Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Mar-2019

الأردن في الميزان العربي*د. جلال فاخوري

 الراي-لقد وفق الأردن في إيصال المطالب العربية إلى حيث يجب أن تكون وقد نجح الأردن في تنظيم الدعوات والمكان وترتيب الأولويات، كما نجح في نقل المطالب والرغبات العربية من الأطراف والحدود إلى وسط الدائرة واعني أن المملكة الهاشمية نجحت في حمل العرب (كل العرب) على إعادة الثقة بأنفسهم وإيقاظهم من السبات والتناسي للقضية الفلسطينية والقدس تخصيصاً. ونجح مرة أخرى وبشكل واضح في ضرورة عودة سوريا إلى العروبة، حيث أعاد بدعوته سوريا إلى مؤتمر اتحاد البرلمان العربي، ما أسهم وبشكل كبير في منع الانقسام وتشتيت الفكر عن أهمية سوريا للعرب وصرف النظر عن القضية المحورية وهي قضية العرب الاولى فلسطين وتهويد القدس ونجح مرة ثالثة في استجماع العرب حول الرعاية الهاشمية للمقدسات.

 
لم ينجح اتحاد البرلمانات العربية سابقاً في جمع شتات الفكر العربي حول فلسطين وسوريا والوجود والهوية العربية كما نجح الان في تحديد المطالب وتيسير الوصول إلى البيان الايجابي النهائي حيث خرج المؤتمر عموماً والاردن خصوصاً فائزاً بنجاح كبير حول الأهداف ولأول مرة وبرعاية هاشمية يخرج مؤتمر البرلمانات العربية بإجماع دون انقسام بالاراء أو تشتيت للأهداف أو معارضات حول هذه الأهداف ويبدو أن التحضير للمؤتمر كان موفقاً في دعواته.
 
فدعوة سوريا للمؤتمر كان تفكيراً متقدماً على التفكير العربي في جامعتهم غير الموفقة في استبعاد سوريا عنها وقد أدرك الأردن أهمية حضور سوريا ومشاركتها في اتحاد البرلمانات، وقد نوه بل صرح بذلك السفير الإماراتي بكل جرأة أن لا عرب بدون سوريا وإن استبعاد سوريا كان خطأ كبيراً. وقد أدرك الأردن منذ بداية الحرب على سوريا أن الاقتصاد الأردني عصبه وجذوره في سوريا، حيث عانى الأردن في الآونة الأخيرة اقتصادياً بسبب الحرب واغلاق الحدود. وللمرة الرابعة نجح الأردن في اعتبار التطبيع مع إسرائيل جريمة كما قال رئيس البرلمان الكويتي.
 
الأردن يلعب دوراً مهماً في تصحيح مسار العلاقات العربية كما أن اهتمام المملكة بضرورة استبعاد الخلافات العربية يشكل وزناً خاصاً لها، ولم يسجل على الأردن للآن أي دور سلبي عربي، وذلك بفضل وحكمة القيادة الهاشمية، كما ان احترام وتقدير العرب للأردن يزداد قيمة ومعنى كل طالع شمس. دعوة سوريا فتحت الأبواب العربية لعودة عربية إلى سوريا حيث لفت الأردن الانتباه العربي إلى أهمية سوريا مما دفع سوريا لتعميق العلاقة مع الاردن والاعتراف بدوره المحوري، ولأول مرة تتحدث الشوارع العربية عن نجاح المؤتمر ولأول مرة تعود الثقة إلى الشعب العربي ولأول مرة منذ سنوات طويلة يتحدث العرب عن وحدة الهدف والرأي وعن عودة الروح القومية، فإذا ما توفرت النيات والإرادة والأهداف، فإن العرب قادرون على تحقيق الهوية وترسيخ الوجود.