Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jul-2017

أوراق متعبة .. كرامة ووجود - سهير بشناق

 

الراي - قبل سنوات طويلة ،كنا صغارا (...) لم نكن نكترث لاشياء كثيرة بايامنا، لم نكن نشعر بحكم طفولتنا وعالمها بتعب الام وخوفها وقلقها .
 
لم نكن ندرك، ان كل يوم من ايام عمرها من لحظة وجودنا ،باحشائها الى سنوات تربيتنا ،بكل ما تحمله هذه الكلمة الكبيرة بمعانيها؛ هي من سنوات عمرها وصحتها وفكرها.
 
عندما كنا صغارا لم نفكر بابائنا وكيف يوفرون لنا كل ما نحتاجه، نغضب ونبكي ونلوم ان لم تتحقق مطالبنا فكل عالمنا كان يدور بفلك احلامنا واحتياجاتنا .
 
لكننا ايضا كنا اطفالا نفهم فيما عشنا بها وكانت دوما عنوان وجودنا .
 
كنا نفهم معنى «الكرامة» التي رافقتنا بكل ظروف حياتنا وايامنا ، لم نر اباءنا وامهاتنا منهزمين او يساومون على كرامتهم لاجلنا .
 
كنا نعلم كيف يستطيع الانسان ان يعيش باقسى الظروف ويزوره الحزن والتعب من حياة قد لا تمنحه الكثير ويحلم بتغييرها لكنه لا يساوم على كرامته ووجوده .
 
الاطفال هم ايضا يتعلمون ، يدركون ان الكرامة جزء من الحياة ان لم تكن حاضرة بكل ظروف حياتنا تعلمنا :
 
كيف نحيا فاننا لن نكون بعدها شيئا !
 
كبرنا عاما بعد الاخر وتعلمنا ايضا ان الحياة ليست كالحياة التي عشنا بها ونحن اطفال
 
تعلمنا ان هناك من لا يرى بالكرامة عنوان وجود ... ومن يساوم عليها ويتنازل عنها .....
 
تعلمنا ان البشر يتغيرون ..... يغيرون مبادئهم وافكارهم ويطوعون احلامهم وتطلعاتهم لتتماشى مع الانهزامات الداخلية التي تبدا صغيرة ثم تكبر باعماقهم فلا يرون سوى انفسهم وحياة يحيونها دون كرامة
 
عندما كنا صغارا لم نر بعيون من حولنا نظرة انهزام او ضعف .
 
كنا نستمد من كل من حولنا القدرة على الاستمرار والفرح لاننا ندرك انهم يعيشون بكرامتهم بالرغم من ظروف وايام لم تمنحهم ما يستحقونه .
 
كم اصبح الانسان منهزما ،باحثا عن السعادة برغم انه يمتلك كل ما يمكنه ان يكون سعيدا ولكنه ليس كذلك.
 
كم اصبح الانسان غاضبا من اعماقه يبحث عن الرضا الداخلي الذي لا يمكن لاحد ان يمنحه اياه يوم اختار ان تكون كرامته اخر ما يفكر به ويبقيه نابضا بايامه وحياته.
 
البعض يحيا دون حب، لا تكتمل حياته ان لم يشعر بمعنى ان يكون محبا للاخرين ... فالحب يمنحنا القوة والقدرة على استيعاب الحياة والاستمرار بها .
 
والبعض يحيا دون ان يكون قادرا على تحقيق احلامه فيشعر بان الحياة، ليست عادلة بحقه لكنه يبقي على شيء ما بداخله، نابضا بالحياة، قيمة من اعلى قيم الحياة تبقيه متعايشا مع ذاته ومع وجوده ... شيء ما اسمه «كرامة» تلاشت يوما بعد يوم وعاما تلو الاخر ،عندما اوهمنا قلوبنا وعقولنا اننا نستطيع ان نحيا دونها سواء كان باسم الحب او باسم الحياة لنكتشف بعد ذلك اننا واهمون وان كل ما عشناه وسنعيشه، دون كرامتنا ليس سوى بدائل وخيارات لن تمنحنا ولا تساوي نظرتنا لانفسنا المنهزمة والمنكسرة من اعماق اعماقها .
 
البدايات
 
للبدايات دوما رونق وبريق جميل يبعث في قلوبنا متعة خاصة لا تتكرر
 
للبدايات مكانة بقلوبنا لا تنسى، كل ما مر طيفها بعقولنا منحتنا مشاعر فرح لما كنا عليه بها
 
البدايات .... كلحظة ولادة طفل تمنحنا الشعور باستمرارية الحياة وبراءتها وقدرتها على مدنا بالفرح
 
كرائحة وليد تبعث بنا كل ما كنا نبحث عنه من براءة وحب ولحظات من الامان الداخلي بعالم مليء بالكراهية والغضب
 
هي تلك النظرات التي تنقلنا الى عالم اخر محمل بقدر كبير من التفاؤل بايام اجمل
 
هي لحظات الانتظار واللهفة لرؤية من نحب .. للتامل بملامح وجهه، للعيش ايام وايام على كلماته .... لما تبعث بنا من مشاعر تبقينا في حالة من الانتظار واللهفة
 
اجمل السنوات والايام هي البدايات
 
بدايات الحب ..... بدايات الصداقة، بدايات الحياة
 
نكون بها انقياء اوفياء محملين بقدر كبير من العطاء ،نمتلك القدرة على الغفران .... قلوبنا لا تحتوي سوى الحب والعطاء ، نتجاوز هفوات من نحب، نمنحهم من قلوبنا وعطائنا واخلاصنا بلا حدود
 
لانها البدايات تكون دوما الاجمل والاصدق
 
البدايات ترحل
 
وكأن الاقتراب من من نحب لدرجة الاستغراق بهم ، والتوحد معهم ، يلغي جمالية البدايات،وكأن الاقتراب من النفوس بقدر ما نحبهم .، يمنحهم حق ان يمنحونا الالم والانكسار ،
 
لنتذكر في لحظات ما البدايات وكل ما كانت تحمله من مشاعر صادقة جميلة ونرسم على شفاهنا ابتسامة نسرقها من ايامنا التي كانت في الوقت الذي تئن قلوبنا على كل ما كان جميلا ووفياً لنتذكر البدايات ونكتشف حقيقة ما ؛ ان الاقتراب ممن نحب ، من فكرهم ، من اعماقهم ، من ارواحهم ، يلغي قيمة البدايات ويبدد كل ما كانت تحمله بطياتها من وجود لنا كان حقيقة واصبح سرابا ،
 
ففي البعد هم اجمل .