Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Nov-2019

محو الكراهية من احتجاجات هونج كونج

 الدستور-افتتاحية - «كرستيان سيانس مونيتور»

أسفرت عدة أشهر من المظاهرات إلى كراهية شديدة بين المحتجين والشرطة. السبيل الوحيد للتخلص منها هو الاستماع إلى أولئك الذين قهروا مثل هذه الكراهية. فمن بين جميع حركات الاحتجاج في أنحاء العالم هذا العام، تعد الحركة في هونغ كونغ الآن الأطول والأكثر عنفا على نحو متزايد. قد تكون أيضا الأكثر امتلاء بالكراهية. اذ حول العديد من رجال الشرطة والمتظاهرين صدام القيم حول حكم هونغ كونغ إلى كارثة من الألفاظ النابية والغضب تجاه بعضهم البعض.
هذا أمر غريب لأن الاحتجاجات بدأت في شهر حزيران لحماية سيادة القانون في الأراضي الصينية من أحد أنواع العدالة التعسفية والشخصية للحزب الشيوعي الحاكم في البر الرئيسي. وأصبحت شرطة هونغ كونغ، التي كانت تعتبر ذات يوم خيرة أجهزة الشرطة في آسيا، وحشية وعشوائية تجاه المتظاهرين السلميين إلى حد كبير. اذ أطلق افرادها النار على متظاهر واحد غير مسلح على الأقل، على سبيل المثال، أثناء قيادة دراجة نارية في حشد من الناس. وقد شجعت اساليبهم الأكثر تشددا جناحًا راديكاليًا من المتظاهرين على مضايقة الشرطة وعائلاتهم، وإلقاء القنابل الحارقة أثناء المواجهات في الشوارع. من جهة أخرى، كثر التنابز بالألقاب. فقد وصفت الرئيسة التنفيذية للأراضي، كاري لام، المتظاهرين بأنهم «أعداء الشعب».
قد يبدو أن أهم الخطوات العملية لإنهاء هذه الكراهية والعنف ستكون أن تقوم السيدة لام بالتحقيق السريع والموثوق في انتهاكات الشرطة ومنح العفو للمتظاهرين غير العنيفين. وبما أن حكام الصين هم المسؤولون إلى حد كبير عن هونغ كونغ الآن، فمن غير المرجح أن يحدث هذا. فلا يمكن للحزب الشيوعي أن يبدو ضعيفًا خوفًا من شعبه. لذلك، يجب على المحتجين أنفسهم أن ينهوا كرههم تجاه الشرطة لوقف تجريد كلا الطرفين من الإنسانية.
ينبغي أن يستمعوا إلى إدوارد ليونج، الزعيم المؤيد للديمقراطية الذي ألهم معظم هذه المظاهرات الأخيرة. اذ أصبح شعاره، «استعادة هونغ كونغ، ثورة عصرنا»، العبارة الأكثر هتافا على نطاق واسع خلال الاحتجاجات. وهو في السجن يقضي عقوبة حبس لمدة ست سنوات لدوره في شجار في الشارع مع الشرطة. لم يعتذر عن الحادث فحسب، بل إنه اعترف بأنه «لا يمكنه كبح غضبه». إنه يحظى بالإعجاب لرضاه عن قضاء مدة الحبس بالسجن فضلاً عن صدقه. في شهر تموز، أرسل السيد ليونج رسالة من السجن مفادها أنه لا ينبغي للمتظاهرين اللجوء إلى الكراهية الشخصية للشرطة وغيرهم. اذ كتب قائلا: «أنا أدعوكم بشدة إلى عدم الإذعان لصوت الكراهية - يجب أن يظل المرء متيقظًا دائمًا وأن يفكر عندما يكون في خطر».
مثله مثل مقاتلي الحرية المشهورين الذين قضوا بعض الوقت في السجن، مثل نيلسون مانديلا ومارتن لوثر كينج جونيور، ربما يعلم السيد ليونج أن الكراهية في القلب لا يمكنها الفوز في معركة حول الأفكار في المجال العام. الصين خصم هائل، لكن حتى قادتها أظهروا بعض ضبط النفس في مواجهة أعداد المحتجين في هونغ كونغ وتأثيرهم على الرأي العام العالمي. يقف المتظاهرون نصرة لما يحبونه - مثل الاقتراع العام والاستقلال القضائي. فما علاقة الكراهية بذلك؟