Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Feb-2017

مدير المخابرات السورية زارعمّان سرا .. فماذا طلب من الاردن ؟

الصوت-

يعرف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تماما ما الذي يفعله وهو يقول بحضور نظيره المصري سامح شكري بأن الأولوية المطلقة لبلاده هي «حماية الحدود» مع سوريا ومن أي خطر خارجي، معلنا في الوقت نفسه عن عدم وجود «تواصل مباشر» مع إيران بخصوص الشأن السوري. الملف السوري يطغى تماما على محادثات الصفدي وشكري. قبل ذلك طغى على بوصلة النشاطات الأردنية الدبلوماسية والسياسية والأمنية وحتى العسكرية.
منطوق كلام الوزير الصفدي هو رسالة لإيران بحضور الصديق المصري لطهران ولدمشق وعنوانها مجددا العودة لقواعد اللعبة كما حددها سابقا رئيس الأركان الجنرال محمود فريحات في مقابلته الشهيرة مع «بي بي سي» عندما أوضح لدمشق بأن مشكلته الأساسية هي «الميليشيات التابعة لإيران ولحزب الله»، والتي تحاول الاقتراب من جنوب درعا أو تسيطر حواجزها على الطريق الدولي الفاصل بين عمان ودمشق، الأمر الذي ألمح له في حديث مباشر داخل القصر الملكي رجل الدولة المخضرم عبد الكريم الكباريتي.
عمليا تتردد النغمات نفسها بحضور الحليف المصري وسط تقدير بأن سامح شكري حضر أصلا لعمان حاملا رسالة للملك عبدالله الثاني من الرئيس عبد الفتاح السيسي في إطار الإطلاع أولا على تقييمات عمان بعد الاختراق المهم الذي حققته في واشنطن، وثانيا وسط توقعات بأن شكري بدأ يناقش مسألة «التمثيل السوري» في قمة عمان العربية المقبلة.
المؤسسة الأردنية تتقصد بوضوح وطوال الوقت عدم التحدث مع إيران بل وتتهم خلف الستارة سفارتها في العاصمة عمان بمحاولات تجاوز العرف الدبلوماسي وأي تقارب علني مع طهران من شأنه أن يعطب فورا الاتصالات والعلاقات مع جانبين هما الأكثر أهمية للأردن وهما إسرائيل والسعودية.
وعندما يتحدث الصفدي عن عدم وجود اتصال مباشر مع ايران بشأن سوريا قد يقصد لفت النظر إلى أن القاهرة يمكنها أن تقيم هذا الاتصال على أساس أن عمان لديها فائض من التواصل مع واشنطن وموسكو وبدأت مؤخرا تتحدث مباشرة وبعدة لغات مع النظام السوري عبر قنوات أهمها «أمني» بامتياز ونجمها رجل الأمن القوي علي مملوك الذي كشف مصدر مطلع بأنه حضر لعمان أربع مرات على الأقل مؤخرا وبصورة غير علنية.
ويقول ساسة أردنيون مقربون من مكتب رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ما يلي: «لا حاجة لنا لإغضاب السعودية بتفعيل قنوات اتصال مع إيران بالشأن السوري ولا المجازفة بالمزيد من المؤامرات الإسرائيلية» ويقولون: التواصل المباشر مع دمشق هو أيضا رسالة يفترض أن تحترمها طهران خصوصا عشية القمة العربية.
وفي بطن الرسائل يمكن قراءة السطر الذي يفوض نظام السيسي بدوره لإقامة إتصال مع إيران باسم المجموعة العربية، لعل ذلك هو سبب زيارة الوزير شكري المباغتة لعمان حيث يلتقي الملك والملقي والصفدي.
الجنرال فريحات سبق أن حذر مما سماه بـ»الممر الإيراني» بين العراق وسوريا ولبنان، هذا التصريح بجرعة أخف من قصة «الهلال الشيعي» التي اخترعها اصلا رئيس الوزراء الحالي هاني الملقي عندما كان وزيرا للخارجية أثناء قمة الجزائر العربية.
تصريح فريحات الشهير أرضى السعودية خصوصا وأنه اقترن بالحديث عن الميليشيات الشيعية لكن ما لم يعجبها قبل أكثر من ستة أسابيع هو حديثه عن عدم استهداف النظام السوري إطلاقا وسط معادلة حماية حدود المملكة ودعوته الضمنية إلى أن تعود مظاهر «سيادة الدولة السورية» إلى جنوب بلاده.
مقابلة الفريحات كانت وحسب منطوق مسؤول أردني بارز تحدث مع «القدس العربي» كانت من النوع الذي «أرضى وأزعج جميع الأطراف» لكنها مقابلة من الطراز الذي عكس تماما أولوية الحدود الأردنية تلك التي يتقصد الصفدي التركيز عليها في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الوزير المصري شكري.
وعندما سئل فريحات مرجعيا أفاد بأنه أجاب على الأسئلة التي طرحت عليه في مقابلة «بي بي سي» ببساطة وبصورة مباشرة وكما يفهم الأمور كعسكري وبدون «نكهات سياسية» وهو وضع فني وتقني دفع عمليا الجنرال مملوك لإرسال «وفد أمني» رفيع المستوى لعمان لاحقا.
وبما أن الوزير شكري حضر مبكرا لعمان ضمن ترسيم بوصلة واتجاهات قمة عمان العربية يمكن الاستنتاج بأنه قد يحصل على صيغة «لا مانع» عندما يتحدث مع طهران، علما أن دول الخليج فضلت التواصل من خلال دولة الكويت.
ولاحقا قد يطالب إذا كان متشددا في سيناريو موسكو بخصوص عودة النظام السوري لمقعده في الجامعة العربية بمراجعة المرجعية العربية الأبرز وهو الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أوفد بدوره من «يفاوض روسيا» من وراء الغلاف العلني العام لأن عمان لا تستطيع المجازفة بتأييد أي مشروع بالخصوص مجانا وبدون غطاء سعودي.