Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Aug-2018

إشكالية الارهاب/ بنيوية جنينية - د. جلال فاخوري

 الراي - في الثقافة السياسية ان الارهاب يكون بالعادة عابرا للحدود ويكون غالباً من غير اصحاب الارض لكننا نلحظ تحولاً نوعياً في مسيرة الارهاب، بحيث بدأنا نشهد ان الارهاب ينام ثم ينشط من جديد، فبعد هزيمة الارهاب في العراق وسوريا البلدين المجاورين للأردن، بدأنا نلحظ واقعياً ظهور نشاط إرهابي في الاردن مما قد يفسر بأنه نائم ثم بدأ ينشط، واما انه تسرب من سوريا والعراق اي الاردنيين الذين قاتلوا في صفوف الارهاب وفي كلا الحالين فإن نشاطه في الاردن لن يكون ناجحاً بسبب يقظة الامن والجيش والشعب وبصرف النظر عما كان ولا يزال يحدث في الاردن من عمليات إرهابية لم ينجح اي منها في إحداث الفتنة، او محاولات تقسيم الشعب إلى فئات متطاحنة.

فالسؤال الاكثر اهمية في الحديث عن الارهاب هو ماذا يريد الارهاب من الاردن ولماذا لم ينجح رغم استعداد الارهابيين لعمل المزيد من العمليات المقلقة وظهورهم بين الفينة والاخرى؟ للسؤال ظاهر وباطن فالارهابيون يسلكون هذا السبيل كونهم لا يعون خطورة اعمالهم، فغياب العقل المدرك للخطورة واضح فانتزاع العقل وإحلال السيكولوجية المريضة محله، يعني ان العقل بغيابه قد احدث فكراً سلبياً يؤدي تلقائياً للفوضى الفكرية التي تقود إلى السلوك غيرالواعي وهذا السبب بالغ الاهمية اذا نظرنا إلى ان العقل الفردي هو حالة شاذة عن العقل الجماعي اي ان العقل الجماعي بطبيعته هو عقل واع للسلوك السلبي، اما الفردي فهو حالة منفردة منعزلة شاذة.
فالارهاب من ناحية سيكولوجية علمية هو حالات فردية لا صلة لها بالمجتمع او العقل الجماعي والاكثر خطورة في العقل الانعزالي المنفرد هو ابتعاده الدائم عن النصائح والتوجيهات لاعتقاده ان فكره هو الاسلم والاكثر تأثيراً في الحالات الجمعية.
هذا السبب يقود تلقائياً إلى السلوك السلبي الشاذ والسبب الاخر مهم ايضاً في قيام الارهاب هو ان البيئات المنتجة لهذا الفكر والحاضنة له غالباً ما تتسلط عليها مناخات لا صله لها بالعلم او الثقافة اي بعيده عن الوعي وعلى طبيعة السلوك السالب وهذا الفكر هو فكر متنوع المصادر الموبوءة اساساً والتي تغذي هذا الفكر بالشر وهو فكر نشأ في اوائل قيام الفكر الاسلامي الداحض لظلام ظل يخيم على البشر فترة طويلة خاصة مع قيام ثورات كان لها في اوائل العهد الاسلامي تأثير سلبي كثورة النوَر (الزط) اي الغجر والازارقة والقرامطة والزنادقة... الخ فالارهاب الحالي متأثر بهذه الثورات التي قضى عليها الاسلام واعتقاداً من الارهاب المعاصر انه يمكن العودة بالعالم إلى تلك الفترة المظلمة والظالمة. والحقيقة التي تستوجب التوقف عندها هي هل يكفي استخدام القوة للقضاء على الارهاب؟.