Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-May-2017

فتح عروض ‘‘الصحراوي‘‘ يؤذن ببداية النهاية لـ‘‘طريق الموت‘‘

 

عبدالله الربيحات
عمان- الغد- مع فتح العروض المالية لعطاء تأهيل الطريق الصحراوي، أول من أمس، يمكن القول إن الشهر المقبل سيشهد بداية النهاية لما يعرف بـ"طريق الموت"، الذي شهد مئات الوفيات على مدار الأعوام الماضية.
ويمكن إدراك مبلغ خطورة هذا الطريق، إذا عُرف أن عدد الحوادث التي وقعت عليه خلال العام الماضي وأول شهرين من العام الحالي، 226 حادثا توفي جراءها 24 مواطنا، وأصيب 1132 بإصابات مختلفة، جراء البنية التحتية المتهالكة للطريق.
وكان هذا الطريق الذي شكل شريان الحياة للمملكة، قد أنشئ في منتصف الثمانينيات، أي منذ ما يقارب 30 عاماً، بمنحة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عندما تم اعتماد ميناء العقبة لتوريد منتجات إلى العراق، وزاد الضغط عليه خلال الأعوام الخمسة الماضية، بعد إغلاق المنفذ الحدودي بين سورية والعراق، فزادت وتيرة استخدامه من الشاحنات بنحو 50 % عما كان عليه الأمر سابقاً.
وأصبح هذا الطريق أشبه بالمريض الذي يرقد في غرفة الإنعاش، رغم إجراء صيانة دورية للطريق كل عام من قبل وزارة الأشغال العامة والإسكان.
ومن المرجح أن بداية النهاية لهذا الطريق انطلقت أول من أمس في مبنى وزارة الأشغال العامة والإسكان، مع فتح العروض المالية للمقاولين، والمتعلقة بإعادة تأهيله، بحضور مندوبي الصندوق السعودي للتنمية الممول لهذا المشروع، ووزير الأشغال العامة والإسكان سامي هلسة.
وسيتم بدء العمل بالمشروع بداية الشهر المقبل، فيما يتوقع الانتهاء منه نهاية العام المقبل، وفق الوزير هلسة، الذي أكد أن هذا المشروع سيتم بأحدث التقنيات المتطورة في قطاع الطرق، وبالاستعانة بخبرة المملكة العربية السعودية في هذا المجال.
وقال هلسة لـ"الغد" إن مشروع الطريق الصحراوي يعد من أهم المشاريع التنموية والحيوية على مستوى المملكة، لما له من أهمية كبرى لربط العاصمة عمان بمحافظات الجنوب وميناء العقبة، حيث يبلغ طوله 220 كيلومترا، وسيتم التنفيذ من خلال ثلاث حزم، كل حزمة تحتوي على مقاول سعودي ومقاولين أردنيين.
وأضاف أنه خلال الزيارة الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين إلى المملكة، تم توقيع اتفاقية تمويل المشروع، وبناءً عليه تم تزويد المناقصين بوثائق العطاء للتسعير، حيث جرى أول من أمس فتح العروض المالية بعد 45 يوماً من تاريخ الزيارة.
من جهته، بين أحمد الجعافرة، وهو مواطن يسلك الطريق نهاية كل أسبوع، أن رحلته في هذا الطريق، عادة ما تكون شاقة وحافلة بالصعوبات حيث يضيق الشارع بالسيارات نتيجة ازدحام الشاحنات عليه، فضلا عن سوء الإنارة، إن وجدت، والبنية التحتية المتهالكة للطريق.
ويأمل الجعافرة بأن تنتهي معاناته ومعاناة كل من يسلك هذا الطريق بعد إعلان وزارة الأشغال عن البدء بإعادة تأهيل الطريق بداية الشهر المقبل.
أما إبراهيم الحجايا، الذي يرتاد الطريق أسبوعيا، أيضا، بحكم عمله في عمان، فيبين أن إجراء الصيانة الدورية للطريق لم تجد نفعا خلال الأعوام الماضية، مشددا على أنه "آن الأوان ليكون الطريق الصحراوي طريقا دوليا يضاهي نظائره الأخرى". 
من جهته، أكد كبير المهندسين المدنيين في الصندوق السعودي للتنمية المهندس عبد الله الخويطر، عمق العلاقة الأخوية المتينة بين الشعبين الشقيقين، مشيرا إلى أن هذا المشروع "يعتبر مكملاً لباقي المشاريع التي تقوم المملكة العربية السعودية بتمويلها ودعمها في الأردن، ليبقى أنموذجاً وواحة من الاستقرار والأمان".
وأضاف الخويطر أن "جزءا من تمويل المشروع عبارة عن منحة، والجزء الآخر عبارة عن قرض ميسر"، مشيرا إلى الدعم المستمر والمتواصل للأردن الذي تفوق قيمته المليار دولار للمشاريع التنموية.
وبحسب إحصاءات أخيرة للمكتب الإعلامي والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني، فإن عدد الحوادث على الطريق الصحراوي "في ازدياد، حيث لا يمر شهر إلا ويتوفى بين شخص إلى ثلاثة".