Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Nov-2017

حديث في «السرفيس» - م. فواز الحموري

 الراي - من يستقل ويستخدم «السرفيس» يوميا ولمسافة ليست قصيرة يستطيع ومن خلال المحطات التي غالبا ما يتنقل بها السائق لتكون مدخلا للحديث والتعليق على أخبار محلية وعربية وعالمية أو التعليق على مشاهد في الشارع وسلوكات بعض السائقين والمشاة والتعليق على الحياة والناس، خصوصا إذا كان السائق والركاب يتمتعون بقدر من الانفتاح وسرعة البديهة وتقبل الرأي والرأي الأخر. الحديث في «السرفيس» يختصر الكثير من الحشو ويقدم تحليلا واقعيا للعديد من المواقف والأحداث السياسية والقرارات الحكومية وتبعاتها المباشرة على المواطن ويتعدى الأمر إلى الشكوى والتظلم من قرار «طازج» للحكومة برفع الأسعار أو أي قرار اخر يمس قوت الشعب.

انه حديث لمجلس مصغر يضم السائق وأنواعا متعددة من الركاب ممن تصبح علاقتهم بالسائق مميزة؛ يعرف أين يقفون وأين سوف ينزلون ويعرف أيضا مواقفهم تجاه العديد من القضايا، فيكون الحديث على «البساط الأحمدي» وتجمع الثقة فيما بينهم، وغالبا ما ينتهي النقاش بالأمل بغد مشرق وراحة بال للمواطن.
أكثر من مرة تمنى السائق أن يستقل المسؤول «السرفيس» ويستمع بأريحية إلى النقاش الصباحي أو المسائي مع ثنايا رحلة المواطن اليومية لكسب عيشه وتعليقه العفوي والاستماع إلى وجهات نظر قريبة جدا من هم المواطن وأكثر من مرة علق السائق بأنه لم يشاهد مسؤولا إلا مدير السير في الشارع العام فقط لا غير.
حديث»السرفيس « والحديث مع سائق التكسي وسائق الباص والحديث مع مقدمي الخدمات يمكن من خلاله القرب من هموم الناس والشعور معهم ابتداء من عدم توفر «فراطة» أو التأخر عن موعد الدوام ودوامة الحياة والمشاكل اليومية وحكاية الركض وراء لقمة العيش ومشاكل الأولاد والجيران والمشاكل الخاصة وحديث يطول ويقصر حسب مسافة الطريق.
وهذا الحديث يشكل نمطا اجتماعيا لتفريغ الهموم وبث الشكوى و»فش الخلق» والتعبير عما يجول في الخاطر وبشكل حر دون خوف أو قلق.
على الرغم من قنوات الحوار المتاحة أمام المواطن للتعبير عما يجول في خاطره إلا أن الحديث العفوي المباشر دون تكلف أو تصنع هو الأقرب إلى الحقيقة والأقرب إلى الوجع والى الهم المشترك والى الحل الأمثل والبديل الأنسب من وجهة نظر المواطن البسيط، فهل ينزل المسؤول ويبادل الناس في «السرفيس» حديثهم عن المشاكل وطروحاتهم للحلول والقرب منهم أكثر وأكثر؟
بل هل يعاني المسؤول في الصباح وعند التحرك من منزله من مشكلة أزمة المواصلات الخانقة والعديد من المشاكل اليومية المتكررة ويقاسمه همه؟ وهل يعرف أي مسؤول الخدمة المقدمة عبر «السرفيس» ومواقفها المعتمدة وأجرتها المقررة والمسافة التي يقطعها السائق لكسب قروش معدودة لتأمين لقمة عياله؟
أسئلة عديدة يمكن توجيهها للمسؤول ومنها: سعر كيلو البندورة، أجرة سرفيس العبدلي، أين يقع الجامع الحسيني، وأين يقع مجمع رغدان وسوق الطلياني وأسئلة أخرى من عمق عمان ومن قاع المدينة، والاهم أن تكون الإجابة صحيحة وقريبة من الواقع وسليمة من أي تكبر وترفع واستعلاء.
حديث «السرفيس» مدخل جيد ومناسب للاستماع وتبادل الحديث والقرب من الناس وفي ذلك الخير الكثير، فهل يفعلها أي مسؤول ويجرب مع بداية الصباح التوجه لعمله من خلال التنقل عبر «السرفيس» أو التكسي أو باص مؤسسة النقل العام أو باصات الكوستر ولو لمرة واحدة لا غير؟
حديث السرفيس متجدد مع متلقي الخدمة ومع من يهتمون بآراء وهموم الناس والمواطنين على مدى الوطن لتحسين مستوى المعيشة واتخاذ القرار على ارض الوقع للتغيير المنشود.