Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Aug-2017

تقييم اداء رؤساء الجامعات وتعيينهم يبعث من جديد - أ.د.عبدالكريم القضاه
 
الراي - لجنة خبراء لتقييم اداء رؤساء الجامعات تضاف الى دور مجالس الامناء والتعليم العالي وبعض الجهات الاخرى وبخاصة اصحاب المصالح الذين لهم دور لا يستهان به في بقاء أو تعيين رؤساء الجامعات من عدمه. أعضاء هذه المجالس واللجان لهم كل الاحترام والتقدير ولكن آليات عمل هذه المجالس واللجان لا تلقى الكثير من الترحيب لأنها لا تلبي الحد الأدنى من الموضوعية والاستقلالية المتوقعة ويستطيع أي مطلع على ملف التعليم العالي ان يتنبأ بهامش خطأ لا يزيد عن 5% بمن سيجدد له ومن سينسب بتعيينه من رؤساء الجامعات بمجرد الاطلاع على اسم الوزير وتشكيلة المجالس واللجان، وان حدث عكس ذلك في المستقبل فستكون سابقة مبشرة في الاتجاه الصحيح.
 
ما زال الجسم الاكاديمي يتعافى من الصدمة وهو يتابع اداء لجان تقييم وتعيين رؤساء الجامعات، وتنسيبات وتوصيات وقرارات مجالس التعليم العالي والأمناء في الماضي القريب، اضافة الى ذاكرة هذا الجسم عن اقالة 7 رؤساء جامعات و5 أعضاء من مجلس التعليم العالي دفعة واحدة ونقل عدد من رؤساء الجامعات، وتطبيق 3 قوانين مختلفه للتعليم العالي والجامعات خلال عام واحد بحيث لا يمكن فهم ما يدور في التعليم العالي الا من خلال منظور واقع العالم الثالث في أحسن الأحوال.
 
لسان حال الجسم الأكاديمي يقول: ان ما يجري الان من كثرة المرجعيات في تعيين رؤساء الجامعات والتجديد لهم هو توزيع (الدم على القبائل )، فلو كانت الرؤيه والآليات واضحة لما احتجنا لكل ما ظهر من هذه المرجعيات وما بطن، وما احتاج رؤساء الجامعات للجوء للاعلام بهذه الطرق التي لا تليق برئيس بهم لتلميع صورتهم في هذا الوقت العصيب عليهم كما يبدو.
 
الجسم الاكاديمي يعرف ان من يحسم نتائج تعيين رؤساء الجامعات والتجديد لهم قائمة من عوامل عديدة في ذيلها حسن الاداء والكفاءه، واقترح على مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية ان يقوم باستفتاء حول هذا الموضوع. هذه الرسائل حول تعيين او التجديد لرؤساء الجامعات هي مؤشر مقلق عن صحة جسم هذا الوطن الذي نفتخر به وبقيادته ولا بد ان نعمل المستحيل لأن يكون ملف التعليم العالي بأفضل حال.
 
الاردن جزء لا بل جزيرة واعدة في قلب الامة العربية، هذه الأمة التي يسعى وسعى بعلم وغير علم بعض ابنائها لتعطيل مسيرتها بفسادهم وتبديد مقدراتها بجهلهم وتجيير انجازاتهم وانجازات غيرهم لأنفسهم، واذلال المواطن بعنجهيتهم وانتقاميتهم، مقابل اغلبية صابرة لن تكون الا منارة خير واذا لزم الأمر زلزالا عظيما يصحح مسيرة وتاريخ هذه الأمة. هذا الوطن هو أرض الرباط يقع شرقي النهر بكل ما فيه من معنى، وله دور تاريخي شرعي تنويري حضاري ماضيا وحاضرا ومستقبلا وسيبقى ان شاء الله انموذجا رائعا لأمة باكملها. هناك محاولة جادة في تطبيق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية يقودها وزير التعليم العالي مع ان دور مهندسها قد تلاشى منذ اقرارها لأسباب معروفة وغير مفهومة. جامعاتنا كذلك، وعلى الرغم من كل التحديات تضبط ايقاع مسيرة الوطن بعلمائها وتنوع انجازاتها وجودة خريجيها الذين يضخون في عروق الوطن وخارجه. هذا يعني بوضوح ان الوطن ليس بحاجة الى قادة جامعات يسعون لتكبرهم المناصب بدل ان تكبر بهم، ياخذون من الوطن ولا يعطونه، قراصنة انجاز بدل ان يكونوا صناعه، يظهرون احيانا في الاعلام كعمداء وشيوخ عشائر بدل ان يفتخروا بانهم علماء الوطن والأمه. اما حان الوقت لان ننحاز لمصلحة الوطن حتى لو كان الثمن خسارة المنصب؟، أما حان الوقت ان نتخلص من عقدة الحصول على المنصب حتى ولو على حساب الهوية والكرامة؟.لقد امتلأت الأمة بشيوخ المناصب وهي لا تحتاج للمزيد منهم.
 
عندما انظر الى سيرة حياة رؤساء الجامعات وعمدائها ومدرائها وحتى رؤساء أقسامها في العالم المتقدم اصاب بالذهول ليس فقط لتميزها ولكن لأنها المقياس الوحيد لهذه التعيينات، حتى الجنسية ليست شرطا لتعيينهم!.
 
*الجامعة الاردنية