Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jun-2019

السياسة الأمريكية في منطقتنا*نسيم عنيزات

 الدستور-إن الرهان على السياسة الأمريكية في المنطقة التي تفتقد للاتزان في قراراتها واستراتيجيتها وعدم ثباتها فهي متقلبة في معظم الاحيان قرارات متسرعة تصدر فجأة دون أن يعرف أحدا لماذا ومن وراءها، تكون اقرب احيانا الى التخبط، او كانها مدفوعة دفعا سرعان ما يتم التراجع عنها او الالتفاف حولها 

فها هي أعادت ظهرها للعقيد حفتر بعد أن وجد دعما من ترامب في حربه مع قوات النظام الليبي بعد الاتصال الهاتفي الذي اجرأه الرئيس الأمريكي مع الأخير قبل نحو شهرين. 
اما موضوع تردد الولايات المتحدة في قرارها المتعلق بسحب قواتها من سوريا الذي تغير أكثر من مرة وتبعه الكثير من التردد والتغيير فاحيانا انسحاب وأخرى تخفيض ما زال شاهدا للعيان. 
اما موقفها من صفقة القرن الغامض الذي روجت له كثيرا منذ أكثر من عام وتم تأجيله اربع مرات بعد أن حددت أكثر من موعد لاطلاقها، والتي يبدو انها لن تجد النور قريبا ها هي تعود لدراسة الخطة من جديد التي ان وجدت النور فإنها ستشهد تغيرات كثيرة غير تلك التسريبات.
ونستذكر هنا بعض التلميحات حول نيتها حظر جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها جماعة إرهابية،
اما الموقف الأهم في المنطقة وهو الملف الإيراني بعد إلغائها للاتفاقية النووية وما تبعه من تشدد بفرض عقوبات اقتصادية لتصفير صادراتها خاصة في قطاع النفط والبتروكيماويات، ورفضها اي حوار مع إيران وحشد قواتها في منطقة الخليج التي كانت أقرب إلى اعلان حرب فإنها تتراجع وتخفف حدة التصريحات وتدعو إلى الحوار دون شروط. 
هذا التراجع يبدو أن خلفه عجز الأمريكان في إقناع الأوروبيين بهذا الملف و الضغط الذي شكلته بعض الدول الاوروبية التي تضررت من الغاء الاتفاق خاصة المانيا وفرنسا وبريطانيا حيث تقود الاول بموافقة الثانية والثالثة جولة في العراق وإيران لإنقاذ الاتفاق وتمهيدا لعقد حوار بين جميع الأطراف بضمانات أوروبية. 
هناك العديد من الملفات التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية لم تنجح في بعضها و تراجعت عن البعض الأخير يشير إلى انعدام التنسيق مع بعض القوى المؤثرة والمعنية في المنطقة او لعدم دراستها بشكل أكثر تفصيلي لعدم انسجام الادارة فيما بينها او وجود خلافات داخل الدولة العميقة ناهيك عن بعض القرارات المتسرعة لاعتمادها على بعض القوى دون غيرها او طرف واحد فقط يقودها إلى التدخل كطرف منحاز لا وسيط كقوة عظمى. 
الأمر الذي دفع الصين وروسيا إلى التقارب لمواجهة الغطرسة الأمريكية و قراراتها غير المتزنة التي قد تؤثر وتضر بالسلم العالمي.
قد تلتقي مع بعض الدول التي اصبحت تشعر بالضيق من بعض القرارات الأمريكية وتدخلاتها وفشلها في معالجة العديد من الملفات وهاهي فنزويلا وكوريا وغيرها الكثير. 
من الواضح أن الادارة الامريكية تسعى إلى نتائج ومكاسب سريعة وفورية ردا على الانتقادات وتمهيدا للانتخابات لذا فإن الاعتماد على سياساتها قد لا يأتي بنتائج إيجابية ان لم تضر ببعض المصالح الدولية.