Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Jul-2017

نحن والأقصى واسرائيل.. - محمد كعوش
 
الراي - نشر الدكتور محمد المناصير صورة تاريخية لوفد من شيوخ العشائر الأردنية وفي مقدمتهم الشيخ ماجد سلطان العدوان يتوجهون الى القدس لنجدة المقدسيين في مواجهة قوات الإنتداب البريطاني عندما منعت الصلاة في المسجد الأقصى في العشرينات من القرن الماضي.
 
هذه الصورة جاءت في وقتها التاريخي لتؤكد أن قضية الأقصى وبيت المقدس باقية في وجدان الأردنيين في كل زمان ومكان.
 
ليس من حق احد ان يغير أو ينكر أو يتلاعب بهذه الذاكرة التاريخية، كما ليس بمقدور أحد ان ينتزع قضية القدس والقضية الفلسطينية بمجملها من الذاكرة العربية والإسلامية. وبهذه المناسبة أقول إن من حق الأردن، قيادة وحكومة وشعبا، أن يرفع الصوت اكثر، قولا وفعلا، دعما لقضية الأقصى، واستخدام الحق التاريخي والقانوني والسياسي للتصدي لعملية تهويد القدس والإعتداء على المقدسات، وهو حق تضمنه كل الإتفاقيات والمعاهدات التي تؤكد حق الأردن بالإشراف على المقدسات في هذه المدينة التي وهبها الله هذا البهاء والتاريخ المقدس.
 
نقول أن الجميع انتظر الدور الأردني لأن اسرائيل ارادت بفعلتها اختبار عمق المواقف وصلابتها، فقد سعت الى جس النبض الفلسطيني والأردني معا، وبالتالي تحديد حجم ردود الفعل، قبل الأقدام على الشروع في تنفيذ خطة تهويد أو تقسيم الأماكن المقدسة، في غياب اللغة العربية الواحدة والموقف العربي الموحد، وبالتالي استغلال ارتباك الفعل العربي الجمعي في هذه المرحلة التاريخية.
 
اعتقدت اسرائيل لوهلة أن العتمة العربية منحتها الفرصة المناسبة لغزوة جديدة، باعتبار ان صحوة الحنين نامت وغابت بفضل شدة النعاس العربي، ولكن ما حدث في القدس أثبت خطأ وفشل حكومة اليمين المتشددة في نواياها واهدافها واوهامها، لأن الحركة الاسرائيلية الطائشة، قد ايقظت هذا الحنين، ليس في القدس وحدها، بل في فلسطين التاريخية كافة، فقد تدفقت الجموع من الأراضي المحتلة عام 1948 لنجدة الأقصى والتضامن مع المقدسيين في حراكهم الجديد، او انتفاضتهم الجديدة ضد الإحتلال والتهويد والضم.
 
حراك القدس قاد اسرائيل الى مأزقها الوجودي مرة اخرى، رغم انسجامها مع الواقع العربي الجديد الذي منحها فرصة التفكير لوهلة باقتراب انتهاء الصراع العربي الأسرائيلي، ووضع القضية الفلسطينية برسم التصفية أو التسوية حسب الشروط الأسرائيلية، أو كما اشتهت الحركة الصهيونية العالمية.
 
والذي يقلق اسرائيل اكثر ويذكرها بمأزقها الوجودي، هو اندفاع الفلسطينيين من وراء الخط الأخضر، لنصرة الأقصى وأهل بيت المقدس، بكل طوائفهم الدينية واطيافهم الساسية، وهذه المبادرة احيت شعورها بأنها قوة احتلال حتى في داخل الخط الاخضر، وهنا تبرز مسألة غموض الهوية بالنسبة لحكومة اليمين في تل ابيب، ووضوح الهوية القومية للعرب الذين يعيشون داخل الكيان الصهيوني، والذين يتساءلون يوميا عن موقعهم وحقوقهم داخل «الدولة العبرية « العنصرية.
 
وفي مواجهة هبة الأقصى، ثبت لحكومة اليمين المتطرف في اسرائيل، ان تواجد وتوالد وتناسخ وتناسل الغزاة في أرض الآخرين لا يعطيهم الحق في «وطن» يحولونه دولة عنصرية لكل اليهود على حساب اصحاب الأرض والديار الأصليين... حقا انه اصرار وانتصار لكل من شارك في حراك القدس المحتلة. ولكن يجب أن لا يشغلنا هذا الإنجاز، على أهميته، عن القضية الأكبر والأشمل وهي مسألة الأحتلال، فكل المشكلات والمعاناة تنتهي بانتهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
 
ولكن في النهاية نقول بكل صراحة ووضوح، إن هناك ما يقلق الكثيرين من المتابعين والمعنيين، تواجد خطاب سياسي ديني واضح، يكشف عن نوايا واجندات حزبية وخارجية، أو محاولة استغلال هذه الحراك بقدسيته، وحصاد نتاجه لمصلحتهم السياسية الدينية، وبالتالي الخشية من اختطاف دم وتعب ومعاناة وتضحيات المقدسيين ومن وقف معهم في انتفاضتهم، وجرهم الى واقع من التطرف يخرّب نسيج المجتمع الواحد ويكرس النقسام الطائفي والعرقي. واذ نحذّر من هذا الإختطاف لأننا شاهدنا ما حدث في حراكات شعبية تحولت الى ادوات تدميرية تخدم المشروع المشبوه الذي شمل بلاد العرب كله