Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Dec-2020

افتتاح مؤتمر الرواية الأردنية السادس «دورة محمود عيسى موسى»

 الدستور– عمر أبو الهيجاء

 
تحت رعاية رئيس جامعة اليرموك الدكتور نبيل قاسم هيلات، انطلقت مساء أول أمس، جلسات مؤتمر الرواية الأردنية السادس، والذي أقيم بالتعاون بين مكتبة جامعة اليرموك ومديرية ثقافة اربد، وقد خصصت هذه الدورة للاحتفاء بتجربة الروائي والفنان التشكيلي محمود عيسى موسى.
 
وعبر تقنية زووم للتواصل الشبكي، بدأت جلسة الافتتاح بكلمة الدكتور عمر الغول مدير المكتبة الحسينية، الذي تحدث باسم الجامعة وباسم مديرية ثقافة اربد، وأكد على دور الجامعة في التفاعل مع المجتمع المحلي خاصة في الجانب الثقافي. وأشار إلى التحديات التي تفرضها جائحة كورونا، والفرص التي تتيحها بالتواصل مع دائرة واسعة من المشاركين بعيدين مكانيا ولكنهم قريبون ومتفاعلون عمليا.
 
ثم قدم المحتفى به الدكتور محمود عيسى موسى كلمة شاعرية حافلة بالشجن عن اجزم والمخيم وإربد والمستنبت والشام، وقدم سيرته الذاتية على شكل نص أدبي باذخ حافل في كل ما في الطفولة من فرح وشقاء.
 
وفي ختام جلسة الافتتاح التي أدارتها مديرة العلاقات الثقافية في مكتبة اليرموك سوزان ردايدة، قدم رئيس الجامعة الدكتور نبيل قاسم الهيلات كلمة حافلة بالترحاب والدعم للمشروع الثقافي، مؤكدا مسؤولية الجامعة ورغبتها وسعيها للتفاعل الدائم والمثمر مع المجتمع المحلي، مشيدا بإدارة المكتبة وبارك نشاطاتها ومشاريعها الثقافية مقدرا جهدهم وتميزهم بالعمل المنتج والمفيد في ظل جائحة كورونا.
 
إلى ذلك انعقدت الجلسة الأولى بعنوان «محمود عيسى موسى روائيا» واستهل الحديث الدكتور بسام موسى قطوس الذي فاجأ الحضور بمصطلح «الجذمورية» (جذمورية هو أول هروب من.. «السلحفاة انموذجاً»)، التي رددها الباحثون الأردنيون حتى أصبحت علامة دالة عليهم، والهروب الثاني الذي سأعلنه أمام زحف السلحفاة البطيء، هو أنني لن أقارب عنوانها على أهميته، مقاربة سيميائية، وكنت من النقاد العرب الذين قاربوا العنوان بوصفه عتبة دالة ورامزة في أواخر التسعينيات، في كتابي «سيمياء العنوان» لكثرة ما كتب عن العتبات من دراسات باتت تكرر مقولاتها. ولن أخوض في وصف الرواية بأنها سيرة ذاتية أو غيرية أو جوانية لإربد القديمة، كما ذكر بعض قارئيها مشكورين (مهدي نصير).
 
وأضاف د. قطوس: سأقاربها مقاربة جذمورية تشبه جذمورية قرية (إجزم) في نفس كاتبها، وإن كنت أراها سيرة موازية تماماً، مثل الجذمور بوصفه نبتةً أو نباتاتٍ توازي الشجرة، ومثلما الجذمور سرقةٌ من الشجرة أو احتيال على مركزيتها ، فالإبداع هو سرقةٌ للحظة لا تنعاد، أو احتيال على مجتمعات تغرّبنا/تسرقنا من ذواتنا، وهذا عين ما حصل مع محمود حين ألهمه الكتابُ المسروق أن يسرق، أو يخطف، أو يقتنص فكرة روايته الأولى (ساري) جاعلاً من بطله السارق بطلاً للرواية!
 
ومن جهته قدم القاص والناقد هشام مقدادي ورقته بعنوان: «أنا ما يطفو من ذاكرتي»، تحدث فيها عن الشتات حين يصبح رواية تحيط بكل هذه العوالق التي تشبثت بجدران الذاكرة دونما انتظام، لذا كان من الطبيعي أن تُستدعى دونما انتظام، دونما التفات لنواميس التراتب التقليدية ولعقارب الساعة، مشيرا بأن المؤلف أرخى العنان لجنون الذاكرة انهمالها دون أن يهرع لقولبتها فبدت ملامحها أكثر صدقًا من زاوية الإحساس وأقل نمطية من حيث التراتب.
 
وقال: يحضر المكان بكل تفاصيله، إربد بمدارسها وأسواقها وأسماء شوارعها ومحال الحلوى والمطاعم، أزقة دمشق وغوطتها وأرزة لبنان، الوطن أحجية محيرة أَهي شوارع دمشق العتيقة، أهي بغداد النهرين، أهي لبنان أرزة الخلود. أهيم فيها ولا أدري. كأني مررت بالعباسيين والأمويين، كأني مررت بأندلس ومشيت في غرناطتي، إلا أنه يعود من تطوافه إلى المخيم، المكان الأول والفضاء الأول الذي شكّل هويته.
 
والورقة الثالثة كانت للفنان المثقف والقارئ صالح حمدوني صديق المحتفى به والمطلع على تجربة محمود عيسى موسى الحياتية والإبداعية فقدم رؤية ورؤيا مشبعة بالصور الفنية والمقتطفات الذكية من روايات محمود عيسى موسى وركز على كتابة اسطورة لولو وحتن.
 
ثم فتح باب النقاش، فقدم الاستاذ الدكتور نبيل حداد مداخلة حول الأوراق المقدمة فأشاد بها وبالمحتفى به. وأوضح مفهوم السيميائية في النقد الأدبي. ثم تحدث مدير ثقافة اربد الشاعر عاقل الخوالدة مبديا سعادته بنجاح المؤتمر واستعداد وزارة الثقافة لتبني ودعم نشر الأوراق المقدمة في كتاب.
 
وقدم الباحث عبد المجيد جرادات رئيس فرع رابطة الكتاب في إربد مداخلة عن نتاج الروائي محمود عيسى وشكر المكتبة الحسينية على احتضانها للنشاطات الثقافية والفنية في المحافظة، وتفاعلها المثمر مع المجتمع المحلي.
 
كذلك قال الشاعر عصام الاشقر إن مكتبة الجامعة صارت منارة ومحجا للمثقفين والفنانين موجها الشكر لإدارتها.
 
واغتنت الندوة بمداخلتين هامتين للدكتورة نهال عقيل صاحبة رواية «راكين» والباحث الروائي صاحب «دير ورق» محمد رفيع، فقد توجهت الدكتورة نهال للمحاضرين بتساؤلين حول سيميائية العنوان وبؤرة النص النفدي.. فيما قرأ الروائي محمد رفيع مختصرا لنص نقدي راق وجميل لرواية محمود عيسى «حنتش بنتش».