Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jun-2017

اليوم التالي لهزيمة داعش الإرهابي .. - فيصل ملكاوي
 
الراي - تحقق الضربات العسكرية تقدما ملحوظا في طريق هزيمة داعش الارهابي وكل أوجه الإرهاب ، وتتقلص بشكل كبير سيطرة هذا التنظيم المجرم على مساحات الارض الواسعة التي استولى عليها في كل من العراق وسوريا في العام 2014 وبالتالي فقدانه الموارد ولوجستيات كثيرة اعتمد عليها في جرائمه خلال الفترة الماضية والاهم تحرير الارض والبشر من براثن التنظيم الظلامي .
 
وفي هذه الايام فان سيطرة داعش الإرهابي على الارض في نهايتها في العراق مع اقتراب حسم معركة الموصل ، ومع العد التنازلي لطي الصفحة الاخيرة لهذا التنظيم البشع في سوريا بمعركة الرقة ، تمهيدا لسحق التنظيم الارهابي في اخر معاقله ، ونهاية خوارج العصر .
 
بهذه الانتصارات في المعارك الميدانية ، يكون داعش الارهابي على وشك التهاوي كحالة متماسكة بأطر قيادية وجغرافية وميدانية تحكم السيطرة على الارض وتتحكم بمواردها ،وحاولت فرض اجندتها السوداء التي (لا هي دولة ولا هي اسلامية ) ولا تمت إلى ذلك بصلة بل هي حالة غير مسبوقة من الظلامية ، والهمجية والبربرية ، استخدمت كافة صنوف الاجرام والانتهاكات ، وقتلت من المسلمين اكثر من غيرهم في صنوف الجرائم المروعة التي ارتكبها التنظيم الارهابي خلال السنوات الماضية .
 
لكن السؤال المهم والحيوي الذي تجب الاجابة عليه في ظل اقتراب حسم المعارك العسكرية وتدمير اركان الشبكة الارهابية الظلامية الاجرامية المسماه داعش ، ما هي الخطة لليوم التالي لهذه الهزيمة ؟ وكيف يمكن التعامل مع الشكل الذي يمكن إن يتحول اليه التنظيم الارهابي ؟وهل تكون المعركة انتهت ام ان داعش الارهابي سيتخذ اشكالا وتكتيكات جديدة تتناسب مع الواقع الجديد ؟ لكي يواصل اجرامه وربما بطرق اكثر بشاعة ليحاول اثبات انه قادر على البقاء ومواصلة ارتكاب الاعمال الارهابية في كل مكان .
 
ساعد داعش الارهابي على التمدد خلال السنوات الاخيرة منذ ظهوره العلني في العام 2014 حالة الفوضى التي سادت على الساحة الاقليمية ، مترافقا معها غياب الارادة الدولية الجادة لحل قضايا المنطقة سياسيا والنكوص عن التدخل المبكر والجدي لاخراج المنطقة من ازماتها ، ووقوع دول مهمة ( سوريا والعراق وليبيا واليمن )في ازمات خانقة تحولت الى حروب اهلية وصراعات بالوكالة واستقطابات اقليمية ودولية وحالات ترك فراغ وتدخلات على ساحات الأزمات اججت الصراعات بكافة أوجهها ودفعت بها إلى المجهول .
 
لقد خلقت العوامل تلك مجتمعة بيئات استغلها الارهابيون بابشع الصور واستطاع الارهاب لاول مرة في تاريخه الاجرامي والظلامي من السيطرة على كل هذه المساحات من الارض بما فيها من موارد وسكان بالملايين وتسخيرها لضرب كل القيم وبث الرعب في اوصال البشرية على جهات الارض الاربع .
 
وحتى يتم استثمار زخم الانتصارات المتمثلة بالحاق الهزائم المتتالية بداعش الارهابي ، بعد ضرب بنيته القيادية الرئيسية وفقدانه المساحات الاكبر من الارض والموارد وتحرير المدن والسكان الذين كانوا رهائن لديه ، فانه يجب شق المسارات المرافقة ، بكافة اوجهها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية ، في المناطق المحررة ، وعلى اسس وقواعد تجيب بانه لن يكون هناك يوم تالٍ لمثل هذا التنظيم المجرم ، وانه لن يكون بامكانه اعادة امساك زمام المبادرة باي شكل .
 
كما انه يجب قطع الطريق عليه في اللحظة المناسبة والحاسمة لاي تحول في اليات اعماله الارهابية او اعادة تجميع صفوفه وعدم ترك الفرصة له لالتقاط الانفاس للعودة مجددا اذ ان الضرورة تقتضي بان تكون الحرب شاملة ومتوازية بضرب التنظيم الارهابي بكل قوة على كل الجبهات وفي كل مكان له تواجد فيه .
 
ومن الضروري في ذات الوقت اذا ما كان الهدف هو ان يخرج العالم ليقول بواقعية ان ( المهمة انجزت ) عدم ترك اي فراغ ، بل الاسراع بترسيخ مفهوم الدولة والقانون والنظام السياسي على اسس شاملة وعادلة في الدول التي غابت عنها هذه المفاهيم في السنوات الماضية بفعل الحروب والصراعات التي تركت بلا حلول بل تفاقمت بفعل فشل الدبلوماسية الدولية بل وانخراطها في كثير من الاحيان في صراع الاصطفافات والاستقطابات او حالات ترك الفراغ الذي شغلته عوامل الفوضى والارهاب والتدخل وكلها كانت بوابات دخل منها الارهاب بكل صنوفه وجرائمه ليزيد الشرق الاوسط التهابا طار شرره وتأذت منه البشرية في كل مكان .
 
كما انه غاية في الاهمية ملاحظة ان الحرب يجب ان تشمل كافة التنظيمات الارهابية ، والانتباه لما يتوارد من انباء انه في ظل انشغال العالم بداعش الارهابي بان تنظيمات مثل القاعدة الارهابي استغل ذلك لمحاولة اعادة تنظيم صفوفه لاحياء بربريته التي تلقت ضربات قوية خلال العقدين الاخيرين لكن الضرورة تقتضي تفعيل تلك الضربات واعادة زخمها ليكون دحر الارهاب شاملا و مرة واحدة والى الابد .