Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2019

الأديبة سارة السهيل: من يكتب للأطفال يبقى طفلًا مدى الحياة

 الدستور- ياسر العبادي

أقامت اللجنة الثقافية في جمعية الفيحاء، يوم أمس الأول، حوارا مفتوحا مع الكاتبة والشاعرة العراقية سارة طالب السهيل، للحديث حول تجربتها الابداعية في الكتابة والشعر، بحضور عدد من المثقفين والمهتمين، وأدار هذه الحوارية الدكتور عبد الفتاح البستنجي.
وبدأ البستنجي الحديث عن الأديبة سارة طالب السهيل، قائلا: إن الثقافة عندها هي مركب معرفي يشمل الفنون والشعر والادب والموسيقى وليست الثقافة حكرا على شعب دون غيره فعندما تتكامل عناصر الثقافة تتشكل المعرفة والحكمة والإبداع « وهو يقتبس من كتابتها»، كما أن اللغة العربية هي المكون الاساسي للثقافة وللهوية العربية التي تجعل من الامة واحدة، وهنا نتحدث عن دور المرأة على مر التاريخ كسيدة فاعلة ومؤثرة في مجريات الأحداث، فمنذ مملكة سبأ عندما أختارت بلقيس ملكة في اليمن وشيدت سد مأرب كشاهد على إبداع المرأة، وتعتبر المعلقات التي كانت تكتظ في سوق عكاظ كأول مهرجان أدبي في العالم، وملكة تدمر زنوبيا التي تصدت للرومان أنذاك، كما أن الانباط في جنوب الاردن الذين نحتوا في الصخر احدى عجائب العالم السبع، وتعتبر ولادة بنت المستكفي في الاندلس من الرياديات إذ أنشات صالونا أدبيا في قرطبة.
وأضاف د. البستنجي: ونعود الى العصر الحاضر ونتكلم عن المبدعة سارة السهيل وهنا أبدأ بموال بغدادي للشاعر نزار قباني وقصة حبيبته العراقية بلقيس الراوي، الذي قال: «مدي بساطي واملئي اكوابي/ وانسي العتاب فقد نسيت عتابي/ عيناك يا بغداد منذ طفولتي/ شمسان نائمتان في أهدابي/ لا تنكري وجهي فأنت حبيبتي/ وورود مائدتي وكأس شرابي/ بغداد جئتك كالسفينة متعبا/ أخفي جراحاتي وراء ثيابي/ ورميت رأسي فوق صدر أميرتي/ وتلاقت الشفتان بعد غياب/ أنا ذلك البحار ينفق عمره/ في البحث عن حب وعن أحباب/ بغداد طرت على حرير عباءة/ وعلى ضفائر زينب ورباب/ وهبطت كالعصفور يقصد عشه/ والفجر عرس مآذن وقباب/ حتى رأيتك قطعة من جوهر/ ترتاح بين النخل والأعناب/ حيث التفت أرى ملامح موطني/ وأشم في هذا التراب ترابي/ لم أغترب أبدا فكل سحابة/ بيضاء فيها كبرياء سحابي/ إن النجوم الساكنات هضابكم/ ذات النجوم الساكنات هضابي/ بغداد عشت الحسن في ألوانه/ لكن حسنك لم يكن بحسابي/ ماذا سأكتب عنك يا فيروزتي/ فهواك لا يكفيه ألف كتاب/ يغتالني شعري فكل قصيدة/ تمتصني تمتص زيت شبابي/ الخنجر الذهبي يشرب من دمي/ وينام في لحمي وفي أعصابي/ بغداد يا هزج الخلاخل والحلى/ يا مخزن الأضواء والأطياب/ لا تظلمي وتر الربابة في يدي/ فالشوق أكبر من يدي وربابي/ قبل اللقاء الحلو كنت حبيبتي/ وحبيبتي تبقين بعد ذهابي».
