Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-May-2017

حماس تعرقل حل الدولتين - د. فهد الفانك
 
الراي - أشارت عناوين الصحف على الصفحة الأولى إلى أن (حماس) تقبل دولة فلسطينية على حدود 1967 ، الأمر الذي اعتبر تنازلاً مجانياً ، لأن الدولة التي قبلتها حماس ليست معروضة عليها ، فيما يشبه التنازل بدون مقابل.
 
إذا تركنا عناوين الصحف على الصفحة الأولى وذهبنا إلى التفاصيل على صفحة داخلية ، فإننا نجد أنه لا جديد فيما ذكرته حماس في مؤتمرها السياسي المنعقد في أحضان قطر برئاسة خالد مشعل.
 
قبول دولة فلسطينية على حدود 1967 هو الجزء من بيان حماس الموجه للمجتمع الدولي وإسرائيل ، أما الجزء الموجه للمواطن الفلسطيني والعربي فيقول: لا تنازل عن أي جزء من أرض فلسطين مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط ، ومهما طال الاحتلال. وترفض حماس أي بديل عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً من نهرها إلى بحرها.
 
للوهلة الأولى ظنت إسرائيل أن حماس تريد أن تقدم تنازلاً سياسياً من شأنه إحراج إسرائيل ، فسارعت للإعلان بأن بيان حماس كاذب أو أنه خدعة ، لكنها عادت بعد ذلك لتقديم بيان حماس للمجتمع الدولي كدليل على أن الفلسطينيين لن يعترفوا بإسرائيل ، وأن هدفهم الحقيقي هو القضاء عليها واسترداد فلسطين من النهر إلى البحر ، وبالتالي لا مجال للتفاوض بين الفلسطينين والإسرائيليين ، كما يطالب العرب المعتدلون.
 
بعبارة أخرى فإن إسرائيل ستوظف بيان حماس لإثبات وجهة نظرها بأن حل الدولتين ليس مرفوضاً من جانب إسرائيل بل من جانب الفلسطينيين. وأن الدولة الفلسطينية في حدود 1967 ليست سوى صيغة مرحلية بانتظار شطب إسرائيل كلياً من الخارطة في مرحلة لاحقة ، وهذا ليس ما يقول به المجتمع الدولي أو المبادرة الغربية.
 
حماس قامت بما تعتقد أنه يكفي لإفشال مهمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن ، المدعوم من طرف القمة العربية على أساس حل الدولتين.
 
ليس غريباً أن تقبل حماس بدولة فلسطينية على حدود 1967 فقد قبلت بدولة على حدود قطاع غزة وعقدت مع إسرائيل هدنة مفتوحة سمتها تهدئة.
 
ترى ماذا تقول حماس إذا أعلنت فتح قبولها دولة فلسطينية في الضفة الغربية فقط ، وهل يصبح هذا هو المقصود بحل الدولتين - الضفة وغزة؟.