Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2017

الجدّ و...الحفيد - م. باهر يعيش
 
الراي - ختياريّة...ختيار...ختيارة...زيّن الشّيب تيجان رؤوسهم...ترك الدّهر سيمائه, علامات فارقات على صفحات جبينهم ووجناتهم. علامات من عزّ ووقار, و تاريخ طويل عريض من تجارب و حنكة حكمة و...خبرة.قواهم ختياريتنا... لم تعد تستجب لهم كما كانت...وزّعوها على أبنائهم كلسا تقوى به عزائمهم.ليأخذوا أدوارا كانت لهم وهم...في مثل أعمارهم. يقضون أوقاتهم في معظمها متعبّدون, يبسملون يشكرون ويدعون الى خلفهم..الأول..الأولى في الدّعاء. ثمّ ليلحقوه بوصلة قصيرة للدعاء لأنفسهم...ليس لأشخاصهم أيّة أطماع أو مطالب أو شهوات..هي متواضعة... أن يكمّلها بالسّتر و...حسن الختام والرّضا عنهم وعليهم.جلّ وقتهم...صامتون...متأمّلون.يتذكّرون يستعيدون الذّكر والذّكرى ,شريط طويل من وقائع وأحداث...حزن وفرح...يأس وأمل.. أثارة واستكانة,معارك في الحياة كسبوها والكثير منها...خسروها.من تمرّد على الأيام والخطوب و..من الرّضا و النزول على حكمها وتحكّمها.جلّ وقتهم...يستعيدون مسيرات ومسيرات مشوا فيها لتأسيس بيت ,لملئه بالخير والبركة والأطفال. لكن....الأطفال قد كبروا ,فآن لهم أن يستريحوا ولكن...هم يحنّون الى طفولة أبنائهم,ما زالت النّبضات في عروق الأبوّة والأمومة تدرّ لبنا ونشاطا وشوقا لأحلى ما فيها...ما في الحياة..الأطفال.يزيد الشوق والأدرار ويزيد ويزيد حتى يطغى يضغط على شغاف قلوبهم.يبدأون بحثّ أبنائهم على الأتيان بأطفال يزيّنون يومهم الخالي, يعبّؤونه.يفرّغون بعض ما أمتلئ من حنان من شوق الى طفولة يرعونها, يسعدون بالسكينة بالبراءة في عيونها في حركاتها وسكناتها.هم يتوقون الى الولدن...ولدنة زمان...يحنّون الى اللعب...لعب الأطفال.في صغرهم يوم كانوا يوما أطفالا...نعم هؤلاء الختياريّة...العجائز كانوا يوما...أطفالا,هم لم يولدون بالشيب وتجاعيد الزّمن. كانوا أطفالا يفرّغون عواطف الأبوة والأمومة التي زرعها الله في جيناتهم بالتعامل بممارسة الدور مع دمى وألعاب: مجسّم دمية طفلة... للطفلة,و.مجسّم دمية طفل... للطفل.
 
يرزق أبناؤهم بالأطفال...الأحفاد يملاون الدار والكون بهجة..فراشات ترفّ...عصافير تزقزق...ورود تزهر...حياة أخرى,هي الأجمل.عاد الي الجدود ألق الحياة تنمنمهم, غريزة الأبوّه والأمومة لأطفال...من جديد. غريزة ممارسة دور الطّفل من جديد, يحنّون الى اللعب بدماهم...من جديد. هم الأحفاد...مربط الغزال والظّباء و...الفرس.يبدون اللعب مع أحفادهم و...بأحفادهم.يعودون أطفالا...تلدغ ألسنتهم الراء واوا..الشين ثاءا,يحشّرون.ينحّفون يرفّعون...ينحّلون أصواتهم, يحسبون أنّ الحفيد الطّفل يفهم عليهم أذا ما لدغوا أو قرطوا في كلامهم و كلماتهم ,أونحّفوا من أصواتهم.يرفعون أيديهم بعلامات بأشارات هزليّة(كاريكاتيريّة)لا معنى لها ,يعوجون أنوفهم يلوون شفاههم...يستحضرون يستمطرون ضحكة...زقزقة من الطّفل الحفيد تملؤهم سعادة وحبورا.هم على أتمّ أستعداد لأن يخرجوا عن أطوارهم.يعملون من أنفسهم...بلياتشو...شقلباظ..سيرك بأكمله في سبيل أنتزاع بسمة من حفيد أبتسامة قرقرة...يصيبون العلام أذا قرقر الطفل. للمراقب, تحسب أن قد مسّهم مسّ...تشفق عليهم لكن...ترى السّعادة بوجوههم,يعود الدّمّ ورديا الى وجناتهم,يجد النوم سبيلا الى جفونهم. 
 
(يحطّون عقلهم ب...عقل) الحفيد أو الحفيدة ,لا بأس..هم راضون سعيدون مسرورون...يزداد نبضهم تشعّ البسمة على شفاههم.و...الحفيد يهرع لملاقاتهم يرفرف بيديه أجنحة يود لو يطير بها اليهم لدى لمحه طيف أيّهم من بعيد.هي الذّكرى الأجمل والأروع والأبقى للطفل...شابا...رجلا و...جدّا. ما أجمّل أن يمكّن الأحفاد من الجدود...وما أروع أن يمكّن الجدود من أحفادهم.علامات صحّة نفسيّة...لا أروع.الجدود موسم في آخره...وفي أواخر المواسم تنضج الفاكهة..وتصبح أحلى وأرقّ وأذكى.لكنها...ترحل.ليتنا ندعها ترحل ببسمة على الشّفاة..بالرّضا والقناعة و...الدّعاء, الدّعاء لنا وللأحفاد...هو... أصدق الدّعاء و..أسرعه أستجابة..بأذن الله.
 
.mbyaish@gmail.com