Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Sep-2017

الأضواء مسلطة على الاتفاق النووي الإيراني في الأمم المتحدة

 

الأمم المتحدة- سلطت الاضواء الاربعاء في الامم المتحدة على الاتفاق النووي الايراني مع ترقب رد الجمهورية الاسلامية غداة الخطاب الحاد الذي القاه الرئيس الاميركي دونالد ترامب واجتماع يضم للمرة الاولى وزيري الخارجية الاميركي والايراني على نفس الطاولة.
ويلقي الرئيس الايراني حسن روحاني الاربعاء خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك وسيحدد فيه الرد الايراني على الهجوم اللاذع الذي وجهه ترامب الثلاثاء لايران التي وصفها ب"دولة المارقة" وب"الديكتاتورية الفاسدة".
وفي صلب الازمة بين البلدين، الاتفاق النووي المبرم بين ايران والقوى الكبرى بينها الولايات المتحدة عام 2015 والذي يهدد ترامب بالانسحاب منه.
يفترض ان يعلن الرئيس الاميركي بحلول منتصف تشرين الاول/اكتوبر امام الكونغرس ما اذا كانت طهران تحترم فعلا تعهداتها التي من شأنها أن تضمن الطبيعة السلمية تماما لبرنامجها النووي. في حال لم يثبت هذا الالتزام امام الكونغرس، فان ذلك سيفتح الطريق امام اعادة فرض عقوبات سبق ان رفعت ما يعني بالنسبة لبعض الدبلوماسيين الاوروبيين "الموت السياسي" للاتفاق.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي الاربعاء في حديث لشبكة "سي بي اس" ان الرئيس ترامب "لم يعط اشارة واضحة بانه يعتزم الانسحاب منه. الامر الواضح هو انه ليس مسرورا بهذا الاتفاق".
لكن هذا الاحتمال يثير قلق الدول الاخرى الموقعة على الاتفاق، فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لصحيفة "ذي غارديان"، "نحض بدون توقف الولايات المتحدة على عدم الانسحاب منه. اقول ان الفرص قد تكون مناصفة 50/50".
من جهته شدد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ على ان الاتفاق "نتيجة مهمة لتعددية الاطراف. انه مثال على طريقة حل ازمة دولية عبر السياسة والدبلوماسية".
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون دافع بقوة الثلاثاء عن الاتفاق امام الامم المتحدة قائلا انه "مفيد وأساسي من اجل السلام". واضاف ان الانسحاب منه "سيكون خطأ جسيما، وعدم احترامه سينطوي على انعدام مسؤولية".
وسيكون هذا التجاذب حاضرا خلال اجتماع تعقده في نيويورك الدول الموقعة على الاتفاق التاريخي بين ايران والقوى الكبرى الست وسيشهد اول لقاء بين وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون ونظيره الايراني محمد جواد ظريف منذ تغير الادارة الاميركية في كانون الثاني/يناير.
وحذر وزير الخارجية الاميركي الثلاثاء من ان الولايات المتحدة لن تبقى ملتزمة بالاتفاق الا اذا "ادخلت عليه تعديلات" لانه "يجب اعادة النظر في النص فعليا".
باستثناء دعم اسرائيل، فان الولايات المتحدة معزولة في هذا الملف حيث ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة التحقق من احترام الالتزامات الايرانية اكدت باستمرار التزام ايران بتعهداتها الواردة في الاتفاق المبرم في تموز/يوليو 2015.
واعادة فرض العقوبات من شأنها ان تبطل العمل باتفاق ابرم على اساس الرفع التدريجي للعقوبات مقابل الحد من الانشطة الايرانية في المجال النووي.
وتدافع ايران بشدة عن هذا النص وترفض اي اعادة تفاوض حوله، يدعمها في ذلك الاوروبيون والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في مطلع الاسبوع ان "الاتفاق لا يخص دولة او اخرى انه يخص المجموعة الدولية.
 
لكن الخطاب الذي القاه ترامب الثلاثاء امام الجمعية العامة للامم المتحدة يوحي بانه يميل الى "تمزيق" هذا النص كما وعد به خلال حملته الانتخابية للوصول الى البيت الابيض. وقال امام قادة العالم اجمع ان الاتفاق مع ايران "هو من أسوأ" الاتفاقات التي ابرمتها واشنطن على الاطلاق مضيفا "بصراحة، هذا الاتفاق معيب للولايات المتحدة".
وهاجم ايضا ايران واصفا اياها بانها "دولة مارقة تزعزع الاستقرار" في الشرق الاوسط عبر تصدير "العنف وحمام الدم والفوضى". وردت الخارجية الايرانية بوصفه بانه "خطاب الجهل والكراهية".
في محاولة لانقاذ الاتفاق، عرضت فرنسا احتمال اعتماد "ملحق" للاتفاق النووي مع ايران يحدد مستقبل العلاقة بعد 2025، الموعد الذي تسقط فيه بعض القيود الواردة في الاتفاق، ما قد يشكل مخرجا لواشنطن. لكن تيلرسون اعتبر ان تحديد موعد لرفع هذه القيود هو "اكبر ثغرة فاضحة" في النص.
ويحاول الاوروبيون اقناع واشنطن بعدم الخلط بين السياسة النووية الايرانية واعتراضات اخرى لديهم حيال ايران، مثل برنامجها البالستي او "زعزعة الاستقرار" في المنطقة (سوريا ولبنان واليمن).
من جانب آخر، عبر عدة دبلوماسيين عن قلقهم من التداعيات السلبية لتغير مفاجئ في الموقف الاميركي حيال ايران في حين لا تزال المجموعة الدولية تأمل في اعادة بيونغ يانغ الى طاولة المفاوضات.
وقال الرئيس الايراني حسن روحاني "اذا امتنعت الولايات المتحدة عن احترام الالتزامات ونسفت الاتفاق فهذا سيعني تحملها تبعات فقدان ثقة الدول فيها".
ورأى ستيوارت باتريك الباحث في مجلس العلاقات الخارجية ان "الكوريين الشماليين يراقبون عن كثب كيف تتم معاملة ايران" لمعرفة "ما سيكون مصيرهم في حال وافقوا في احد الايام على التخلي عن اسلحتهم النووية".
في المقابل، رأى بهنام بن طالب لو من مجموعة الضغط المحافظة "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" التي تنتقد بشدة الاتفاق النووي، ان "اعتماد نهج مشدد حيال طهران سيعزز مصداقية الولايات المتحدة" ويضعها في موقع قوة في أي مفاوضات محتملة في المستقبل مع كوريا الشمالية.
والى جانب ايران، يلقي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ايضا خطابين الاربعاء خلال اليوم الثاني من اعمال الجمعية العامة السنوية للامم المتحدة.(أ ف ب)