقت تظاهرات أمام السفارة الأمريكية في بغداد يومي الثلاثاء والأربعاء، احتجاجاً على قصف الولايات الأمريكية لكتائب «حزب الله» العراقي المقرب من إيران، الأحد، ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلاً وإصابة 48 اخرين بجروح في محافظة الانبار غربي العراق.
وقالت واشنطن إن قتل سليماني يأتي في «إطار الدفاع عن النفس» وإن الأخير كان يخطط لشن هجمات على مصالح أمريكية في المنطقة.
ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية العراقية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنودا ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.
ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتين لبغداد، وسط مخاوف من تحول العراق إلى ساحة صراع بين الدولتين. وينتشر نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.وكالات