Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Feb-2020

نتنياهو ومحاولات استغلال الفرص*علي ابو حبلة

 الدستور

نتنياهو يدرك أن مستقبله السياسي بات في خطر محدق ما لم يتمكن من تحقيق انتصار حزبه في انتخابات الكنيست المقررة في الثاني من آذار المقبل 2019 وهي الثالثة في اقل من عام وهو حدث غير مسبوق في تاريخ الدول ، يوظف نتنياهو علاقاته  مع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية ،  وباستخدام كل الوسائل لإجبار صانع القرار الأمريكي على اتخاذ القرارات المؤيدة للكيان الصهيوني ومصالح اليهود في هذا الكيان وخارجه .ومن ابرز هذه الأهداف وأهمها: الحفاظ على وحدة «الشعب اليهودي» عبر تجميعه في «إسرائيل» عن طريق الهجرة والمحافظة على هويته وحماية الحقوق اليهودية في كل مكان والدفاع عن الكيان الإسرائيلي وتوفير مستلزمات أمنه واستمرارية وجوده عبر تحضير وتهيئة الأجيال لقيادة الكيان.
نجح الايباك الصهيوني  في إقناع ترمب للإعلان عن صفقة القرن قبل الانتخابات الاسرائيليه ليستغلها ويوظفها نتنياهو في حملته الانتخابية ، وبعيد الإعلان عن صفقة القرن ،قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه سيطرح مشروع فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات المقامة في الضفة الغربية المحتلة، لمصادقة الحكومة، لكنه تراجع واعترف خلال مشاركته في مؤتمر انتخابي لحزبه (الليكود)، عقد ، في «بيت شيمش» (عين شمس)، غربي مدينة القدس، أن قرار فرض سيادة الاحتلال الإسرائيلي على مناطق في الضفة، تأجل لأجل غير مسمى.
وقال نتنياهو «لن ندع فرصة كهذه تضيع (ضم المستوطنات ومنطقة غور الأردن)، نحن من جاء بها، ونحن هنا لتحقيقها، لكن من أجل ذلك، ومن أجل تأمين حدودنا، وتأمين مستقبلنا، أحتاج من جميع أعضاء الليكود الخروج والتصويت (في الانتخابات المقبلة)».
وحول ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أنّ تصريحات نتنياهو تتناقض مع تصريحات سابقة له ولمسئولين في حزب الليكود الذي يتزعمه، قالوا فيها إن «فرض السيادة الإسرائيلية سيتم قبل الانتخابات». ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو قرر تأجيل الضم خضوعًا لضغوط أميركية وأوروبية.
 رغم المكاسب التي تحققت لنتنياهو قبيل الانتخابات وفي مقدمتها الإعلان عن صفقة القرن ، إلا أن الاستفادة الكاملة منها على المستوى الشخصي لم تتحقق وهي متعثرة  ، وإن كان ظاهر الأمور يوحي بان نتنياهو حقق مكاسب شخصيه . الا أن تداخل المصالح في إسرائيل بين الشخصي والعام يضغط على جدول أعمال نتنياهو الذي يصارع من أجل بقائه السياسي. وهو تداخلٌ بات أكثر حدّة مع اقتراب موعد انتخابات «الكنيست» بعد أقلّ من شهر من الآن. يضاف إلى ما تقدّم خسارة نتنياهو معركة الحصانة القضائية، وبدء مسار محاكمته في قضايا فساد ورشى.
على  مسار «صفقة القرن»، وجد نتنياهو نفسه بين مطلبين متباينين: أوّلهما التوجّه سريعاً لتلقّف الصفقة واقتطاع ما يصبّ منها في المصلحة الإسرائيلية ويلبّي مطالب الناخب اليميني، وذلك عبر ضمّ سريع لكلّ المستوطنات وغور الأردن وجزء آخر من المنطقة المصنفة «ج» في الضفة المحتلة، وهو ما ووجه برفض أميركي ألزم إسرائيل تأجيل الضمّ إلى ما بعد الانتخابات، على اعتبار أن واشنطن معنيّة الآن بإيجاد مسافة زمنيه لتهيئة الأجواء، وتمكين الحكام العرب من تجاوز الضغوط ، بطبيعة الحال، لا يتعلّق الحديث المتقدّم بمصلحة إسرائيل في «صفقة القرن» وغيرها، بل بمدى استفادة نتنياهو شخصياً من التطورات الأخيرة وتفاعلاتها، وهي مسألة تشكّل موضع أخذ وردّ بين المتابعين. وما يجدر التذكير  إليه هنا هو أن وجود مصلحة شخصية لنتنياهو أو غيره من المسؤولين في قضية ما لا يعني أنه بات بالإمكان توقع سيناريوهات  ربطاً بتلك القضية واستبعاد أخرى، خصوصاً لدى وجود تقديرات بمستوى انعكاسات تلك السيناريوهات على امن إسرائيل .