وتحدث البستنجي عن سيرة السهيل الذاتية فهي من أصول عشائرية تميمية عراقية فوالدها عراقي هوالشيخ طالب السهيل و أم هاشمية ولدت بالأردن ودرست في مدارسها «مدرسة راهبات الوردية «، حاصلة على بكارريوس في الاعلام من جامعة القاهرة، وأنجزت كتبا في اللغة العربية والانجليزية موجهة خاصة لفئة الأطفال بمواضيع متنوعة ومن يكتب لهذه الفئة يمتاز بموهبة خاصة، كما أنها ابدعت في مجال الشعر ولها ثلاثة دواوين شعرية، فهي صاحبة أكثر من «150» إصدار في الشعر وقصص الاطفال وكتب ومقالات في دوريات محلية وعربية متعددة الوجهات الابداعية، وهي عضوإتحاد الكتاب العراقيين، عضو إتحاد الكتاب الأردن، عضو اتحادالكتاب المصريين والعرب، عضو الاتحاد العربى لحماية حقوق الملكية الفكرية وقد شاركت الكاتبة سارة السهيل في العديد من الندوات والمهرجانات.
ومن جهتها، قالت السهيل: أنا سعيدة جدا لوجودي بين هذه النخب الثقافية والأدبية وإتاحة الفرصة لي للحديث في المجال الثقافي والادبي وعن تجربتي في الكتابة، فأنا فعليا من مواليد العاصمة الأردنية عمان ذات اصول عراقية درست في مدرسة راهبات الوردية فأنا أردنية النشأة والانتماء، بدأت مبكرا منذ الطفولة مع الشعر كمدخل جعلني أدخل الى عالم الكتابة وبتشجيع من والدي الذي استشهد وانا طفلة، والذي شجعني على حب القراءة والكتابة فكان يصحبني الى المكتبة وكان يذكي لدي التحدي في إنهاء قراءة كتاب كل اسبوع، في حين أنني لم اكن ارغب في حفظ الكتب المنهجية المدرسية وهذا ما منحني رصيدا معرفيا زاخرا في مواضيع متنوعة، وحتى في سن المراهقة عمدت الى قراءة الكتب الرومانسية ايضا.
وأشارت السهيل إلى أن أول قصيدة شعرية كتبتها كانت عن فلسطين فهي هاجس الامة العربية قاطبة، وأضافت: أما في العصر الحالي فلكثرة ما يتعرض له الوطن العربي من كوارث وانقسامات وحروب وزعزعة للامة فأن اي منا لم بعد يعرف عما يكتب عن فلسطين او العراق او سوريا او اليمن وغيرها، وعندما كتبت الشعر كان عمري 10 سنوات أنذاك وشجعني والدي إذ كان من الداعمين للمرأة ودعمني بأن ادخلني لصلونه السياسي ولقائي بنخبة من المخضرمين العرب حيث طلب مني ان القي القصيدة على اسماعهم تحفيزا منه لكسر حاجز الخوف من الجمهور وفعلا كانت بداية موفقة إذ انبهر الحضور من أدائي آنذاك، فالشعر يبدأ بموهبة غريزية وليس بالتعلم وتصقل الموهبة بغزارة المعرفة والتجارب، ثم بعد ذلك بدأت أقرأ قصص عن الأطفال فشعرت حينها أنني أميل لهذه الفئة اكثر وخاصة لشعوري بفقدي والدي مبكرا في سن الطفولة وما يراق ذلك من الشعور النفسي والشخصي بالحرمان للحنين والرعاية الابوية، وبدأ الشعور لدي لالمسؤولية الملقاة على عاتقي نحو هذه الفئة «الطفولة» الاقل حظا في الحياة، وبدأت بالإعمال التطوعية الانسانية وهذا ما شكل عندي مادة ثرية من خلال اطلاعي على هموم الناس عامة وكتبت أول قصة للاطفال بعناون «سلوى والفئران»، وشاركت باعمال مسرحية وفي القاهرة شاركت بمعرض الكتاب كفلة اكتب للاطفال فمن يكتب للأطفال يبقى مدى الدهر طفلا في حياته.
ونختم هذه الحوارية بقول السهيل أنا مشغولة بالمشاركة الثقافية والادبية اكثر من الحديث عن تجربتي الإبداعية باعتبار ان احلامنا المجتمعية العربية مشتركة، واتمنى ان تكون الاعوام القادمة مليئة بالأمن والأمان لجميع الدول العربية: الاردن، العراق، فلسطين، وكامل الدول تنعم بالاستقرار والحرية والازدهار والرفاهية، وقرأت الكاتبة من كتابتها بعض الفقرات.