Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Jan-2017

دليل الفساد - الوف بن

 

هآرتس
الغد- صاحب الامتياز الفكري بنيامين نتنياهو ("اذا أعطوا فسيأخذون"، "صخرة وجودنا"، "الحياة نفسها"، "العرب يتدفقون") جدد كنز تعابيره بعبارة التنكر "لن يكون شيء، لانه لا يوجد شيء"، التي تظهر كرده الدائم على كل ما نشر عن تحقيقات الفساد ضده وضد مقربيه. جميل أن يبقي رئيس الوزراء على هدوئه وبرودة اعصابه حتى تحت التحذير. ولكن نتنياهو لا يتنافس على جائزة كاكتوس الذهبي لمكاتب الدعاية، أو يكتب نصوصا لليئور شلاين و"بلاد رائعة". هو يقف على رأس حكومة إسرائيل، ويفترض أن يكون مرشدا ويقدم قدوة شخصية لمئات آلاف خادمي الجمهور. 
وما هي رسالة نتنياهو؟ حتى الآن، لم ينفِ حتى كلمة واحدة من كل المكتشفات الاعلامية في قضية "نوني غيت" و"الهدايا". ويمكن ان نفهم من هذا أن لا خلاف على الحقائق التي كشفها زميلي جيدي فايتس. فقد أدار نتنياهو مفاوضات على صفقة خاوة مع ناشر "يديعوت احرونوت" ارنون موزيس، "دلال في صحيفة مقابل الغاء صحيفة مجانية"، على حد قول النائب العام للدولة السابق عيران شندر. وهو وعائلته ابتزا منتجات ترف بمبالغ طائلة من أغنياء بحثوا عن قربه واحتاجوا أفضاله.
معنى رد الفعل "لن يكون شيء، لأنه لا يوجد شيء" هو أنه في نظر نتنياهو، تصرف كما ينبغي لرئيس وزراء في دولة قانون ديمقراطية. وأن في نظره مناسب تبادل الاغراءات والتهديدات مع ناشر صحيفة خاصة لغرض التقدم الذاتي والبقاء في الحكم، ومناسب الحصول على أغراض غالية للحاكم، عقيلته وابنه، فيما يتجاوز مستوى المعيشة الذي يمليه الراتب الحكومي.
ماذا ينبغي ان يفهم من هذا الناس الذين في أسفل الهرم؟ مسؤول المخابرات، قائد سرب الطيران، مديرة القسم في المستشفى، عضو لجنة المالية، رئيس لجنة التخطيط والبناء؟ "مني سترون وهكذا تفعلون"؟ هل عليهم أن يتصرفوا مثل نتنياهو، كل واحد وفقا لمنصبه وقدرته؟ هل يطلب رجل المخابرات "هدايا" من رئيس البلدية الفلسطيني، والشرطية تأكل في المطعم دون أن تدفع، ومراقب البلدية يحمل البوظة من الثلاجة في الكشك، والمحاضر يبحث مع الطلاب في تحسين علاماتهم مقابل ذكر إيجابي في الاستبيانات، والقاضي تطلب الهدايا من محامي الطرفين، والطبيب يختار المجوهرات التي سيأخذها من المريض قبل العملية. وكل رؤساء المدن الذين ادينوا بتلقي الرشوة من المستثمرين سيحصلون على العفو. فهم بالاجمال تلقوا هدايا من اصدقاء، "لم يكن شيء لأنه لا يوجد شيء".
معروف نتنياهو وزوجته منذ سنين طويلة كبخيلين يتمتعان بحياة فاخرة على حساب الاخرين، في ظل التنكيل بالعاملين في خدمة بيتهما. فالمكتشفات الدورية عن موظفة الرعاية، الكهربائي، جمع القناني، الفنادق الفاخرة والتنظيف الجاف لم تردع ناخبي الليكود من رفعه الى الحكم المرة تلو الاخرى. ولكن في القضايا الحالية يبدو أن الدائرة الداخلية جدا تحطمت. مثل ريتشارد نكسون، سجل نتنياهو أحاديثه كي يحمي نفسه، وهكذا حفر لنفسه حفرة وقدم أدلة لمحققيه. الأشرطة عن محادثاته مع موزيس لا يمكن استبعادها بادعاء أن هذا "هجمة من اليسار المتطرف" او شيئا هراء مشابه. وفي قضية الهدايا أيضا، الصديق الطيب ميلتشن، حرص على أن يوثق كل شراء وأن يوظب الفواتير في ملف ليوم بارد جاء حقا. ليس هكذا متبع بين الاصدقاء: كم منا يحتفظ بفواتير الهدايا التي اشتريناها لأصدقاء. الفواتير تحفظ للتمتع بالاسترجاع الضريبي، او في حالة أن تدق وحدة التحقيق الباب. 
يفهم نتنياهو ذلك، ولهذا فإنه يرد بالنكران الذي يستهدف الابقاء الى جانبه مؤيديه السياسيين وردع المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت من رفع لائحة اتهام ضده. ولكنه بالشرعية التي يعطيها لسلوكه الفاسد كي يدافع عن نفسه في وجه التحقيق، يهدم نتنياهو الخدمة العامة ويحول اسرائيل من دولة قانون الى دولة بقشيش.