Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Aug-2018

بحثاً عن إجابة - رومان حداد

الراي -  استهجن عديدون ممن يدعون أنهم يصطفون لجانب الدولة الحملة الشرسة على الأردن، وما رافقها من استفسارات وشائعات كثيرة، كما استهجنوا حالة القلق والارتباك التي أصابت المواطن الأردني، ولكن هؤلاء المستهجنون كانوا يمارسون لعبة وضع الرؤوس في الرمل.

الغريب أن أحداً منهم لم يقدم قراءة تحليلية لما يحدث، وأسباب القلق لدى الشعب الأردني من الشائعات التي ترد لنا من الخارج، ولم يقدم أياً منهم إجابة منطقية عن سر غياب الإعلام الرسمي وشبه الرسمي عن لعب دوره المهني في مناقشة الموضوع علناً وتقديم إجابات للجمهور.
لم يقم أحدهم بنقد الاعلام المسؤول بغيابه أو تغييبه عن كثير مما يحدث، فالسياسة لا تقبل الفراغ، وعدم وجود سردية إعلامية بديلة للشائعات والمعلومات التي تهطل علينا كل يوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يجعل حالة القلق تستمر وتزداد حدة.
لم يجرؤ أحد من مدعي الوطنية والولاء للملكية طرح سؤال جوهري، لماذا وصل منسوب الثقة بين المواطن ودولته وأجهزتها لهذا المستوى المقلق؟
في الحقيقة أن ما يحدث يجب أن يضعنا جميعاً أمام مجموعة من الحقائق المرة، أولها أن ماكينة الاعلام ربما أصابها العطب، وتملك قلة من أشخاص يملكون رؤية، واخرون مجرد موظفين يبحثون عن مكاسب، وبالتالي غاب الخطاب الرسمي، وفي حال حضوره بدا غير ذي تأثير.
الحقيقة الثانية أن الدولة فشلت باستثمارها في مشروعات موازية، لأن هذه المشروعات لم تقدم ما وعدنا به القائمون عليها، فهي لم تعالج قضية مصانع الدخان بصورة مهنية حتى اللحظة، ولم تقدم حلاً لمعضلة الخطاب الرسمي الغائب عن معالجة تساؤلات الأردنيين، وغيرها الكثير من القضايا التي غابت عن الشاشة.
الحقيقة الثالثة هي أن حجم الضرر الذي أحدثه كبار المتقاعدين من الدولة، سواء أكانوا وزراء أو كبار الموظفين، بعد خروجهم من مناصبهم بسبب ما يقومون به من تهجم على الدولة والحديث المستمر عن فساد ما في كل مكان من أروقة الدولة أصبح كبيراً، وأثر بصورة مباشرة عىلى ثقة المواطن بالدولة.
الحقيقة الرابعة هي أن من حاولوا الرد على الأسئلة المثارة بين الأردنيين من خارج أروقة الدولة الرسمية في محاولة لإراحة الأردنيين وإزالة قلقهم ربما لم يكونوا مؤثرين بطريقة عرضهم للقضية التي يدافعون عنها، وظهر بوضوح البون الشاسع بين من يدعون الانتماء للدولة وآليات الخطاب والإقناع في الزمن الحديث.
علينا أن نقر أن خللاً حدث خلال الفترة الماضية وما شابها من أزمات عجزت جهات رسمية عن
تقديم خطاب متناسق وبمضمون يحترم عقول الأردنيين، ولم تستطع هذه أن تسبق ما يحدث بل قدمت ردود فعل بطيئة، وهو ما يؤشر لغياب المعلومة لدى من يقودون المشهد السياسي والرسمي، فجاء الاعلام ضعيفا، وجاء مناصروه بصورة أضعف، أظهرت عدم وجود رؤية وخطة واضحة.
اليوم، من ندعي نصرتنا للدولة، علينا أن نجلس ونفكر وبصوت عالٍ، على أمل الحصول على أجوبة أو آليات خروج من المعضلة، وأن نطرح السؤال الأصعب أين أجهزة الدولة السياسية والإعلامية؟
roumanhaddad@gmail.com