Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Sep-2017

لافروف بعمان: جهود لتشكيل وفد موحد للمعارضة السورية

 

زايد الدخيل
عمان-الغد-  تتوج زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى عمان غدا تطورا لافتا للعلاقات والمقاربات بين البلدين، خاصة باتجاه الازمة السورية المشتعلة منذ اكثر من ست سنوات، فيما باتت روسيا اللاعب الرئيسي فيها إثر تدخلها العسكري الواسع منذ 2014، وتغييرها لموازين القوى على الأرض لصالح الحكومة السورية. 
ويتصدر الملف السوري قائمة القضايا المتوقع بحثها خلال زيارة لافروف والتي يلتقيه فيها عدد من كبار المسؤولين، لبحث مجالات التعاون الثنائي، اضافة الى ملف إقامة مناطق تخفيف التوتر في سورية.
وتوقع محللون لـ"الغد" ان تتناول المباحثات ايضاً، التطورات في المنطقة خاصة قضية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، في ظل الدور المحوري الذي تلعبه روسيا في الكثير من القضايا بالمنطقة، مبينين ان "روسيا تعد أحد المفاتيح الرئيسية في موضوع الحل السياسي بسورية، خاصة في ظل وجود قنوات اتصال مفتوحة بين البلدين على مدار الأعوام الخمسة الماضية، والتشاور المستمر بينهما".
ويصل لافروف عمان صباح غد الاثنين في زيارة عمل تقوده الى الاردن بعد زيارته للسعودية، التي وصلها امس.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أفادت بأن لافروف "سيلتقي في جدة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، كما سيجري مباحثات مع نظيره السعودي عادل الجبير، في حين يتضمن جدول أعمال زيارة لافروف إلى عمان عقد لقاء مع جلالة الملك عبدالله الثاني، ووزير الخارجية أيمن الصفدي".
وأوضحت زاخاروفا أن المباحثات في كلا البلدين "ستتركز على العلاقات الثنائية، وستتناول تطور الأوضاع في سورية، في ضوء إنشاء مناطق خفض التصعيد في البلاد وضرورة تشكيل وفد موحد للمعارضة في محادثات جنيف، كما ستتناول المباحثات الأوضاع في اليمن والعراق وليبيا والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية".
ويرى محللون ان الاردن وروسيا يلتقيان، فيما يتعلق بالملف السوري، عند ضرورة الحفاظ على الدولة السورية، والوصول الى حل سياسي للازمة، ودعم وتعميم مناطق خفض التصعيد طريقا للحل السياسي وعزلا للمجموعات الارهابية، وعلى راسها "داعش" و"جبهة النصرة"، وعودة الهدوء والاستقرار للحدود الاردنية. 
وكان الاردن وروسيا والولايات المتحدة قد وقعوا في حزيران (يونيو) الماضي اتفاق عمان لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية، واقامة منطقة خفض التصعيد فيها، ما اعتبر اختراقا جوهريا في جهود انهاء الازمة السورية.
وزير الخارجية الأسبق د. كامل ابو جابر يلفت الى ان زيارة لافروف "تعطي زخما قويا" لجهود تقوية العلاقات الثنائية وتعزيز وتنسيق جهود البلدين لحل الصراعات في المنطقة وبناء الأمن والاستقرار فيها.
ويحدد ابو جابر المصالح الاردنية التي تلتقي فيها مع السياسة الروسية فيما يتلعق الازمة السورية بـ"دعم كل الجهود التي تستهدف وقف معاناة الشعب السوري وتثبيت وقف شامل للعمليات القتالية بجميع سورية كخطوة باتجاه استئناف المفاوضات السياسية، بقيادة الأمم المتحدة ووفق المرجعيات المتفق عليها"، وصولا لتسوية سياسية "تضع سورية باتجاه الحل الذي يقبله الشعب".
وتوقع ابو جابر ان تتطرق مباحثات لافروف في عمان الى "فتح المعبرين بين الاردن وسورية والطريق الدولي، في حال كانت الامور الأمنية تسير بالاتجاه الصحيح في سورية".
ويشترك الاردن مع سورية بمركزين حدوديين، الاول مركز جابر من الجانب الاردني ومركز نصيب الحدودي من الجانب السوري، والثاني مركز الرمثا الذي يطلق عليه مركز درعا الحدودي من الجانب السوري، فيما يراهن الاردن على عودة الحركة التجارية بين البلدين مع عودة الاستقرار لسورية. 
نائب رئيس الوزراء الأسبق العين توفيق كريشان يلفت لـ"الغد" الى تطابق مواقف موسكو وعمان بالملف السوري، وضرورة الحل السياسي باعتباره الوحيد لإنهاء الأزمة السورية. وهو يرى ان روسيا "لعبت دوراً عسكرياً بقلب موازين القوى على الساحة السورية لصالح النظام، فضلاً عن دخولها على خط التسويات والمفاوضات السياسية، وسط غياب اميركي واضح بسبب تركيز اميركا على محاربة عصابة داعش الإرهابية".
لذلك يرى كريشان اهمية تعزيز العلاقة بين الاردن وروسيا بهذا الاتجاه، وضرورة توسيع مناطق خفض التصعيد التي اقترحتها موسكو وتم الاتفاق عليها في أيار (مايو) الماضي.
ويقول ان مجموعة دعم سورية حددت 3 مسارات هي؛ المسار السياسي، الجهود الرامية لوقف العمليات العسكرية القتالية، والمسار المتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، بالاضافة الى وجود مسار رابع يتمثل بالجهد الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف. 
ويشدد كريشان على ضرورة ان "يكتسب هذا الجهد طابعا شاملا، وان تشارك فيه كافة الدول بلا استثناء"، مذكراً بتصريحات جلاله الملك عبدالله الثاني التي قال فيها "ان الحرب ضد الإرهاب هي حرب عالمية ويجب أن تكون بمشاركة الجميع".
وبينما يتوقع ان تتصدر الازمة السورية جدول اعمال زيارة لافروف، فان القضية الفلسطينية والصراع مع اسرائيل سيجدان مكانهما على جدول الزيارة. 
في هذا السياق، توقع استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية د. محمد مصالحة ان "تتناول المباحثات الروسية الاردنية ايضاً التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، واهمية وقف الاجراءات الإسرائيلية الاحادية"، مؤكدا ان استمرار هذه الاجراءات تستهدف تغيير الوضع القائم في الاراضي المحتلة وتهدد هوية القدس وأماكنها المقدسة الاسلامية والمسيحية، "ما يقوض حل الدولتين الذي نتفق جميعا انه الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الاسرائيلي".
ويلفت المصالحة الى ان قضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هي قضية "مركزية بالنسبة للأردن، وان المملكة ستواصل جهودها بقيادة جلالة الملك العمل من أجل الوصول الى حل".