Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jun-2019

استفتاء شعبي وليس استطلاعا* محمود الخطاطبة

 الغد-نستطيع القول بأن نتائج استطلاع للرأي العام أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية حول حكومة عمر الرزاز بعد مرور عام على تشكيلها وأعلنت نتائجه يوم الأربعاء الماضي، بمثابة استفتاء شعبي على حكومة النهضة والعقد الاجتماعي الجديد.

فعندما تحصل حكومة الرزاز على ثاني أدنى تقييم بين الحكومات المتعاقبة، طبعا سبقتها في ذلك حكومة هاني الملقي فقط، فهذا دليل على ما وصل إليه الشعب الأردني من قهر وعدم قدرة على احتمال أشياء أو قضايا جديدة.
وعندما يحصل وزراء هذه الحكومة، على أدنى تقييم منذ العام 2011، فهذا دليل أيضًا على أن وزراء الرزاز أصبحوا عبئًا عليه، لا سندًا له، إلى درجة توازي عدم تحمل المواطن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي يمر بها الوطن… وخير شاهد على ذلك تهافت وتزاحم مواطنين في أحد “المولات” على شراء طبق بيض ثمنه لا يتجاوز الـ90 قرشًا.
نعم، استفتاء شعبي على عدم الثقة بهذه الحكومة، فعندما يرى 79 % من الأردنيين أن أداء الاقتصاد يسير في اتجاه خاطئ، فهذا إقرار من الشعب بأنها غير قادرة على تحسين أوضاعهم المعيشية في الوقت الراهن وكذلك خلال الفترة المقبلة.
وعندما لا تستطيع الحكومة، على مدار عام كامل، حل المشكلات الاقتصادية، التي أصبحت تتصدر أولويات المواطنين في استطلاعات مركز الدراسات الاستراتيجية، وخصوصًا مشكلتي البطالة والفقر ومعالجة الوضع الاقتصادي السيئ وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، أو على الأقل وضع حلول قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، للقضاء على هذه المشكلات، فهذا مؤشر واضح للعيان بأن هناك أخطاء كانت تُرتكب وما تزال.. وكأن الحكومة لا تُتقن إلا فن “التنظير”.
يبدو أن الحكومة الحالية ماضية في نفق مجهول، فحتى التعديل الوزاري الأخير، لم يشفع لحكومة الرزاز أو يُساهم برفع شعبيتها أو التخفيف من حدة الاحتقان ضدها و”سقوطها” بنظر الكثير من المواطنين، وما يؤشر على ذلك هو أن 66 % من العينة الوطنية و77 % من عينة قادة الرأي يرون بأن الحكومة لن تكون قادرة على تحمل مسؤوليات المرحلة المقبلة.
نعم مرة أخرى، استفتاء شعبي بامتياز يؤكد أن حكومة “النهضة” ستمر بأيام عصيبة، مجهولة النتائج، لا تسر صديقا ولا عدوا، فهناك إجماع على غياب الإصلاح، وأن الحكومة تتخذ قرارات لا تصب في مصلحة المواطن أبدًا، وزيادة في نسب البطالة وارتفاع بمعدلات الفقر.. وتلك أمور تشير إلى أن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ.
لا نعلم، كيف ستخرج حكومة الرزاز من الأنفاق المظلمة، التي أوقعت بها نفسها، وهي لا تستطيع إقناع المواطن الأردني بالانضمام إلى الأحزاب السياسية، فثقة الشعب بالأحزاب بلغت أدنى تقييم في تاريخ الاستطلاعات.. فعندما يثق فقط 12 % من المواطنين بالأحزاب، فهذا يدل على أننا أمام مشكلة كبيرة، والمشوار ما يزال طويلا.